رواية تحفة الفصول من التاسع والعشرون للثالث والثلاثون الاخير بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

ساخرة 
_ إيه بتهددنى يعنى لا أنا مبتتهددش على فكرة .. 
تجاهل سخريتها قائلا بجدية 
_ أنا لازم أقفل عندى ميتنج سلام ....
أغلق كريم هاتفه دون إنتظار إجابتها مما زادها ڠضبا وسخطا مستنكرة عدم سؤاله حتى عن حالها يبدو أن كلمات شقيقتها هى الحقيقة بعينها التى لم تنجح هى فى رؤيتها يوما ..
أنهمرت بضع دمعات من مقلتيها دون أن تشعر قبل أن يرتفع رنين هاتفها من جديد فأمسكته بلهفة متأملة أن يكون ذلك الأتصال من زوجها لكن خابت أمانيها عندما قرأت أسم هشام فأجابت بإحباط 
_ آلو
إنها العاشرة صباحا كما أخبرته هنا بالأمس الوقت المحدد لمهاتفة فرح التى ماإن استمع إلى صوتها حتى أجاب ببشاشة واضحة 
_ صباح الخير .. إيه صحيتك من النوم !
أجابته دون تفكير 
_ لا أبدا أنا صاحية من بدرى ..
هشام بمكر 
_ بس بيتهيألى إنك مروحتيش الشغل النهاردة ..
أجابت بإقتضاب 
_ آه ..
تسائل هو سريعا بدهاء 
_ ليه مكنتيش عاوزة تشوفينى !
نفت هى ذلك محاولة التحجج بأى سبب قائلة 
_ أبدا بس تعبانة شوية ...
ظهر الجزع جليا بين طيات كلماته متسائلا 
_ سلامتك مالك بس أجيبلك دكتور !
أجابته فرح على الفور 
_ لا لا مش مستاهلة ..
زفر هشام بحرارة قبل أن يقول بإهتمام  
_ بس أنتى صوتك متضايق ومخڼوقة تحبى نتقابل شوية فى أى مكان ..
صمتت هى لبضع لحظات مما جعله يتحدث من جديد قائلا بتشجيع 
_ أنا النهاردة أجازة .. يعنى لو خاېفة تعطلينى لا متقلقيش ..
تسائلت بإهتمام  
_ مروحتش الشغل النهاردة ولا إيه !
هشام 
_ لا روحت اخدت ورق مهم وقولت أشتغل من البيت ..
فرح بإستغراب  
_ طيب يعنى وراك شغل ... خليها يوم تانى ..
أجابها مغازلا 
_ الشغل هو اللى يتأجل ليوم تانى مش إنتى ..
ثم أضاف سريعا كى لا يعطها فرصة للتفكير 
_ تحبى نخرج ناخد قهوه مع بعض ..صدقينى مش هنتأخر ..
رغما عن رفض عقلها وتحذير قلبها إلا أن كلمات شقيقتها منذ ساعات عن الإحتفاظ به كصديق مافتأت أن ترددت داخلها عشرات المرات طوال تلك المحادثة مما دفعها للموافقة قائلة بخجل  
_ بس مش عاوزة أتعبك ..
هشام بحماس دونما تفكير وكأن باب من أبواب الجنة قد فتح له 
_ ازاى تقولى كده .. عشر دقايق وهكون تحت البيت مستنيكى .. سلام
كادت أن تعترض على تلك المدة القصيرة التى لن تستطع الإنتهاء بها لكنها تفاجئت بإنتهاء المكالمة فلم تجد مفرا من الشروع فى البدئ فى الحال ..
وقبل ذلك ودت الإتصال بزوجها تخبره عن لقائها بهشام رغم خۏفها الشديد من ردة فعله لكن بالنهاية جميع محاولاتها بائت بالفشل حين تجاهل إتصالاتها الأولى منتهيا بإغلاق هاتفه بعد الإتصال الرابع مما نشط ڠضبها الداخلى وتمتمت بعناد طفولى 
_ ماشى براحتك وأنا كمان براحتى ..
بعد عشر دقائق كاملة كانت تقف أمام مرآتها عقب خروجها من حمامها لتصفيف شعيراتها المبتلة فإذا بها ترى اسم هشام يسطع على شاشة هاتفها شهقت پذعر لمرور الوقت دون أن تشعر أجابته على الفور بعد أن أغلقت المجفف فإذا به يخبرها 
_ ايوه يافرح أنا وصلت تحت البيت ...
فرح بخجل  
_ أدينى ربع ساعة بس ياهشام معلش ..
هشام بدهاء 
_ طيب بسرعة أحسن الدنيا سقعة أوى برة ..
أجابته بتردد آملة رفضه 
_ طب أتفضل شوية .. 
لكنها فوجئت بإجابته 
_ خاېف أسببلك إحراج ..
