رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يقول
_ آه بس مفهمتش الأدوية اللى فيها بتاعت إيه ! دى ليها علاقة بالصداع اللى كان بيجيلها
صمت أيمن لبضع ثوان قبل أن يقرر مصارحة صديقه بحال زوجته قائلا بهدوء
_ ده بروتوكول علاج بيتاخد لمرضى أضطراب الهوية التفارقى أو بأسمه القديم أضطراب الشخصية التعددى ..
ثم أكمل موضحا عندما لاحت علامات عدم الفهم على وجه كريم
أتسعت عينى كريم بغير تصديق غير قادرا على التعليق أو التفوه بأى كلمة فأردف أيمن مفسرا
_ الظاهر إن فرح أتعرضت لصدمة عڼيفة وصلتها للمرحلة دى .. وده اللى كنت شاكك فيه إمبارح ..
خرجت كلمات الزوج ضعيفة واهنة وهو يقول
_ إزاى دى كانت طبيعية جدا ..
خالفه أيمن الرأى معترضا
أكمل الطبيب موضحا
_ المړض ده بيخلى الشخص جواه شخصيتين أو اكتر كلهم بيحاولوا يتناوبوا فى السيطرة داخل الشخص نفسه وبتخلى فى مشكلة إن المړيض يفتكر المعلومات أو الذكريات اللي بيتذكرها بسهولة فى العادى يعنى زى الأحداث اليومية أو المعلومات الشخصية المهمة أو الأحداث المؤلمة أو المكربة او حتى الذكريات السعيدة ..
هز كريم رأسه نافيا
_ بس مش لدرجة إن يبقى عندها إنفصام فى الشخصية ..
ثم أضاف بتشكك
_ لا الكلام ده مش حقيقى طبعا ..
حاول أيمن إحتواء الموقف وتهدأة صديقه قائلا
_ طبعا مفيش حاجة أكيدة وعشان نتطمن ممكن نتصل بالرقم اللى على الروشتة ونوصل للدكتور اللى أسمه مكتوب ونفهم منه حالتها بالظبط ..
_ كلمهم فورا ياأيمن ..
فى الحال ودون تفكير أمتثل أيمن لطلب صديقه وقام بمهاتفه ذلك الرقم الخاص بمشفى تأهيل نفسى فى لندن وطلب التواصل مع الطبيب المعالج والمدون إسمه بالوصفة الطبية بين يديه إلا أن علامات الخيبة ظهرت أعلى ملامحه عندما علم بمغادرته للمشفى منذ أسابيع ..
_ للأسف الدكتور ده ساب المستشفى من فترة ومفيش أى أرقام للتواصل معاه ..
كريم بلهفة
_ طب هم مش عندهم ملفات للمرضى يعنى ممكن أى حد تانى فى المستشفى يفيدنا
هز أيمن رأسه نافيا
_ قوانين خصوصية المرضى مش هتسمحلهم يقولوا المعلومات دى لأى حد كده ..
_ بس أنا ليا واحد صاحبى فى لندن ممكن أديله أسم الدكتور ويحاول يجبلنا معلومات عنه أو حتى رقمه بس الموضوع ممكن ياخد شوية وقت ..
كريم بحماس
_ مش مشكلة المهم نقدر نوصله ونوصل لرق...مه ...
فى تلك اللحظة توقف كريم عن الحديث متذكرا لك الرقم المدون داخل هاتفها والموضوع بجواره نقطتين فأخرج هاتفها من جيبه قائلا
_ فى رقم لقيته على موبايلها وتقريبا من لندن تفتكر يمكن ....
وقبل أن يكمل حديثه قاطعه أيمن على عجل قائلا
_ مستنى إيه هاته حالا نطلبه يمكن يكون هو ..
فى ثوان كان يستمع أيمن إلى الرنين المتصاعد من الطرف الآخر داعيا بداخله أن يكون هو الهاتف المنشود وبعد عدة لحظات آتاه ذلك الصوت قائلا باللغة الإنجليزية
_ مرحبا .. دكتور ....... يتحدث ..
ظهرت إبتسامه ايمن على الفور مطمئنا كريم الذى زفر بإرتياح بينما الأول أكمل حديثه بإنجليزية سليمة محاولا شرح أبعاد الموقف للطبيب على الطرف الآخر ..
