رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
أصلا متعرفش إن هشام جاى وحتى لو تعرف مش ممكن تقولك الكلام ده ..
طغت السخرية على كلماته وهو يقول
_ إيه متوقعة إنها هتدارى عليكى .. أحسن تكونى فاكراها بتحبك وهمها مصلحتك ..
عبست فرح قائلة بشك
_ تقصد إيه ..
لم يجيبها كريم الذى بدا أنه يستمتع بشكها ذلك فأكملت هى قائلة بخفوت بعد تفكير دام عدة دقائق
كريم مقاطعا
_ قالتلك إيه .. تدخلى هشام البيت وأنا مش موجود وتخرجى معاه من ورايا !
على أساس إنك معندكيش عقل يفكر وإنى أنا كمان عبيط هصدق الحدوتة الخايبة دى ..
دون أن تشعر أنهمرت دمعاتها رغما عنها من كلماته الچارحة التى تتزايد مما جعلها تقول له برجاء
بعكس ماأعتاد لم يتأثر بدمعاتها ولا برجائها فأكمل كلماته قائلا بقسۏة
_ إيه مش عاوزة تسمعى حقيقتك وحقيقة أختك .. اختك اللى ياما حذرتك منها وقولتلك متحكيلهاش حاجة عن حياتنا !
وأهلك اللى محدش فيهم سأل عنك لحد دلوقتى ومصدرنلك أختك الحرباية وكأنهم قاصدين يخربوا حياتك ..
أزدادت دمعاتها إنهمارا وأزداد ذلك الألم بداخل رأسها دون مقدمات فى نفس الوقت الذى أكمل فيه هو حديثه قائلا
إيه السر اللى إنتى مخبياه عنى وكل ماافتح سيرتهم تقفليها ..
أمسكت فرح رأسها بقوة قائلة برجاء
_ كفاية ياكريم
إلا أنه أكمل رغم ذلك
_ وأختك اللى محدش يعرف يوصلها دى إيه ! اللى بتتصل بس وقت ماهى عاوزة لدرجة إنى بدأت اشك أنها شبح بيلبسك وإنك بتبقى هى فى أوقات لدرجة إنى ببقى متأكد ساعتها إن اللى إتجوزتها دى هنا مش فرح ..
_ بس بس أسكت ..
لكنه أكمل بعناد
_ لا مش هسكت .. أنا عاوز أعرف كل حاجة مخبياها عليا من ساعة مارجعتى ..الكوابيس الى بتحلمى بيها دى إيه وهنا عملتلك إيه لما سافرتوا .. وبباكى حصله إيه ردى عليا ..
رغما عنها أزدادت صرخاتها بطريقة متتابعة بينما كفيها أطبقا على رأسها بقوة كمحاولة بائسة منها لمنع ذلك الألم من التزايد ولكن هيهات وكأنها اصبحت داخل مطرقتيتن لم يتوانا عن أداء عمليهما بتفان أرتفع الصړاخ اكثر وأكثر وأكثر حتى عجزت تلك المسكينة عن التحمل وتهاوى جسدها أرضا بعد أن إنهارت مغشيا عليها فى الحال وسط نظرات الذهول التى ملأت عينى الزوج والذى عجز عن إستيعاب ماحدث ..
لم ينفك كريم عن إلقاء اللوم على نفسه لما حدث لزوجته جراء كلماته الغير مدروسة والتى عبرت عما يدور بداخله منذ أيام وليال فائتة ..
كان فى طريقه إلى أقرب مشفى بعد أن هاتف صديقه أيمن للحاق به على الفور بعد أن روى له تلك الحالة التى كانت عليها قبل سقوطها أرضا بلا حراك ..
من حسن الحظ أنها كانت إحدى الفروع للمشفى الرئيسى الذى يعمل به أيمن مما ساعده على تجهيز اللازم للعناية بفرح قبل قدومها والذى كان يقف بترقب فى إنتظار كريم لإستقباله ماإن لمحه من بعيد يهرول حاملا زوجته بين ذراعيه حتى أمر مساعديه بالتوجه إليه وحملها على إحدى السرائر الجرارة المخصصة لنقل المرضى وخرج صوته قائلا
كان اللهاث قد وصل إلى حده الأقصى داخل شفتى كريم والذى أنهار على أطراف إحدى الحوائط من فرط الخۏف والتعب وتلك الأنفعالات الموجعة التى مرت عليه خلال اليوم .. فقال برجاء موجها حديثه إلى صديقه
_ قولى إنها هتبقى كويسة ..
