رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
صوت زوجته وهى تغنى بأسلوب مرح قبل أن ينضم إليها صوت آخر لايختلف عن خاصتها كثيرا خمن هو كونه صوت شقيقتها واللاتى سرعان ماأنخرطن فى هيستريا من الضحكات المتتابعة قبل أن ينتهى التسجيل عند هذا الحد ..
أتبعه تسجيل آخر يتحدث بداخله الشقيقتان بجدية محاولات تقليد إحدى برامج التلفاز الشهيرة قبل أن يفقدن السيطرة على أنفسهن وينخرطن فى مزاح مسلى مقترن بالضحكات الصاخبة ..
تلا ذلك التسجيل مباشرة آخر يبدو من تاريخه أنه سجل منذ فترة قريبة جدا بخلاف باق التسجيلات بل من عدة أيام تحديدا الليلة التى سبقت ليلة زفافه ..
لم يستطع تحديد صاحبته فى البداية لكن مع الإستماع إلى محتواه بدأ الشك يزحف إلى عقله ..
مبروك يافروحه أخيرا أتجوزتى كريم وامبارح كانت ليلة دخلتك إيه اللى مصحيكى بدرى كده وسايبة عريسك .. مش عاوزاكى تقلقى من حاجة أنا كويسة أنا وبابا المهم انتى تكونى مبسوطة مع كريم ويكون اختيارك صح ..
صباح الخير يافرح كل يوم هكلمك الساعة ٩ بالظبط خلى بالك على كريم .. عاوزة اقولك شوية نصايح كده ياريت تعملى بيها ...
جوزك زى ماانتى عارفة معجباته كتير عشان كده لازم تنزلى معاه الشغل وتعرفى كل كبيرة وصغيرة عنه وبيقابل مين وبيكلم مين .. ماأنتى عارفة ممكن أى واحدة تلوف عليه وتاخده منك ..
ومن بعده أستمع إلى مايليه كالمسحور عندما تصاعد صوتها قائلة
ها عملتى إيه ! عارفة إنك بتسمعى كلامى وبتنفذيه بالحرف وصدقينى لو فضلتى كده عمره ماهيقدر يسيبك ولا لحظة ..
كان التسجيل الذى يليه فى تلك المرة من نوع آخر بل بكلمات أخرى تماما أستطاع هو تمييزها من أول جملة نطقت بها
مكنتش أعرف إنك شقى للدرجادى قولى بقى إيه رأيك فى القميص الأسود جننك صح .. كنت متأكدة إنه هيعجبك وهتضعف أوى قدامه .. بصراحة بحسدها إنها .....
على الفور قام بإيقاف ذلك التسجيل بإشمئزاز واضح فتلك هى المرة الأولى التى أستطاع فيها التحدث إليها عندما تناول هاتف زوجته التى أستغرقت فى النوم بعمق يتذكر جيدا إجاباته عليها فى ذلك الوقت لكن لمالم يظهر صوته فى ذلك التسجيل !
بل وفى التسجيلات الفائتة أين صوت زوجته والتى من المفترض أنها تتحدث معها !
كيف يظهر صوتها هى فقط وكأنها .... !
دون تفكير قام بتشغيل التسجيل الذى يليه والذى كان موجها إلى زوجته كالعادة لتملى عليها مايجب فعله ..
وتلاه آخر لتلك المكالمة التى أستقبلها منها فى اول يوم تخطو فيه قدماه شركته من بعد زواجه بصحبة فرح تلك المكالمة التى أستفزته فيها لأقصى حد إلا أن ذلك التسجيل أيضا لم يضم سوى صوتها هى فقط ..
ومن بعده ..
آخر إلى زوجته
صباح الخير يافروحة إيه كل ده نوم .. شكلك منزلتيش النهاردة الشركة ..
كريم بردو عمل اللى فى دماغه .. لا لا يافرح أسمحيلى إنتى مش مسيطرة خالص .. ولايكونش بيشك فيكى عشان هشام موجود فى الشركة .. هو للدرجادى مفيش أى ثقة .. مادام من أول اسبوع بيعمل كده امال بعد مايعدى على جوازكوا فترة هيعمل ايه ... إلى آخر المكالمة التى نصحتها بنهايتها بالحفاظ على هشام صديق وعدم إبتعادها عنه ...
هب كريم واقفا من مجلسه لتتجه قدماه إلى زجاج غرفة زوجته يطالعها بأسى سخر منها عندما أخبرته أن شقيقتها هى من تحثها على توطيد علاقتها بهشام لكنه كذبها وتناسى تأثير توأمتها القوى والتى أقنعته دون جهد بخېانة زوجته ...
ضغط بإصبعه على التسجيل التالى لتخرج تلك المكالمة التى قفزت على ذاكرته للتو ..
مكالمتها الأخيرة له التى دفعته كالمچنون إلى منزله ليرى هشام بغرفة المعيشة ويبدأ فى ذلك الشجار المشؤوم الذى أنتهى بإنهيار زوجته بين يديه ..
أنتهت التسجيلات عند ذلك الحد لكن هناك ملف آخر يختلف فى صيغة ملفاته عن الآخرين الذين أستمع إليهم للتو قام بفتحه بصورة آلية منتظرا سماع صوتها من جديد إلا أن ماخرج تلك المرة لم يكن سوى صوت ذكورى يحفظه عن ظهر قلب .. صوت هشام ..
العديد من المكالمات المسجلة التى ضمت حوار الشخصين يظهر فيه صوتهما بوضوح وهما يتفقان على الإيقاع بينه وبين زوجته مقابل الملايين من الجنيهات تذهب إلى حساب تلك الحية ..
أستمع إلى مايحمله الملف من مكالمات يومية أنتهت بتلك التى تحثه فيها على مقابلة فرح ومحاولة الدلوف إلى منزلها بأية طريقة ...
تعالت اللعنات بداخله على أولئك الشياطين الذين كرثوا حياتهما لټدمير علاقته بزوجته والتفرقة بينهما تكورت قبضته پغضب قاسما على محوهما من على وجه الأرض إذا ماأصاب زوجته أى مكروه ...
لكن تلك القبضة سرعان ما تراخت عندما أزداد عبوس وجهه مفكرا ..
من قام بتسجيل تلك المكالمات وماذا أتى بذلك الجهاز بين أغراض زوجته !!
فى تلك اللحظة تصاعد صوت صديقه من خلفه قائلا
_ أتأخرت عليك ...
ألتفت إليه كريم بوجه لازال يحمل الكثير من علامات العبوس مما دفع أيمن للتساؤل بقلق
_ مالك فى إيه
أشار كريم بيده حاملا ذلك الجهاز وهو يقول
_ لقيت الجهاز ده عندها و ....
أمتدت يده الأخرى إلى جيبه يخرج تلك الوصفة الطبية قبل أن يسلمها إليه قائلا بحيرة
_ ولقيت دى ..
ألتقطها أيمن من بين أصابعه بفضول فاتحا إياها بهدوء قبل أن تطالع عيناه المزينتان بنظارته الطبية أسماء تلك الأدوية بداخلها مما جعل علامات القلق والذهول ترتسم على وجهه قبل أن يقول إلى كريم بلهجة آمرة جدية
_ تعالى ورايا المكتب ..
أتبعه الزوج دونما نقاش حتى أستقر أعلى المقعد المقابل لأيمن الذى أعتلى المقعد الرئيسى خلف مكتبه قائلا بمهنية
_ أعتقد إنك قريت إسم فرح على الروشتة وعارف إنها تخصها ..
هز كريم رأسه موافقا وهو
متابعة القراءة