رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

تأملنه بإعجاب واضح حاسدين زوجته على ذلك الحب المبالغ به واللاتى لم يحظين به هن مع أزواجهن ألتقطت أذنيه بعض تلك الكلمات التى أبتسم لها ساخرا بداخله .. فلو فقط يعلمن ماأقترفه هو بحقها ..
بالأخير وعندما أختفى البشر من حوله أغمض كريم عينيه بإرهاق وهو لازال واقفا على قدميه مستندا بضعف على زجاج الغرفة مسترجعا تفاصيل محادثته الصباحية مع أيمن ..
والتى بدأها كريم بسرد تفاصيل كل مامر عليه هو وزوجته منذ أن رآها إلى أن أختفت بعد سفرها بصحبة عائلتها إلى لندن وظهروها من جديد وحيدة بعد عدة أشهر بمظهر مختلف وشخصية متناقضة وذاكرة ضعيفة تناست العديد من الذكريات المشتركة بينهما..
كان يبدو على صديقه الإهتمام عند وصوله إلى ذلك الجزء فأنهال بأسألته على كريم عن عائلة زوجته لكن عجز ذلك الأخير عن الرد مما دفع أيمن إلى حثه للرجوع إلى المنزل والتفتيش فى أغراضها الخاصة محاولا التوصل إلى أى عنوان أو تفصيلة صغيرة ترشدهم إلى مكان أبويها الغامض عل ذلك ينجح فى تسليط الضوء لمعرفة ماأصابها خلال تلك الفترة الفائتة ..
بدا الإقتناع جليا على وجه كريم بعد ذلك الحديث لكنه أبى التحرك من المشفى إلا بعد أن بدأت أولى خيوط الفجر بالظهور حينها فقط قرر التخلى عن قلقه وإرتباكه ومغادرة المشفى إلى المنزل لتغيير ملابسه وتنفيذ ما أتفق عليه مع صديقه وبالفعل مع نسمات الصباح الأولى كان يترجل من سيارته بإرهاق واضح منعه من رؤية ذلك الجالس أرضا فلم يشعر به سوى بعد أن أصطدمت قدمه اليسرى بجسد النائم الذى يبدو أنه قضى ليلته على أعتاب المنزل ..
شمله بنظرة مزدرية متقززة قبل أن يتجاهله متجها إلى الداخل بينما ذلك الغافى لم يشعر بما يدور من حوله حيث أرتفعت أنفاسه بإنتظام دلالة على إستغراقه فى نوم عميق ..
بأرجل متثاقلة توجه كريم إلى الدرج يجر ساقيه جرا غير قادرا على الصعود عندما حانت منه إلتفاتة طويلة إلى غرفة المعيشة حيث كان ذلك الشجار المشؤوم ظهر على وجهه علامات الحزن المقترن بالندم عندما جالت عدستاه بكل مكان بالغرفة كان شاهدا على كلماته الغليظة الجافة لفت إنتباهه فى تلك اللحظة تلك الحقيبة الملقاه أرضا فتقدم إليها يلتقطها بإهتمام .. حقيبة زوجته والتى لابد أنها سقطت منها وقت الشجار تفحصها بعناية باحثا داخلها عن هاتفها الخلوى والذى نجح فى إيجاده بسهولة ..
وضع الحقيبة جانبا قبل أن يبدأ بتفقد الأرقام المسجلة بالهاتف باحثا عن أى رقم أوروبى بخلاف رقم شقيقتها والذى حاول الإتصال به فى ذلك الوقت إلا أنه لم يستمع سوى لتلك الرسالة المسجلة ....
تأفف پغضب قبل أن يبدأ البحث من جديد بحماس أكبر مكنه من ملاحظة تلك النقطتان المدونتان أمام إحدى الأرقام تملكه الفضول من هوية صاحب ذلك الرقم فقام بالإتصال به هو الآخر لكن دون جدوى أعتقد فى ذلك الوقت وجود خطب ما فى شبكة الهاتف فوضعه بداخل جيبه قبل أن يصعد إلى الأعلى حيث غرفة النوم والتى تضم العديد من حقائب زوجته وأغراضها الخاصة أجتهد فى البحث بين حاجايتها المرتصة بعناية داخل أدراج الخزانة وأدراج الكمود الصغير جوار جانبها من الفراش لكن للأسف زينت الخيبة أذياله فتوجه بأصابعه إلى الرفوف الخشبية التى تحمل ملابسها باحثا عن بعض الملابس القطنية المريحة والتى تستطع هى إرتدائها فى حالة إفاقتها .. 
لكن أصطدمت أصابعه بشئ صلب يختبئ اسفل بعض الملابس المطواه بعناية فأخرجه بحذر وأخذ يتفحصه بإهتمام فهو عبارة عن جهاز صغير أشبه بالهاتف لكنه قديم الطراز لايحوى شريحة إتصال بل إنه أقرب إلى جهاز ال mp3 الذى كان يقتنيه فى صغره ..
