رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
...
أثناء إلتفاتته تلك لم ير هو عدستى خصمه اللامعة من ورائه والذى هب واقفا ماإن لاحظ جسد كريم الواقف على أعتاب الباب والذى توجه برأسه إلى الخلف فور سماعه لصوت فرح فأشرأب هشام بعنقه هو الآخر ليلمحها من بعيد وقد تغيرت ملامحها فور رؤيتها لكريم ..
زادت إلتماعة عينيه بمكر وظهرت شبه إبتسامة مقيتة أعلى محياه فى إنتظار حدوث الأسوء وسير الأمور كما خططت لها شريكته بالأمس وبالفعل ذلك هو ماحدث عندما لم تستطع فرح إخفاء توترها وقالت وهى على أعتاب الدرجات الأخيرة للسلم
أجابها بملامح قاسېة ارتسمت فوق محياها علامات السخرية
_ إيه جيت فى وقت مش مناسب كالعادة ...
ثم ألتفت إلى الأمام لتتلاق نظراته بنظرات هشام مكملا
_ بوظت خططكوا ولا إيه ...
أرتبك هشام لبضع لحظات حيث ظن أن كريم على علم بمخططه مع هنا إلا أنه سرعان ماتماسك قائلا بنبرة حاول إضفاء البراءة عليها
أجتاز كريم المسافة الفاصلة بينهما فى خطوة واحدة بدت كوثبة طويلة تمكن فى نهايتها من الإمساك بتلابيب غريمه قائلا
_ بتعمل إيه فى بيتى مع مراتى فى غيابى ياواطى ياندل ...
فى تلك اللحظة كانت فرح قد أقتربت من زوجها محاولة فض ذلك الإشتباك قائلة برجاء
لم تزيده كلماتها إلا عنادا فأجابها بحدة بعد أن أطبق أصابعه بقوة أكبر على رقبة هشام
_ بقى مش عارفة اللى بعمله .. إيه خاېفة على البيه ...
جذبته من ذراعه بكلتا كفيها بقوة قائلة
_ سيبه ياكريم ووطى صوتك مينفعش اللى بتعمله ده ..
أزاح كفيها عنه بتقزز قائلا بملامح ملؤها الإزدراء
بالنهاية نجح هشام فى التخلص من يدى كريم قائلا بعصبية أثناء إبتعاده عنه
_ ماتفهم ياأخى اللى حصل الأول بدل ماتهلفط بالكلام كده ...
وقبل أن ينقض عليه كريم من جديد أضاف موضحا
_ أنا كنت جاى اشرب معاها فنجان قهوة مش أكتر ..
خرج صوت كريم الغاضب كالصياح قائلا بإنفعال عجز عن ضبطه
ثم وجه كلماته إلى زوجته قائلا بضحكات متقطعة
_ مجبتلوش ليه كاس ويسكى عشان تظبطوا القعدة...
صمت قليلا قبل أن يردف متأملا ملابسها
_ ولا آه انتوا كنتوا ناوين تكملوا القعدة فى مكان تانى عشان تاخدوا راحتكوا .. إيه كنتى هتروحيله البيت ..
_ لا أنت أتجننت فعلا ..
أنقض عليه كريم من جديد قائلا بسخط
_ إيه عاوز تهرب ياجبان ..
حاول هشام التملص من بين يديه قائلا بحدة
_ أنا لولا إنى مقدر موقفك كان هيبقى ليا تصرف تانى معاك ...
وجه إليه الزوج الغاضب لكمة قوية قائلا
_ إيه كنت هتعمل إيه ورينى شطارتك قبل ماأقتلك وأخلص منك ..
دفعه هشام بقوة عدة مرات محاولا الإفلات منه وعندما نجح فى ذلك فر هاربا إلى الخارج كالفأر المذعور تاركا فرح وحدها بين براثن زوجها الغاضب الذى ألتفت إليها بأعين حمراء لم تقل إشتعالا عن عينى الثور الهائج نافثا أنفاسه الحارة من بين فتحتى أنفه بينما ساقاه تقدما إليها ببطئ ..
أبتلعت فرح لعابها بصعوبة قائلة بصوت ضعيف مرتعش
_ أنت إيه اللى عملته ده .. أكيد أتجننت ..