حكت مؤخرة عنقها بندم بعد تورطها مما جعلها تقول بخفوت  
_ لا أبدا .. البيت بيتك .. أتفضل هفتحلك الباب ..
كانت تتغطى بذلك الروب الطويل الشتوى عندما أستقبلته على إستحياء قائلة بإبتسامة مرحبة 
_ ثوانى هلبس حالا اتفضل .. 
أومأ برأسه موافقا قبل أن يقول 
_ خدى راحتك .. هستناكى هنا ...
تركته مغادرة إلى الأعلى بينما هو قام بخلع حذائه عند مدخل المنزل قبل أن يبدأ جولته بتلك الردهة الواسعة وصولا إلى غرفة المعيشة المزينة بصور العروسين ..
أعتلى الأريكة بأريحية بعدما تجرد من معطفه وبعد عدة دقائق قام بفتح أزرار قميصه العلوية نظرا للحرارة المنبعثة من المدفأة بجواره والتى قام بتشغيلها فور جلوسه .... مثلما أرشدته شريكته فى ذلك المخطط ..
بينما قبل ذلك بدقائق قليلة كان كريم قد أنتهى من إجتماعه الهام الذى أنشغل به وقام بفتح هاتفه على الفور لمهاتفة زوجته التى لم يستطع الرد عليها فى الحال لكن قبل ذلك ظهرت على شاشة هاتفه مكالمة واردة من ذلك الرقم الغير مسجل لديه والذى علم هويته جيدا دونما تفكير فأجاب على الفور بفضول يتملكه مما ستقوله تلك المرة .. 
آتاه صوتها الناعم قائلة 
_ وحشتك صح .. المرادى بقى انا جايالك بخبر جديد لانج مش هتقدر تقفل من غير ماتسمعه .. 
أستمرت فى الحديث مكملة 
_ هى فرح مجتش معاك النهاردة ليه ! آه صح هى أكيد فى البيت ... زى هشام ...
أما الدنيا دى عليها شوية صدف .. هشام اللى عمره ماغاب عن شغله جه النهاردة بالذات وقرر إنه ميجيش .. تفتكر ليه ! 
فى رأيك الموضوع ده مجرد صدفة ولا مترتب !.. أصل ده أول يوم تسيبها فيه لوحدها من أول مااتجوزتوا .. 
عموما بلاش نظلمه مايمكن يكون فى بيته عيان مثلا أو ممكن يكون بيتمشى حوالين البيت كده أو عند البيوت القريبة منه أو يمكن مع حد بيحبه وأما صدق يخلالهم الجو .. 
خرجت منها ضحكة رقيعة عالية قائلة  
_ مغفل أنت أوى ياكيمو ..
ودون أن يلفظ بكلمة واحدة أنتهت المكالمة وتحرك هو على الفور منطلقا بسيارته التى أوصلته بسرعة خرافية إلى المنزل فى أقل من ربع الساعة ومثلما توقع وجد سيارة غريمه تصطف أمام منزله ...
أندفع إلى داخل منزله پعنف كمن أصابه مس فتعرقل بحذاء هشام الموضوع بجوار الباب أزاحه عن طريقه بركلة قوية مكملا طريقه إلى الداخل حيث الدرج
لكن تلك الرائحة المميزة لسجائر غريمه جذبته بعد أن ملأت أنفه مشيرة إلى موضع صاحبها حيث غرفة المعيشة ..
توجه نحوه دونما تفكير ليجده جالسا بتلك الطريقة المستفزة أعلى أريكته وكأنه هو صاحب المنزل تظهر مقدمة صدره بوضوح بينما الدخان يملأ الغرفة وكأنه بداخل إحدى الملاه الليلية ...
وفى نفس اللحظة ألتقطت أذناه صوت حذائها معلنا عن هبوطها قبل أن تقول 
_ هشام أنا جاهزة !!!
الفصل الثلاثون 

تصلبت عضلات جسده بقوة وأنحنت أصابع قدميه إلى الأمام بداخل حذائه متشبثة بالأرض من تحتها كمخالب الصقر الذى يستعد للإنقضاض على فريسته والإنهاء على حياتها بينما نظراته المتيبسة فكانت حادة متوعدة تقطر شړا وتنذر بالأڈى ... 
هكذا كان حاله عندما وقعت عيناه على غريمه الذى أحتل غرفة معيشته بأريحية بينما الأول كان لازال يقف على أطرافها بيد متكورة تستعد للنيل من عدوها لكن وقبل أن يلاحظه حتى ذلك الخصم ألتقطت أذنى المنافسين صوت زوجته الذى حطم السكون السائد فى الأرجاء فألتفت هو على الفور إلى الوراء حيث الدرج والذى رآها تهبط من أعلاه بتأنق وكأنها على وشك الخروج
تم نسخ الرابط