رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

شعوره بتصلب شراينه وأرتفاع ضغط دمه حاول هو جاهدا عدم إظهار مايعتريه لصاحبه فعمل بصورة واضحة على إستعادة رباطة جأشه خاصة عندما تسائل أيمن بفضول 
_ وأنت بتدور ملفتش نظرك أى حاجة تانيه تقدر تفيدنا !
هز كريم رأسه نافيا 
_للأسف فى البداية مكنتش عارف أنا بدور على إيه ولا كان عندى أى فكرة أدور فين .. 
صمت لبضع لحظات متأملا ذلك الجهاز الصغير والموضوع أمامه أعلى المكتب قبل أن يقول 
_ بس دلوقتى قدرت أفهم اللى بيحصل وأعتقد لو دورت تانى أكيد هوصل لحاجة ..
على الفور أجابه أيمن عارضا خدماته 
_ لو تحب ممكن اجى معاك أساعدك .. 
بلا مقدمات غادر كريم مقعده واقفا ليقول بحماس واضح 
_ ياريت .. يلا نتحرك ..
قضيا الثنائى طريقهما فى صمت مطبق تخلله بعض الهمهمات الصادرة من كريم الذى أنشغل تفكيره بتلك الصدمات المتتالية التى يتلقاها دون هدنة فى نفس الوقت الذى آثر فيه صديقه الصمت متفهما تلك الحالة التى أعترت الأول فلم يشأ التدخل أو يحاول حتى تهدأته مفضلا إعطائه مساحته الخاصة لإستيعاب الأمر والتأقلم عليه بينما هو شرد مفكرا فى تلك المعطيات التى بحوزته وكيف يمكنه من خلالها التوصل إلى حل ذلك اللغز المحير ..
سرعان ماأصطفت سيارة كريم فى مكانها المعتاد قبل أن يترجل الصديقان منها ويتقدما إلى الأمام متخطيان عتبات المنزل وماإن أدخل كريم مفتاحه الخاص داخل فتحة المقبض الخاص بباب منزله حتى أحس بتلك الإنقضاضة من ورائه والتى ساهمت فى فقدانه لتوازنه بضع لحظات قبل أن يلتفت إلى الوراء ويواجه العديد من اللكمات المتتابعة والتى صوبت إليه پغضب دون هوادة فحاول تفادى معظمها مستمعا لكلمات مسددها التى خرجت پحقد واضح 
_ بقى تنصبوا عليا أنا ياشوية نور ياحرامية ..
فى تلك اللحظة أستطاع كريم معرفة هوية الغاضب فور أن رأى وجهه البغيض وألتقت عيناه بخضراوتي ذلك الاخير فتكورت قبضته على الفور متخذا وضع الھجوم ليسدد أولى لكماته إليه قائلا بإزدراء 
_ مكنتش أعرف إنك واطى للدرجادى ..
ودون أن يشعر كريم أصابته حالة هيسترية حولته فى ثوان إلى وحش كاسر على إستعداد تام لتهشيم وجه هشام دونما رحمة أو شفقة أو حتى تفكير ..
بالنهاية وبعد العديد من الدقائق قام أيمن بالتدخل بعدما أحس بتطور الأمر إلى تلك الدرجة المخيفة فقام بجذب كريم من إحدى ذراعيه بقوة ناهرا 
_ خلينا فى اللى جايين عشانه مش وقت الى بتعمله ده ..
زفر كريم بعمق محاولا إستعادة هدوئه والتغلب على ذلك الإحساس بالمقت داخله أو حتى تناسيه لبعض الوقت أما بالنسبة لغريمه فرغما عن إندفاع الډماء وتدفقها من داخل كل فتحة بوجهه إلا أنه لم يتوان عن التحدث بصوت حاول إخراجه عاليا متوعدا لكنه وبعكس إرادته خرج واهنا ضعيفا وهو يقول بجسد مترنح لا يقدر على الوقوف 
_ أنا عاوز فلوسى أنت سامع .. هات فلوسى وأشبع بيها ...
كاد كريم أن يعيد توجيه اللكمات إلى وجه ذلك المتحزلق إلا أن أيمن قام بمنعه فأكتف هو بقول 
_ فلوسك ياعديم الذمة والرجولة .. مبقاش أنا لو مسجنتكش وخربت بيتك ..
تصاعدت ضحكات هشام الساخرة قائلا 
_ أنت اللى تسجنى ! ده أنا اللى هوديك فى داهية أنت وجوز الڼصابين اللى معاك وفوقيهم أمهم بقى عاملين رباطية عليا عشان تنهبوا فلوسى والشركة كمان فوق البيعة ..