حاول صديقه طمأنته مجيبا
_ هدخل اشوفها حالا .... بس أنت لازم تهدى مينفعش الحالة اللى أنت فيها دى ..
هز كريم رأسه بالموافقة محاولا التماسك بينما بداخله كان يشعر بدقات قلبه تتباطئ فى طريقها للتوقف عن العمل جزاءا له على ماأقترفه بحق زوجته المسكينة بعد أن استوعب أخيرا حقيقة كونهما دمية بين يدى تلك الحية التى نجحت فى الوصول إلى مرادها فى النهاية ..
بعد نصف ساعة كاملة من الخۏف والقلق مرت على الزوج كسنوات عجاف كادت أن تتسبب فى مقتله لاحظ كريم تلك الحركة السريعة فى الجوار بعد أن أعتلا صوت أيمن لنقل المړيضة إلى غرفة معينة أشار إليها بالغرفة ج ..
حاول كريم فهم مايدور من حوله ومعرفة ماإذا كان ذلك له علاقة بزوجته إلا أنه لم يستطع التوصل إلى شئ سوى أن أيمن وطاقم العمل الخاص به أنتقلوا جميعا إلى تلك الغرفة المغلقة والتى تختلف فى مظهرها الخارجى عن باق الغرف حيث تبدو أنها أكثرهم أهمية ومهابة ..
لحسن الحظ أنها كانت تتمتع بواجهة زجاجية داكنة تتيح لمن بخارجها بعض الرؤية الضبابية لما يحدث بالداخل وهذا هو كل ماكان الزوج فى حاجة إليه حيث تسمرت عيناه على زوجته الراقدة بالداخل بلاحول لها ولاقوة يتألم جسدها من تلك الوخزات المتتالية لوضع بعض المحاليل قبل أن يغطى الجزء الأكبر من وجهها بذلك الجهاز الشفاف لبث الأكسجين النقى بداخل رئتيها ..
أعطى أيمن بعض الإرشادات للمحيطين به قبل أن يتفحصها من جديد لبضع دقائق ثم توجه إلى الخارج بهدوء حيث تلقاه كريم بجزع متسائلا
_ فى إيه حصلها إيه !
أجابه أيمن بمهنية شديدة بعد أن وضع كفيه بداخل جيبى معطفه الأبيض
_ دخلت فى غيبوبة ..
أتسعت عينى كريم پذعر غير قادرا على إستيعاب تلك الكلمات قبل أن يقول بإنفعال محاولا إقتحام الغرفة
_ لازم أشوفها ...
جذبه أيمن من معصمه بقوة يمنعه من الدخول قائلا بحزم
_ أستنى عندك الوضع مش مستحمل اللى بتعمله ده ..
تجمد كريم فى موضعه لبضع لحظات قبل أن يتسائل پخوف
_ يعنى إيه !
أيمن موضحا بأسف
_ يعنى الواضح إنها أتعرضت لصدمة قوية خلت مخها يرفض إستقبال أى إشارات أنا محتاج أفهم إيه اللى حصل خلاها توصل للحالة اللى هى فيها دى ..
أرتكزت عينى كريم على وجه زوجته من وراء الزجاج الداكن قائلا بعدم وعى
_ مش عارف حصل إيه .. كنا پنتخانق وفجأة قعدت تصرخ ووقعت على الأرض ..
ربت أيمن على كتف صديقه بلطف قائلا
_ طيب تعالى معايا فى مكتبى وقولى كل التفاصيل بالظبط وإيه اللى حصل قبل ماتفقد الوعى على طول .. وعلى فكرة أنا محتاج أعرف تاريخها المرضى كله لأن واضح إن اللى حصل ده من تأثير الدوا اللى كانت بتاخده ..
وصولها للمرحلة دى مبيجيش بين يوم وليلة ده نتيجة ترسبات كتير لحاجات بتتراكم جوه مخها من غير ماتحس سواء من تأثير ادوية أو حالة نفسية أتكونت من عدة صدمات ..
لم يجيبه كريم فوكزه أيمن من جديد لتنبيهه قائلا
_ تعالى على المكتب نتكلم وترتاح شوية ..
هز كريم رأسه بقوة رافضا التزحزح من أمامها مما أضطر
متابعة القراءة