رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بإستغراب
_ مش أحنا متفقين لما كل حاجة تخلص وتتطلق من كريم ..
هنا بغنج
_ بعد كل ده ولسه مش واثق فيا ياهيشو ..
لكنه أجابها موضحا
_ ماأنا لازم أضمن حقى أنا كمان زى ماأنتى ضمنتى حقك .. مش كده ولا إيه ..
صمتت هى لبضع لحظات قبل أن تعلق
_ كده .. بس أنا ليا عندك عتاب ...
بقى فرح تقولك تكتب جزء من الشركة بأسمى وانت ترفض .. مكانش العشم ..
_ للأسف فرح مخدوعة فيكى أوى بس أنا بقى فاهمك كويس وعارف اللى فى دماغك ومتأكد انها فكرتك من الأول ..
خرج صوتها يحمل الكثير من البراءة المصطنعة وهى تقول
_ ماكل ده عشان هى تفضل معاك فى الشركة أنا لو عليا مش عاوزة حاجة ..
_ متقلقيش انا هعرف أتصرف فى الموضوع ده بس خليكى انتى بعيد .. وأظن إنك واخدة حقك تالت ومتلت ياملاك الرحمة ..
لو أنه فقط يستطع رؤيتها فى ذلك الوقت للمح ذلك البريق الذى ملأ عدستيها بطريقة مخيفة وهى تقول
_ بقى كده ياهيشو .. وأنا اللى كنت ناوية أقولك على اللى هيحصل بكره .. طيب خلاص خلينى أنا بعيد واتصرف أنت بقى ..
_ إيه اللى هيحصل يعنى !
أجابت بلهجة تمثيلية
_ وأقولك ازاى بعد ماجرحت إحساسى بكلامك ده ..
تأفف هشام من طريقتها تلك وعلق بجدية
_ فكك من جو التمثيل ده وأنجزى .. أمال إنتى واخده ١٠ مليون على إيه ..
هنا بإستخفاف
_ هم خمسة بس لحد دلوقتى ..
ثم أضافت بجدية
_ عموما انا هطلع أحسن منك وهقولك ...
_ فرح بكرة مش هتيجى الشركة ..
قطب هشام مابين حاجبيه متسائلا بإستغراب
_ ليه مش هتيجى امال أنا هشوفها أزاى ..
هنا بوضوح
_ لا ماأنت اللى هتروحلها المرادى ..
ساد الصمت لبضع لحظات حاول فيها هشام إستيعاب ماترمى إليه لكنه باء بالفشل فى النهاية فتسائل
أجابته موضحة بنبرة تحمل الكثير من المقت
_ طبعا اكيد أنت متوقع إن بعد اللى حصل النهاردة فكريم دب خناقة معاها لما شافكوا مع بعض بس اللى أنت متعرفهوش إنه منعها تروح الشركة تانى ..
وعشان كده عاوزاك متروحش بكرة الشغل انت كمان وتكلمها الصبح لما كريم يروح الشركة وتحاول تاخد منها معاد تقابلها فيه بحجه إنكوا صحاب وأنك لازم تبقى جمبها وقت ماتبقى متضايقة عشان تخفف عنها .. وطبعا ده حق الصاحب على صحبته ..
_ وهى هتوافق ...
أجابته بثقة متجاهلة سؤاله
_ تكلمها الساعة ١٠ بالظبط وهتلاقى كل حاجة جاهزة ومترتبة .. عوزاك تروحلها البيت ..
هشام بتردد
_ بس هى أكيد مش هتسمح إنى أروحلها وكريم مش موجود ..
قاطعته موضحة
_ أسمع بس اللى بقولك عليه روح بحجة إنك اكيد مش هتسيبها تركب تاكسى فهتعدى عليها وأنت وشطارتك بقى تروح بدرى عن المعاد وتشوف أى سبب تدخل البيت عشانه ..
هشام كالمنوم مغناطيسيا بعدما أختمرت الفكرة برأسه
_ وبعدين إيه اللى هيحصل ..
خرج صوتها الناعم بصورة أقرب إلى فحيح الأفعى قائلة
_ وبعدين هقولك تعمل إيه بالظبط لما تدخل ..
آلام متفرقة فى أنحاء جسده كانت السبب وراء إستيقاظه من نومه المتقلب رغم عدم تجاوز الساعة السابعة والنصف صباحا ..
