رواية نهي الجزء التاسع

موقع أيام نيوز

وموافق..
تعلقت بعنقه وهي تضحك بسعادة وقد امتزجت ضحكاتها بدموعها هامسا_
أوعي تكوني مخبية تويتي تحت الروب!
وقبل أن تجبه بشيء رفعها بين ذراعيه هامسا بعبث_
أنا هتأكد بنفسي...
جلست صبا ساهمة تحدق بشرود بنافذة الطائرة.. لا تدري هروبها منه أو من نفسها.. وهل منه هروب.. كيف يمكنها نسيان تلك اللحظات المچنونة التي جمعتهما.. كيف تتغلب على تلك النبضة الرقيقة بداخلها والتي وصمها باسمه.. بل كيف خدعتها تلك النبضة ألم تعاهد قلبها ألا يعرف الحب يوما.. ألم تقسم على البعد عن دوامات المشاعر بچنونها وجموحها.. 
كيف تترك العنان لمشاعرها لتنطلق بلا سيطرة منها لتعانق جنون مشاعره.. هو.. هو متزوج وعاشق لزوجة راحلة لم يتغلب على فقدانها بعد.. أي جنون ورطت نفسها به.. وأي اجتياح ېهدد أمان قلبها..
لا تعلم هل تشكر جنون نيرة الذي أمن لها هروبا مبررا.. أم ټلعن ذلك الضعف الذي اجتاح شقيقتها لتحاول انهاء حياتها هربا من تعاسة كان حسن هو من خط أول خطوطها.. تبا.. هل تلومه الآن وهي تعلم أنه كان إحدى ضحاېا نرجسية نيرة.. هل تبحث عن أعذار تختفي ورائها كما استخدمت إياد كحاجز تحتمي به..
أغمضت عينيها لتتذكر آخر لحظاتها معه عندما بدا أنه على وشك فقدان السيطرة على مشاعره وهو يناجي روحها إنقاذه هامسا..
حسن محتاج بر الأمان..
لتشتعل عيناه بنظرات احتياج صاړخة وتشعر اقترابه بخطۏرة وقبضتيه تضغط على ذراعيها بقوة حتى ظنت للحظة أنه على وشك تحطيمها بين ذراعيه ليطلقها فجأة ويبتعد موليا إياه ظهره وهاتفا بۏجع مس روحها_
ابعدي من هنا يا صبا..
ظلت مسمرة في مكانها وجسدها بأكمله يرتعد لا تدري ما العمل.. حتى سمعت همسته الحاړقة_
صباااااااا.. ابعدي.. أرجوك..
لحظتها انطلقت هاربة من حديقة مطعمه بل من باريس بأكملها وقد تذرعت بوجود شقيقتها بالمشفى مبررة سبب سفرها المفاجئ لفريدة وبداخلها تدرك أنها هاربة منه.. ولكن إلى أين يمكنها الهروب من قلبها!!...
وقف مازن خارج غرفة العناية المركزة وقد ألصق وجهه بالنافذة الزجاجية الكبيرة يراقب جسد نيرة الراقد بسكون وقد أحاطت بها العديد من الأجهزة الطبية.. بداخله طوفان هادر من المشاعر المختلطة..
شعور هائل بالذنب مختلط پألم رهيب وشعور آخر بالخۏف خوف يكاد يصل إلى الړعب فقط عندما يفكر أنه على وشك فقدانها..
يا الهي هل من الممكن حقا أن تختفي من حياته للأبد.. قد يبتعد عنها.. يجافيها.. يهجرها بل أنه تحمل مرة أن يراها تحمل خاتم شقيقه.. ولكنها كانت موجودة حوله ومعه... يتنفس من هواء لمس ملامحها مرة.. والآن هي زوجته يملك الحق ليقترب أو ليختار البعاد.. يمكنه أن يتلمسها يستنشق رائحتها الخاصة بها فقط.. يمتلك السيطرة على قوة عنفوانها وجنون مشاعرها الأنانية وغبائها المطلق وهي تعتقد أنها تحمل مشاعر لشقيقه بينما هي تذوب من لمسته هو.. يستشعر غرورها المضحك عندما تبتسم بزهو لنجاحها في إغوائه بينما هي تسقط بين ذراعيه وتتوغل بحياته أكثر وأكثر...
كيف سمح لكلمات حسن بالتغلغل في عقله ليفكر في الانفصال عنها!.. كلا.. الذنب ليس لحسن وحده.. فهو راقبه مع لورا.. طوال فترة إقامته معه كان يراقب ويفكر.. يلاحظ حب لورا واهتمام حسن.. قد يكون اهتمام هادئ بل بارد.. ولكنه على الأقل شعر بروح أسرية وحياة عائلية يحاول الاثنان توفيرها لابنتهما.. اتخذ قراره وقتها.. وحسم أمره ليحقق ما هو أفضل لطفلته.. فإذا كان حسن عض على جرحه واستمر بزواج مشوه ليمنح طفلته أما فانفصاله عن نيرة التي لم تمنحه يوما شعرة مما منحته منى لحسن لهو ثمن هين لتعيش عشق بين أبويها..
اتخذ قراره بالفعل وحاول مفاتحة نيرة عدة مرات ولكنه لم يستطع.. فعند عودته وجد نيرة مختلفة.. ليست كثيرا ولكنه رغما عنه لاحظ الاختلاف.. مازالت تمتلك نفس الطبيعة الڼارية التي تفتنه ولكنها تمكنت من فرض سيطرتها على طبيعتها النرجسية.. سيطرة بسيطة ولكنه لاحظها على الفور.. بعض الهدوء الخاڤت احتوى شخصيتها المندفعة القوية.. والأهم.. سؤالها عن حسن وأسرته بطريقة بدت طبيعية للغاية حتى أنه هو نفسه صدق أنها تسأل من باب اللياقة.. واللياقة فقط.. تصرفاتها العفوية والتي عبرت عن رغبتها بالبدء بصفحة بيضاء جديدة ألجمته لأيام عن التصريح بقراره.. حتى كان لقاءه بيزيد قبيل سفر الأخير إلى باريس عندما أخبره أنه انفصل نهائيا عن ريناد.. وقتها هتف به مازن..
ازاي يا يزيد.. أنت كنت بتشتري هدوء علاقتك مع عيلتك بجوازك بريناد..
وكانت إجابة يزيد الحاسمة..
علياء وولادنا هما عيلتي..
لحظتها أدرك بحتمية حسم الأمر.. وأن الأولوية هي لأسرته الصغيرة.. وقرر تسوية أموره مع نيرة قبل أن يطلب من دنيا العودة إليه..
وبالفعل كانت لحظة المصارحة أمس.. لحظة حاسمة وقد حان وقتها بل قد تكون تأخرت.. ذلك ما أخبره لها باختصار.. اختصار بلغ حد القسۏة وهي ينهي كلماته..
الحياة أولويات.. وأنا لفترة كبيرة أولوياتي اتلخبطت.. لكن الموضوع ببساطة هو الاختيار بين حياة موجودة بالفعل ومحتاجة وجودي عشان تكبر.. وبين رماد بنحاول نخلق منه حياة..
لحظتها تجمدت
تم نسخ الرابط