أستمر هو فى الإقتراب أكثر بينما هى تراجعت إلى الخلف بړعب حتى أصطدم جسدها الصغير بالحائط من ورائها متسائلة بأعين مذعورة
_ أنت هتعمل إيه ..
تكورت قبضته بقوة حتى أنغرست أظافره داخل راحة يده إلا أنه لم يشعر بالألم جراء ذلك بعد أن طغت آلام قلبه على كل خلية بداخله فكم ود فى ذلك الوقت لو بإمكانه تهشيم رأسها أو حتى صفعها لخداعها له بتلك الطريقة _كما ظن هو_ لكنه لم يسعه فى النهاية سوى أن يقول بغيظ مكتوم من بين أسنانه المصطكة
_ النهاردة تكلمى عمك يجى ياخدك ..
فرح پخوف
_ ياخدنى فين ..
أبتعد عنها بضع خطوات قائلا دون أن ينظر إليها
_ مش عاوز اشوفك هنا ..
أتسعت عيناها بتفاجؤ من كلماته تلك التى لم تتخيل يوما تلفظه بها فتأملته بضعف ورجاء لبضع لحظات قبل أن تقول بكبرياء
_ أنت بتطردنى ياكريم !
لم يجيبها بل ولاها ظهره دون إهتمام مما دفعها للإرداف بعصبية
_ على فكرة أنا ليا بيت أقعد فيه مادام مش عايزنى فى بيتك ولا أنت فاكرنى جاية من الشارع ..
ألتفت إليها من جديد موجها نظراته الغاضبة إليها قائلا بصوت خفيض
_ ماهو عشان عارف إنك مش من الشارع وليكى أهل فبقولك عمك يجى ياخدك ..
لكن ذلك الصوت الخفيض سرعان ماأرتفع بلهجة منذرة قائلا
_ إنما قسما بالله لو رجلك عتبت بيتك القديم وانتى لسه على ذمتى .. هتشوفى منى ساعتها اللى عمرك ماشوفتيه ...
عجزت هى عن الرد على كلماته لبضع ثوان تجمعت فيها العبرات على جانبى مقلتيها قبل أن تقول
_ أنت ازاى تقولى كده عيب اللى بتعمله فى بنات الناس ده ...
تخلى كريم عن هدوئه بعد أن فشل فى كبح جماحه أكثر من ذلك قائلا بصياح
_ بقى عيب إنى أقولك عمك يجى ياخدك ومش عيب إنى آجى الاقى واحد قاعد بالمنظر ده فى بيتى وفى غيابى ..
أرتفع صوتها هى الأخرى ردا على تلميحاته المقززة تلك قائلة بلهجة مدافعة
_ وهو أنت لقيته معايا فى أوضة النوم ولا لقيتى قاعدة فى حضنه .. ده كان قاعد هنا ولوحده ..
أنخفض صوتها قليلا عندما لاحظت الشرر يتطاير من عينيه جراء حديثها مما جعله تتابع مبررة
_ وبعدين أنا كلمتك عشان أقولك وأنت قفلت الموبايل ..
أجابها بعدم تصديق
_ بقى عشان مردتش على مكالماتك تقومى تدخلى راجل البيت وأنا مش موجود وكمان بتجهزى عشان تخرجى معاه ..
صمت قليلا قبل أن يتابع بصوت خفيض
_ احمدى ربنا إنى مرتكبتش فيكوا جناية أنتوا الأتنين ..
وضعت فرح كفها على فمها بذهول قائلة بنبرة أشبه للهمس
_ أنت فعلا تقصد اللى بتقوله ده ! أنت فاكرنى على علاقة معاه ..
لم يجيبها هو بل ولاها بنظرة طويلة مزدرية مما جعلها تقول بإشمئزاز هى الأخرى
_ للأسفل أنا أتخدعت فيك وطلع كلام هنا كله صح لما قالتلى إنك بوشين ..
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه قائلا
_ أنتى بردو اللى اتخدعتى ! وأنا اللى بوشين !
أمال اللى إنتى بتعمليه ده إسمه إيه واللى أختك بتعمله ده إيه !
أختك اللى كلمتنى تقولى إنك مع هشام دلوقتى .. أختك اللى تعرف اللى أنا أصلا معرفوش عنك ..
لفت انتباهها جملته الأخيرة تلك مما جعلها تتسائل بشك
_ إيه اللى أنت بتقوله ده مستحيل تقولك كده ..
هى
متابعة القراءة