أعتدل جالسا أعلى الأريكة محاولا تجميع شتات نفسه وتذكر أحداث الليلة الفائتة والتى ماإن أستدعاها عقله حتى شعر بالڠضب يعتريه من جديد لكنه حاول جاهدا عدم التفكير فى الأمر فقام بفرك وجهه بقوة بواسطة كفيه أثناء مغادرته إلى غرفته لبدئ إستعداداته الخاصة قبل الذهاب إلى العمل ...
كانت لاتزال غافية عند دلوفه إلى الغرفة فأقترب منها ببطئ يتأمل ملامحها التى أشتاقها بشدة خاصة بعد إبتعاده عنه طوال اليوم بالأمس ....
تنهد بقلة حيلة قبل أن يستمع إلى نداء قلبه ويقترب منها طابعا قبلة حانية على مقدمة رأسها ثم أبتعد متوجها إلى حمامه فى نفس الوقت الذى ظهرت على شفتيها شبه إبتسامة حالمة سرعان ماتلاشت مع إستغراقها فى النوم من جديد ..
أستيقظت فى التاسعة على ذلك الرنين المستمر لهاتفها كى تستقبل المكالمة اليومية الصباحية من شقيقتها والتى تحدثت على الفور قائلة
_ صباح الخير يافروحة إيه كل ده نوم
أجابتها فرح بصوت ناعس
_ صباح الخير ياهنا
جاء صوت هنا واثقا وهى تقول
_ شكلك منزلتيش النهاردة الشركة ..
ثم أردفت معاتبة
_ كريم بردو عمل اللى فى دماغه .. لا لا يافرح أسمحيلى إنتى مش مسيطرة خالص ..
حاولت فرح تبرير وضعها قائلة
_ لا اصل هو ...
لكن شقيقتها قاطعتها مردفة
_ ولايكونش بيشك فيكى عشان هشام موجود فى الشركة .. هو للدرجادى مفيش أى ثقة .. مادام من أول اسبوع بيعمل كده امال بعد مايعدى على جوازكوا فترة هيعمل ايه ..
صمتت فرح لاتعلم بما تجيبها فأكملت هى بتهكم
_ كان راسم بس الوش الحنين المتفتح المتفهم الأوبن مايندد ومع أول مشكلة ظهر على حقيقته ..
انتى عارفة أنا لو كنت مكانك هنفذ اللى فى دماغى من غير تفكير وهقوم ألبس وأروحله الشركة واللى عنده يعمله ماهو مش متجوزك عشان يقعدك فى البيت زى الخدامين .. بس للأسف أنا عارفة إنك متقدريش تعملى كده وأكيد عاملة حساب لزعله فى الوقت اللى هو مبيفكرش فيه إلا فى نفسه .. تعرفى إنى كنت فاكراه إن هو ده الإنسان اللى بيحبك وهيخاف عليكى بس للأسف طلع إن كان فى حد تانى هو اللى يستحقك ..
صمتت لبضع لحظات قبل أن تكمل رغما عن صمت فرح
_ خليه فى الفريند زون يافرح عشان يبقى جمبك يوم ماتحصل مشكلة بينك وبين كريم أنا واثقة إنه مش هيتردد لحظة إنه يساعدك ويقف فى ظهرك فى الوقت اللى كلنا فيه بعيد ومحدش معاكى ..
فكرى فى كلامى كويس يافرح .. ومتصديش هشام مهما حصل .. سلام ..
أعتلت علامات الدهشة وجه فرح والتى تمتمت بغير وعى
_ هى بتعرف الكلام ده كله منين وكأنها عايشة معانا .
.
ترددت كلمات شقيقتها بداخل ذهنها عدة مرات حتى بدأت هى بالإقتناع به وأحست بالسخط على حالها مستنكرة طريقة تعامل زوجها معها فهاتفته دون وعى قائلة بعصبية واضحة
_ أيوه ياكريم أنت نزلت
جائها صوته هادئا وهو يقول
_ أيوه يافرح فى حاجة ..
لم تنتظر إجابته بل أعقبت
_ أنا مش قولتلك هنزل معاك ..
تأفف كريم يضيق مجيبا
_ احنا مش قفلنا الموضوع ده وخلصنا ..
أجابته بعناد
_ لا مقفلنهوش انا هلبس وهاجى الشركة دلوقتى ..
أجابها بصوت خاڤت متوعد
_ طب ابقى أعمليها ..
قالت
متابعة القراءة