رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
والطمع فخسر من أجله صديق عمره وأفلتت هى الأخرى من بين يديه فى النهاية بل كادت أن تفلت من دنياه كلها ...
لكن هاهى مرة أخرى .. فلقد أفاقت !
ماذلك الشعور بالراحة والإطمئنان الذى تخلله ! وكأنه كان ينتظرها هى لتعود من جديد ليس لإسترجاع أمواله كما أقنعه عقله ..
أمواله !!
هو الآن على إستعداد تام للتضحية بجميع أمواله فى سبيل رؤية تلك اللحظة فى سبيل لمح بريق الحياة يضيئ عدستيها من جديد فى سبيل التطلع إلى تلك الضحكات العذبة بين شفتيها ..
طالت نظراته إليها بشوق واضح مستفيض وكأنه يحفر ملامحها داخله للمرة الأخيرة قبل أن يغادر ... للأبد !!
لم يستطع كلا من الزوج والأم إشباع أشواقهما إليها عندما قاطع ذلك التجمع العائلى الطبيب أيمن قائلا ببشاشة
أجابته فرح بخجل
_الله يسلمك ..
ثم تسائلت بحيرة
_ بس أنا مش فاكرة إيه اللى حصل وإيه اللى جابنى هنا
أيمن مطمئنا
_ شوية تعب بسيط كدة .. هسيبك ترتاحى شوية وبعد كدة لينا قعدة طويلة مع بعض ...
شملته المړيضة بنظرة طويله متشككة قبل أن تعود من جديد إلى أحضان والدتها وزوجها الذى لم يتطرق إلى أى حديث خاص معها كما أمره الطبيب ..
قدم أيمن إلى المشفى باكرا على غير عادته فى حوالى الساعة السابعة صباحا بعد أن هاتف كريم يبلغه بإنتظاره داخل مكتبه ذلك الأخير الذى توجه على الفور إلى مكتبه بلهفة فى إنتظار الأول والذى ما إن خطا أولى خطواته داخل المكتب حتى تسائل كريم بقلق قائلا
_ خير ياأيمن فى جديد
أجابه أيمن على الفور قبل أن يجلس خلف مكتبه بهدوء
كريم بلهفة
_ طب أتكلم طلعت إيه ..
أيمن بإبتسامة مطمأنة
_ مبروك يابطل حبيبتك فرح ..
أتسعت عينى الزوج بغير تصديق قائلا بتشكك
_ بجد متأكد
أيمن دون أن ينظر إليه
_ أومال يعنى ههزر معاك النتيجة قدامى اهى بعيدة كل البعد عن هنا ..
أندفع كريم إليه راغبا فى تقبيله وإحتضانه قائلا بحماس
ثم أندفع فى طريقه إلى الخارج قائلا
_ أنا هروحلها...
إلا أن أيمن أوقفه قائلا
_ بس خلى بالك متقولهاش أى حاجة دلوقتى .. سيب الأمور تمشى لوحدها وهى تحكيلك براحتها متضغطش عليها .. أهم حاجة تبقى جمبها أنت ومامتها الفترة الجايه دى ومتتعرضش لأى ضغوطات ومتنساش ترجع كل حاجة لقيتها لنفس مكانها زى ماأتفقنا ..
_ طيب طيب ..
ثم أضاف قبل خروجه
_ أكتبلنا على إذن خروج بقى أفرحها بيه ..
بعد مرور عدة أسابيع ...
وبداخل غرفة المعيشة بمنزل كريم ..
كانت فرح تجلس بإسترخاء بصحبة والدتها يتسامران بسعادة حتى حان موعد قدوم كريم من عمله والذى ماإن رآهما حتى أبتسم بأدب موجها كلماته إلى الأم قائلا
_ مساء الخير إزيك ياطنط ..
أجابته بلطف
_ أهلا ياكريم يابنى مساء النور ..
أستقبلته زوجته بإبتسامة عذبة قائلة
_ حبيبى أحضرلك العشا ..
هز رأسه نافيا وهو يتقدم للجلوس أعلى إحدى المقاعد المجاورة للأم قائلا
_ لا ملوش لزوم ياحبيبتى مش جعان .. ممكن أقعد معاكوا شوية ولا بتتكلموا فى أسرار ..
أجابته الأم بخجل
_ أنت بتستأذن فى بيتك ..
لكنه سرعان ماأجابها نافيا
_ متقوليش كدة ياطنط ده بيتنا كلنا .. البيت ملوش أى طعم من غيركوا ...
