رواية نهي الجزء التاسع
المحتويات
بترقص تانجو حلو يا حسن.. حلو قوي.. هتستنى برضوه لم يكون في مازن عشان يرقص معاها!
وقبل أن يجيب حسن بكلمة فتح باب المطعم ليدخل علي منطلقا كالقذيفة ويهبط فوق ركبتي والده هامسا_
يزيد.. عايز أقعد على رجل صبا..
أسكته يزيد بحزم_
أنت سيبت أختك لوحدها
هز علي رأسه نفيا وهو يخبره ببراءة_
لا.. هي معاها أدهم.. بيلعبوا سوا..
وينفع برضوه أنك تسيب أخواتك الصغيرين لوحدهم
الټفت علي لوالده وهو يفكر في حل لمعضلته الصغيرة.. ثم انفرجت ملامحه وهو يهمس لوالده_
عايز صبا تيجي معايا عندهم..
لم يتمالك يزيد نفسه من الابتسام وهو يرى تصميم ابنه على طلبه.. بينما همس له حسن بغيظ_
بس صبا بتتغدى يا علي..
الټفت علي إليه يراقبه للحظات وكأنه يدرسه عن قرب ولكن سرعان ما لفت انتباهه وجود منى الصغيرة على ركبتيه فهتف_
ضحك الجميع عندما وصلتهم جملة علي فهو رفع صوته تلك المرة.. وأجابه يزيد ببساطة_
دي بنوتة يا علي.. اسمها منى.. ايه رأيك فيها حلوة..
ضحك علي ببراءة_
حلوة يا يزيد.. عينيها لون الشجر اللي في المزرعة..
أحاط حسن ابنته بكلتا ذراعيه وزمجر في يزيد_
ايه يا بني.. ابنك بيغازل وهو لسه في ابتدائي.. ابعد أنت وهو عن بنتي.. آه.. أنا بقولك اهوه.. ولقد أعذر من أنذر..
هي حلوة صح.. بس عشق أحلى منها.. ما تزعقش ليزيد..
ثم أخرج له لسانه بغيظ طفولي وسط ضحكات الجميع وتوجه نحو صبا ليجذبها قائلا_
تعالي معايا عند الملعب يا بيبو..
رفعت صبا حمزه من فوق ركبتيها لتناوله ليزيد وخرجت برفقة علي وهي تكاد تركض هربا من نظرات حسن وعلياء..
آه.. يا علياء يا ترى تقصدي ايه بكلامك العجيب ده..
وتوجه حسن مع لورا إلى مكتبه ليناقش غسان في بعض التفاصيل..
أعاد يزيد سؤاله بقلق_
تقصدي ايه يا علياء.. أنت لسه بتفكري في موضوع ريناد..
هزت رأسها نفيا_
أقصد حسن.. حسن وصبا يا يزيد..
ايه!.. حسن وصبا!
اقتربت منه لتضع كفها على شفتيه هامسة_
هشششششش.. وطي صوتك..
_
أنت شكلك ناوي تعمل ڤضيحة.. احنا في عز النهار وفي مطعم صاحبك..
همس عابثا_
احنا في شهر العسل..
هزت رأسها يائسة_
ما فيش فايدة فيك.. عمرك ما هتعقل..
ألصقها به وهو يتصنع الجدية_
طيب نتكلم بالعقل.. ايه موضوع صبا وحسن.. وازاي.. أنت ناسية أنه متجوز..
مش عارفة.. بس أنت مش حاسس بالتوتر اللي بينهم.. زي ما يكون في حاجة.. كيميا.. شرارة مشاعر..
_
متأكدة أنها بينهم.. بيتهيألي أنا الكهربا عندي 4000
حاولت تبتعد عنه وهي تهمس حانقة_
يا ربي..
وبينما كانت علياء تتدلل على يزيد كانت عيني لورا تراقبهما من نافذة مكتب حسن الذي أنهى أعماله مع غسان.. لتلتفت لحسن متسائلة_
شوف.. شوف حسن.. ألياء علياء ويازيد يزيد.. هو مش مكسوف يقرب منها..
رمقها حسن بتساؤل فانتقلت إلى اللغة الإنجليزية لتعبر بطلاقة_
أنه لا يخشى إظهار حبه أمام الناس.. كنت أظن أنكم لا تفضلون ذلك!..
رمقها بتساؤل_
نحن!..
أجابت بارتباك_
أقصد الشرقيين..
رفع حسن حاجبيه ليتساءل ثانية_
لم أعتقد للحظة أنك من أولئك الذين يصنفون البشر!.. يبدو أنني كنت مخطئا..
هزت رأسها بارتباك_
كلا.. كلا... أنا لم أقصد..
قاطع كلماتها بحسم_
اعتقادك صحيح.. نحن لا نفضل إظهار عواطفنا في العلن.. إلا في حالات العشق الإستثنائية..
رمشت بعيونها للحظة قبل أن تصدمه بسؤالها_
هل منى يوما علانية.. أمام باقي الناس
رفع نظراته إليها للحظات مرت بها أكثر مشاهده جنونا مع منى.. ولكنه لم يفقد يوما السيطرة علانية كما يفعل يزيد الآن بلا خجل.. أو ربما هو فقط لم يظن بوجود عيون مراقبة أو بالأحرى متلصصة.. عند تلك النقطة جذب لورا من يدها_
يزيد مچنون.. لا تأخذي تصرفاته كمقياس لباقي الرجال..
تنهدت لورا بحنين هامسة_
أنه ليس مچنونا بل عاشق پجنون..
والتفتت لتلقي نظرة أخيرة عليهما قبل أن تغلق النافذة كما أمرها حسن لتفاجئ بيزيد العاشق وهو ېصرخ بوجه إياد پغضب شديد وبلحظة منحه لكمة خاطفة ولكن من القوة لتتسبب بترنح جسد إياد.. قبل أن يلحقه يزيد بلكمة أخرى غاضبة.. حينها صړخت لورا وهي تشير للنافذة_
حسن.. انظر..
راقب حسن المشهد الغاضب الذي يدور في حديقة مطعمه.. وبداخله إحساس غامض بالسعادة لرؤية يزيد يكيل اللكمات لذلك الإياد.. ولكن موقعه كمسئول أجبره على التحرك سريعا لفض الڼزاع حتى لا يثير قلق رواد المطعم..
أبعد يزيد عن إياد الذي كان تكوم أرضا ولمح بطرف عينيه فريدة وصبا تنحنيان نحوه بلهفة وهما تطمئنان على چروحه.. كاد حسن أن يلتفت نحوه ليكمل ما بدأه صديقه فالوغد يغوي الفتاة وأمها بنفس الوقت فكلتيهما تنتفضان قلقا عليه.. ولم يدر كيف سيطر على غضبه وصوت صبا
متابعة القراءة