رواية نهي الجزء السابع

موقع أيام نيوز

علياء التي كانت ذراع يزيد تمنعها من الجلوس
ماما.. لولو.. عايز كورن ليكس..

هو أنت ما تسمعش عن أوض النوم والسراير!!.. في المطبخ يا...
وسكتت لتكمل بخفوت شديد
يا مفضوح..
رفع علياء بين ذراعيه وهي تحاول التخلص منه ولكنه منعها على الفور وهتف بأم علي
فطري علي.. ومش عايز أسمع ولا كلمة..
واتجه على الفور إلى غرفته وهو يحمل علياء.. دخل وأغلق الباب بقدمه.. ليلتفت لها مرة أخرى..
حاولت معاتبته ولكنه لم يتح لها الفرصة وهو يهمس لها بشوقه الكبير لها..
وبعدما ارتوى قليلا من نبعها الذي لا ينضب..
همس لها
طلعت مربى توت!..
ابتسمت برقة وهي تلومه پغضب مفتعل
كده أم علي تقول علينا إيه!..
الدكتورة قالت لك إيه..
دفعته بقوة وابتعدت عنه وذهبت لتجلس على الأريكة واضعة ساقا فوق أخرى وقد نسيت ردائها القصير.. وهتفت به بحنق
لو كنت مهتم كنت جيت معايا..
تحرك ليجلس على الأريكة ويجذبها لتستقر على 
وبعدين بقى.. علياء.. طيب أراضيكي إزاي بس..
هزت كتفيها بدلال أنثوي اكتسبته مؤخرا دفعه ليقربها منه هامسا
هو إحنا هنوصل لمرحلة البرفيوم امتى..
كتم شهقتها .. ولكن لو كانت علياء تضيع وسط عاطفته.. فمنزله أصبح مليئا الآن بمن يمكنه هدم لحظات جنونه ودفعه للتعقل.. وكانت تلك المرة الصغيرة نادية التي دخلت عليهما الغرفة وهي تمسك الهاتف بيدها الصغيرة وتتحدث مع المتكلم بود
زيد هنا.. مع لولو.. بيديها سكر.. سكر.. ..
وأطلقت ضحكة طفولية بريئة غافلة عن نظرات والدها المذهول وعلياء التي تحول وجهها إلى لوحة من الألوان... من الأحمر القرمزي إلى الوردي وأخيرا الأصفر الشاحب عندما أجاب يزيد عن الهاتف لتسمعه يهمس
مين.. مااااااااازن!!..
قطع شهقتها المحرجة هتاف يزيد
لا حول ولا قوة الا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
مازن تبنى حالة من الصمت المذهول بعد تلقيه رسالة حسن.. ولم يفتح الموضوع معها ثانية.. بينما تدبر أمر إجراءات الډفن وطقوس العزاء..
أدار الأمر بمهارة كعادته.. واسى أب مكلوم.. وقدم تعازيه لأم ثكلى.. اعتذر عن حضور شقيقه.. وبرر ذلك باڼهيار أعصابه واحتجازه بإحدى مشافي باريس.. كڈبة حمقاء.. ابتلعها والدي منى بدون تساؤل.. فبداخلهما يدركا عجز حسن عن مواجهتهما.. وقد منحاه طفلتهما كزهرة يانعة في ثوب زفافها الأبيض ليعيدها إليهما ملفوفة بكفنها.. يدركا أن لا ذنب له.. ولكن يجب أن يكون هناك من يتحمل وزر كل مأساة تلم بنا.. تلك إحدى قوانين الحياة.. حتى لو كان قانونا بلا معنى..
لا تنكر أن يزيد كان نعم الصديق.. جاور مازن في كل خطوة.. تقبل تفسيره عن غياب حسن_وقد أخبره الحقيقة_ بصمت تام.. لم يزعج مازن بتساؤل بلا معنى.. علياء كانت موجودة أيضا.. تبدو جميلة بصورة غير اعتيادية.. استطاعت بحنانها الفطري احتواء والدة منى ومواساتها ولو قليلا.. إلا أنه رغم كل النضوج الذي بدا أنها اكتسبته لم تستطع إخفاء دهشتها من وجودها هي.. دنيا!!!..
لا تنكر أنها تتعجب من إصرار مازن على الظهور برفقتها.. هناك في باريس أمام صبا وفريدة.. وفي عزاء منى أيضا.. لا تدري_للمرة الأولى_ فيما يفكر.. ويخطط.. رغم تفهمها لعدم إخباره لنيرة پوفاة منى بل أنه لم يخبرها بعودته من الأساس.. ولم يكن السبب وعده لحسن فقط.. حاستها الأنثوية أخبرتها أن نيرة لن تستطيع مواساته كما ينبغي.. كما يريد.. تتفهم ذلك.. كما تتفهمه دائما.. وتستطيع معرفة ردود أفعالة حتى قبل أن يفكر بها..
شعرت بتوقف حركة أنامله في شعرها فرفعت رأسها قليلا.. لتراه أغمض عينيه.. .. وتحركت من الفراش لترتدي روبا خفيفا وتذهب لتحضير كوب من اللبن الدافئ.. عله يساعدها على النوم..
كادت أن تخرج من الغرفة حين استوقفتها صورتها المنعكسة في المرآة..
وقفت تتأمل نفسها قليلا.. مازالت تتمتع بذلك الجمال الۏحشي.. تحسست ملامح وجهها بإجهاد.. وهي تميز ظهور بعض التجاعيد الخفيفة.. الزمن بدأ يترك بصماته.. وستمر السنوات سريعا وستتزايد تلك البصمات بسرعة أكبر.. لا تخيفها تلك التجاعيد بل تخيفها الوحدة.. أن تنتهي وحيدة.. ألا تترك أثرا ورائها..
اسمها كأشهر مصممات الأزياء!..
الآن.. لا تعده شيئا أمام
تم نسخ الرابط