قال جملته الأخيرة تلك وهو يتأمل زوجته الشبه شاردة فى نفس الوقت الذى تلفظت به والدتها قائلة
_ وهيبقى ليه طعم أكتر لما يتملى قطاقيط صغيرة ..
أبتسمت فرح بخجل قبل أن تقول مغادرة
_ أنا هقوم أحضر الأكل نتعشى كلنا مع بعض ..
ماإن خطت أولى خطواتها خارج الغرفة حتى أستدار كريم بجسده ناحية والدتها متسائلا بصوت هامس
_ ها ياطنط حكتلك على حاجه !
أجابته الأم بحزن
_ كل اللى قالتهولى إنها فاكرة إنهم كانوا فى العربية وكانت هنا قاعدة قدام جمب باباها وهى ورا وكانوا بيهزروا مع بعض والطريق كان فاضى ومرة واحدة ظهرت قدامهم عربية فيها ٣ بنات كان شكلهم شاربين وماشيين بأقصى سرعة ليهم وللاسف هنا ملحقتش تتفاداهم خصوصا إن كان الطريق وسط الجبل ...
هو ده كل اللى هى فاكراه وبعد كدة فاقت لقت نفسها فى مستشفى وفاقدة الذاكرة ..
تسائل كريم بإستغراب
_ طب محاولتش توصلك ليه بعد ما الذاكرة رجعتلها !
أجابته على الفور بنفس نبرة الصوت الخفيضة
_ بتقول إنها قعدت تدور عليا كتير بس ...
قاطعها متسائلا
_ طب ومقالتلكيش حاجة عن هنا !
ملأت علامات الحزن وجه المتكلمة وهى تقول
_ قالتلى إنها كويسة وكانت بتكلمها تقريبا كل يوم من قبل ماتسيب لندن بعد مانجت من الحاډثة بس مشافتهاش لأنها عاوزة تعيش لوحدها..
تنهد كريم بحرارة قبل أن يعتدل فى جلسته قائلا بحيرة
_ مش عارف امتى هنقدر نصارحها بالحقيقة ..
ثم أضاف محاولا طمانة نفسه
_ المهم إنها كويسة والحمد لله أحسن دلوقتى ..
رددت الام من ورائه
_ الحمد لله
ثم أضافت برجاء
_ خلى بالك عليها ياكريم ..
وقبل أن يجيبها هو دلفت فرح إلى الغرفة فى ذلك الوقت لتستمع إلى كلمات والدتها الأخيرة فقالت بمزاح
_ بتتكلموا عليا صح ..
سطعت إبتسامة الزوج البراقة قائلا بخفة
_ آه ياستى طنط بتوصينى عليكى معرفش إنتى بتشتكيلها إنى مجوعك ولا إيه ..
خرجت ضحكتها الصاخبة موجهة كلماتها إلى والدتها قائلة
_ لا ياماما كيمو ده أحن واحد فى الدنيا كلها ..
ثم عقبت قائلة
_ يلا بقى الأكل جاهز ..
ماإن أنته الزوجان من تناول طعام العشاء حتى صعدا إلى غرفتهم الخاصة بعد توجه الأم إلى خاصتها وبعد العديد من مناوشات الزوج المرحة وكلمات الغزل التى أغدق بها زوجته التى لم تغادر الإبتسامة وجهها منذ قدومه تسائلت فرح بجدية بعد إعتلائهما الفراش
_ ها عملت إيه النهارده فى الشغل
زفر هو بضيق قبل أن يجيب
_ شكلى هشيل الليلة لوحدى ..
ثم أضاف موضحا
_ هشام نفذ كلامه ..
تسائلت بشك
_ ساب الشركة خلاص
هز كريم رأسه معقبا
_ آه جهز أوراقه الفترة اللى فاتت وسافر النهاردة وصمم إنه يسيبلى الشركة بكل حاجة فيها ومرضاش حتى ياخد فلوس مقابل نصيبه ..
فرح
_ غريبة أوى ..
كريم
_ أنا فعلا مستغرب بس الظاهر إن ضميره صحى أخيرا ..
تأملته فرح لبضع لحظات قبل أن تتسائل
_ سامحته ياكريم !
أجابها دون النظر إليها
_ سامحته بس مش قادر أنسى كل اللى حصل ...
ربتت فرح على إحدى كتفيه قائلة
_ مسير الأيام تنسيك .. سامحه عشان خاطرى أنا حاساه فعلا اتغير وندم على كل حاجة ...
كريم بحزن
_ كان نفسى يرجع
متابعة القراءة