لم يستمع كريم إلى معظم حديث المتحدث من فرط غضبه بعد أن جال بذاكرته تلك الكلمات التى تفوه بها ذلك الحاقد من خلال مكالماته بمن ظنها هنا وماقام بدفعه من ملايين فقط من أجل الحصول على زوجته لذا كان مثل الأعمى الذى لايقدر على رؤية الحقائق التى تتدفق من لسان ذلك المعتوه بخلاف أيمن والذى كان متنبها بما يكفى للتعليق على كلماته قائلا بهدوء 
_ أنت تقصد والدة فرح .. أنت تعرف طريقها .. 
قام هشام بمسح خيوط الډم المتتابعة والمنبعثة من فتحتى أنفه وجانبى شفتيه قائلا بغيظ 
_ آه الڼصابة الكبيرة قال جاية تتمسكن وتسحلى بالدموع وتقولى دول ماتوا مع أبوهم ..
ثم مالبث أن ثارت ثائرته من جديد مردفا 
_ بقى عاوزين تجننونى ياولاد ال....
أوقفه أيمن بإشارة من يده قائلا بغلظة  
_ أظبط كده بس فى الكلام وجاوب على سؤالى .. مين اللى جالك وشوفتها فين ! 
هشام بتهكم  
_ أمهم الحرباية أهى متلقحة فى بيتها ده لو مكانتش هربت هى كمان .. 
ألتفت أيمن إلى كريم قائلا بتعجل 
_ يلا بسرعة على هناك ..
دونما تفكير أتبعه كريم بخطوات متلهفة متعلقا بأى أمل يمكنه من التوصل إلى حقيقة زوجته لكن ذلك الوغد أعاق حركته قائلا بعدوانية 
_ على فين أنت كمان عاوز تحصلهم وتهرب .. 
ثم مالبث ان أضاف منذرا 
_ بقولك إيه أنا عاوز فلوسى .. وإلا ....
تكورت قبضة كريم من جديد قائلا بنفاذ صبر 
_ اللهم طولك ياروح أبعد عنى بدل ماأكومك على الأرض ..
إلا أن أيمن تدخل معلقا موجها كلماته إلى هشام  
_ لو عاوز فلوسك أتفضل معانا على بيت مامتها وأنت تفهم اللى بيحصل ..
أتبعهم هشام بتشكك مفكرا فى تلك الخدعة التى يقومان بها فتحرك بحذر متحسبا لأى خطوة غادرة تصدر عنهما لكن ماإن أستقروا جميعا أمام منزل فرح حتى هدئ روعه قليلا قبل أن يقوم كريم بالضغط على زر الجرس بإنفعال واضح وماهى إلا لحظات حتى فتح الباب ببطئ لتظهر العجوز من ورائه متشحة بالسواد والتى ماإن رأت هشام حتى صاحت به دونما تفكير  
_ وكمان ليك عين تيجى هنا يابجاحتك ياأخى ...
توارى هشام عن أنظارها مختبئا وراء جسدى أيمن وكريم الذى قال بأدب  
_ أنا كريم ياطنط فكرانى ...
أجابته بإمتعاض متحفزة  
_ نعم .. ماأنت صاحب المچنون ده .. جايبك ليه بقى عشان تت....
وقبل أن تتم كلماتها تدخل أيمن مقاطعا 
_ أحب أعرفك بنفسى انا دكتور أيمن الطبيب المعالج لفرح ...
أتسعت عينى الأم پذعر لعدة لحظات قبل أن تقول بتشكك  
_ آه أنت اكيد تبع شلة المجانين دول .. 
صمتت قليلا قبل أن تضيف بأعين دامعة 
_ عيب عليكوا تيجوا لحد هنا عشان تتريقوا على مۏت بناتى ..
حاول أيمن تهدئتها قائلا 
_ يمكن حضرتك متعرفنيش عشان تثقى فيا بس من واجبى أبلغك إن فى واحدة من بناتك محجوزة فى المستشفى وغايبة عن الوعى بقالها فترة وبيتهيألى إنك كأم هتساعدينا ومش هتسيبيها كدة ..
شهقت الأم بقوة غير مصدقة مايترامى إلى مسامعها قبل أن تقول برجاء أمتزج بالعديد من الدمعات المنهمرة 
_ بنتى أنا لسة عايشة .. بنتى موجودة ! مين فيهم ! أنا لازم أشوفها حالا..
إلا أن أيمن أوقفها قائلا 
_ ساعدينا الاول نعرف اللى حصلها وبعد كده شوفيها زى ماأنتى عاوزة وقوليلنا أنتى بقلب الأم هى مين فيهم.. 
لم تستطع هى فهم مايرمى إليه إلا أنها هزت رأسها على الفور بقوة قائلة بأعين لامعة فرحة غير قادرة على التصديق 
_ أتفضلوا أنا مستعدة أعمل أى
تم نسخ الرابط