رواية نهي الجزء السابع
المحتويات
كان غبيا.. غبيا أخذ أربع سنوات ليفهم.. ويدرك.. ما يشعر به.. معنى علياء بحياته.. احتياجه لها.. واجتياحها لقلبه ومشاعره.. وجسده.. كيان متكامل.. ذلك ما يجمعهما.. وذلك ما يخشى بشدة فقدانه..
علياء.. أنت ممكن تفكري تعملي زي حسن وتتجوزي راجل غيري..
ساد الصمت وكانت إجابتها على سؤاله دمعة ساخنة سقطت على ...
وهمسة بداخلها..
خرج مازن من الحمام ليجد نيرة راحت في سبات عميق.. ولم يعرف لم انتابته الراحة لذلك فدخل بجانبها تحت الغطاء محاولا استدعاء النوم بلا جدوى..
وأخيرا سأم المحاولة.. نهض متجها إلى المطبخ ليعد لنفسه وجبة بسيطة.. وابتسم ساخرا.. زوجته كانت تتلهف .. ولكنها لم تفكر حتى أن تسأله إذا كان تناول طعامه أم لا!..
هل تعلم... هل أخبرتها علياء.. لا.. لا يعتقد.. علياء لا تخالف أمرا ليزيد.. محظوظ أنت يا يزيد.. فلا يعتقد أن تتركه علياء ينام بدون أن يتناول عشائه...
صباح الخير يا مازن بيه.. حمد لله على السلامة..
الټفت ليجد السيدة أنيسة مديرة المنزل_كما تدعوها نيرة_ تواجهه وهي تخبره ببشاشة
أخذت تثرثر ببضع كلمات أثناء إعدادها لطعامه.. لم يكن منتبها لها في البداية ولكن فجأة جذبت انتباهه بجملتها
الحمد لله أن حضرتك رجعت بالسلامة.. أكيد مدام نيرة هتحتاج وجودك جنبها اليومين دول.. معلش ربنا يعوض عليكوا أنتوا لسه صغيرين و..
قاطعها بحيرة
لسه صغيرين على إيه.. أنا مش فاهم حاجة!..
هو سيادتك مش رجعت عشان عرفت بخبر إجهاض.. بس مدام علياء...
قاطعها بصړاخ
إجهاض إيه!.. مين اللي اجهضت.. مدام علياء..
شهقت أنيسة بإنكار
لا.. بعد الشړ عليها ربنا يكملها على خير.. أنا بتكلم على مدام نيرة..
تردد هتافه وهو يختفي من أمامها ليصعد الطابق العلوي في لحظات
نيرة... نيرررررة..
التفتت على الفور.. فاقترب منها بلهفة وهو يركع على ركبة واحدة أمامها ويضم وجهها بين كفيه.. ويسألها بقلق
نيرة.. أنت كويسة يا حبيبتي.. أنت بخير..
همست بتوتر
أيوه الحمد لله .. أنا بخير.. ليه.. بتسأل ليه
يعني أنت كويسة بجد.. أومال إيه موضوع الإچهاض ده..
رفعت رأسها پعنف وهي تهتف بتوتر
أنت عرفت منين..
ابتعد عنها وتحرك ليقف على قدميه ويسأل بتعجب
هو أنت ما كنتيش عايزاني أعرف ولا إيه..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تنهض بدورها
لا يا حبي مش قصدي..
قاطعها
أومال قصدك إيه.. وما قولتليش ليه امبارح بالليل لما سألتك..
اقتربت منه وقد تحكمت في توترها وانفعالها.. ورفعت كفها لتريحه على كتفه بينما أخذت تداعب أزرار قميصه وهي تخبره برقة
أنا كنت هقولك النهارده طبعا يا حبي.. ما هو مش معقول كنت أبلغك بخبر زي ده وأنت لسه واصل من السفر وتعبان..
سألها بنبرة قلقة
وده حصل إزاي.. وليه ما قولتليش أنك حامل قبل ما أسافر..
ما هو أنا ما كنتش أعرف إني حامل.. أنت عارف أنا كنت مقررة تأجيل الحكاية دي.. أنا عرفت لما روحت المستشفى..
ورفعت عينيها إليه ببراءة وهي تكمل ولكن نبرتها شابها الكثير من التوتر
كنت نازلة السلم بسرعة.. واتكعبلت... وقعت.. و..
قاطعها بسرعة
سلم إيه.. كنت فين أساسا ومين وداك المستشفى..
لفت أحد أزرار القميص بقوة حتى انتزعته من موضعه فطار في أحد أركان الغرفة..
كنت.. كنت عند علياء.. وهي اللي راحت معايا المستشفى..
قطب حاجبيه بحيرة
علياء!.. يعني يزيد عارف..
أومأت برأسها موافقة
آه.. أيوه طبعا.. هو ما كانش موجود في الأول.. بس علياء اتصلت به وجه.. وكانوا معايا ليل ونهار اليومين اللي فاتوا..
نظر إليها بشك.. فيزيد رافقه معظم الوقت طوال أيام العزاء.. ولم يخبره بشيء.. وعلياء أيضا كانت موجودة بجوار والدة منى معظم الوقت.. فكيف رافقاها طوال الوقت!!..
سمعها تكمل بتردد
حتى هما اللي وصلوني من المستشفى..
متابعة القراءة