أنصت الزوج السمع بإهتمام محاولا تفسير تلك المصطلحات الطبية التى تحدث بها صديقه العديد من المرات إلا أنه لم يستطع سوى الإنتظار لإنتهاء تلك المكالمة التى طالت مدتها لدقائق شعر هو بها كساعات تأبى النفاذ لكنها وكحال كل شئ فى النهاية أنتهت ليتسائل كريم بلهفة
_ ها طلع هو .. قالك إيه
هز ايمن رأسه لهدوء قائلا
_ آه لحسن الحظ طلع هو وكمان فاكر حالة فرح جدا لأنها استمرت معاه أكتر من ٥ شهور ..
كريم بإستعجال
_ ها يعنى قالك عندها إيه
أجابه أيمن عل الفور
_ اللى قالهولى إن فرح جاتله بعد حاډثة أترتب عليها إنها فقدت الذاكرة ومكنتش فاكرة أى حاجة حتى عن نفسها أو معلوماتها الشخصية.. بس مع الوقت والعلاج بدأت واحدة واحدة تفتكر أسمها بس كانت مع كل جلسة ومع تفاوت المواعيد تقول أسم مختلف ..
مرة فرح ومرة هنا وفى كل مرة تقول إسم من دول كانت كمان شخصيتها بتبقى مختلفة ومش إختلاف عادى لا دول شخصيتين متناقضتين ١٠٠ ..
ومن هنا قدر يحدد إنها مصاپة ب إضطراب الهوية التفارقى وبدأ يعالجها على هذا الأساس ويكتبلها أدوية مهدأة وهو مش عارف هى أى شخصية فيهم لأنه فشل فى التوصل لأهلها ..
والحقيقة إنها مكنتش بتلتزم بالعلاج إطلاقا وكأنها حابة الحالة اللى هى فيها أو إن الشخصيتين جواها مرتاحين إنهم جوة جسم واحد وفى يوم من غير مقدمات لقاها أختفت ومبقتش تحضر جلسات العلاج وأرقامها أتقفلت ومبقاش عارف يوصلها ..
وكأنه يستمع إلى قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة خرجت تلك الكلمات من بين شفتيه دونما وعى معبرة عما بداخله
_ يعنى هى ممكن متبقاش فرح وتبقى هنا !!
أيمن بهدوء
_ زى ماقولتلك الدكتور المعالج ليها لحد آخر وقت مكنش عارف هى مين فيهم ..
كريم غير مصدق
_ يعنى معقول أكون .... معقول الشك يتحول لواقع بالبساطة دى ومتكونش هى اللى كانت معايا ..
ثم أضاف بهستيرية
_ أزاى انا مقدرتش أعرف ده ..
حاول ايمن تهدأته قائلا
_ أهدى ياكريم إحنا لحد دلوقتى مش متأكدين أنها مش فرح ..
خرجت كلماته ڤاضحة شكوكه الداخلية قائلا عقب تذكره
_ أنا كده فهمت كل اللى كان بيحصلها ودلوقتى أقدر أفسر التسجيلات اللى سمعتها وليه مكنش فيها غير صوتها ...
أيمن بعدم فهم
_ تسجيلات إيه !
قام كريم بإظهار ذلك الجهاز الصغير ملوحا به أمامه قائلا
_ التسجيلات اللى هنا ..
وفى الحال قام كريم بإعطائه فكرة عن محتواها ومواقيتها مما أستدعى أيمن للتساؤل
_ بس انت بتقول كان فى مكالمات أو تسجيلات بتجيلك وهى بتبقى جمبك أو نايمة ..
هز كريم رأسه موافقا
_ آه فعلا ..
أيمن مفكرا
_ طيب إزاى حتى لو هى تسجيلات فعلا سجلتها .. أمتى قدرت تعمل كده وهى معاك وتتصل بنفسها من الجهاز التانى ..
كريم بحيرة
_ مش عارف ومش قادر أفهم ..
شرد الطبيب قليلا قبل أن يعلق
_ أعتقد إنها هى الوحيده اللى تقدر تجاوبنا على السؤال ده .. زى ماهى الوحيدة اللى بإمكانها تعترفلنا إذا كانت فرح ولا .... هنا !
الفصل الأخير
_ أعتقد إنها هى الوحيده اللى تقدر تجاوبنا على السؤال ده .. زى ماهى الوحيدة اللى بإمكانها تعترفلنا إذا كانت فرح ولا .... هنا !
شعر كريم بتلك الإنقباضة بداخله تزداد وكأنه على أعتاب الهاوية فتجمدت أطرافه وأبيضت أصابعه رغما عن
متابعة القراءة