أعتلت الدهشة ملامحه لإحتفاظها بمثل ذلك الجهاز القديم لكنه فى كلا الأحوال وضعه داخل جيب بنطاله هو الآخر قبل أن يكمل تحضير بعض المقتنيات لزوجته واضعا إياها داخل حقيبة صغيرة من حقائبها الخاصة بالسفر والتى ماإن فتحها حتى جذب إنتباهه ورقة بيضاء ملقاه بعدم اهتمام فى إحدى جوانبها .. 
ألتقطها كريم بإهتمام محاولا قراءة محتواها والذى لم يكن سوى أسماء لبعض الأدوية الطبية التى لم يستطع تلفظها أو فك شفراتها لكنه تمكن من ملاحظة أسم الطبيب المطبوع بالأسفل ومن تحته الرقم الأوروبى الخاص به أما بالأعلى فظهر بشكل واضح تاريخ تلك الوصفة الطبية والتى تعود إلى أكثر من شهر تقريبا ومن تحتها أسم المړيضة بالحروف الإنجليزية والتى لم تكن سوى حروف أسم زوجته !!
علا وجهه علامات الدهشة والإستنكار خاصة وأنها لم تبح له يوما أو لطبيها المعالج بذلك السر ولا حتى صرحت له من قبل ذهابها إلى طبيب أثناء تواجدها بالخارج ..
أصابه الجمود للحظات محاولا إستيعاب كل ذلك الغموض الذى يحيط بمقتنياتها إلا أنه فى النهاية نفض عن رأسه التفكير بعد أن احتفظ بتلك الوصفة الطبية وقام بتجهيز ماتبق من حاجايتها قبل أن يذهب للحصول على حمام سريع يساعده على الأسترخاء والإفاقة ومن ثم أرتدى ملابس نظيفة نقل بداخلها محتويات ملابسه الأولى وأستعد للمغادرة ليتقابل من جديد بجسد ذلك النائم على أطراف سلمه فتجاهله بإشمئزاز متضاعف ...
لم يطرأ أى تغير على حالة المړيضة خلال تلك الساعات التى غابها عنها لذا وعقب وقوفه أمام غرفتها لعدة دقائق تأكد فيها من إستقرار الوضع طالع كريم ساعته التى لم تتجاوز الثامنة صباحا متذكرا لقاؤه مع أيمن والذى لن يتواجد بالمشفى قبل التاسعة صباحا لذا أحضر هو كوب من القهوة وجلس لتناوله فوق إحدى المقاعد القريبة من غرفتها وفى تلك الأثناء تذكر المتعلقات الخاصة بها بحوزته فقام بإخراج ذلك الجهاز الصغير محاولا إكتشاف محتوياته وطريقة تشغيله ..
صادفه فى البداية العديد من التسجيلات قصيرة المدى فتجاهلها منتقلا إلى باق القوائم والتى تفاجئ بوجود إحداها يضم بعض الأسماء وأخرى تشبه إلى حد كبير قوائم الإتصال فى الهواتف الذكية ..
أستوقفه عدم تواجد أكثر من ثلاث أرقام فقط لاغير تتكرر بصورة منظمة بشكل يومى ... 
أولاها هو رقمه الذى يحفظه عن ظهر قلب وثانيها رقم زوجته أما ثالثها .. فكما توقع لم يكن سوى رقم صديقه .. هشام ..
أعتراه الڠضب فى البداية فور إكتشافه لرقم غريمه فهذا يؤكد شكوكه ويفسر علاقتها السرية به لكن مع مرور الدقائق وبعد الكثير من التفكير والتمعن فى هذا الأمر ..
قفز إلى رأسه عدة تساؤلات ..
لماذا تقوم فرح بالإتصال بهاتفها !
وكيف يتكرر رقم هاتفه لديها مع إنه لايتذكر مهاتفتها له من رقم بخلاف خاصتها حاول التوصل لإجابه على مايجول بداخله مفكرا أنها تقوم بعمل تحويل للمكالمات من هاتفها إلى هذا الهاتف ! لكن أيضا لما تقوم بالإتصال برقمها بشكل يومى قى تمام الت...ا سعة !
التاسعة صباحا ! أليس ذلك الموعد اليومى لمكالمات شقيقتها والتى لاتستغرق سوى دقائق ..
ترك كوب قهوته جانبا وأنشغلت حواسه جميعها بذلك الجهاز ودون أن يشعر حرك أصابعه بعصبية على أزراره منتقلا إلى قائمة التسجيلات التى تجاهلها فى البداية فقام بتشغليها دونما تفكير ليخرج من أولاها
تم نسخ الرابط