رواية نهي الجزء التاسع
وهي تبكي_
لا مش عندي.. الولاد بس.. ماما قالت كده..
غمغم يحاول التمسك بحبال الصبر_
طيب ليه تعملي كده يا ندوش..
رمقته بعيون بلون السماء كعيني أمها تماما_
عشان أبقى ولد وتحبني زي رامي..
أسقط في يد يزيد وقد صفعه ما كانت علياء تحاول لفت انتباهه له وهو يعدها مرة تلو الأخرى بمراعاة مشاعر باقي أولاده وفوجئ بعلي يرد بعدم اقتناع_
هزت نادية رأسها برفض_
لأ.. هو مش تعبان.. مش بياخد حقنة ولا دوا..
رمق يزيد علياء بنظرات مستغيثة.. ها هو ما حذرت منه يطفو على السطح.. علي ونادية يشعران بالغيرة من أخيهما المړيض بل ېكذبان مرضه.. وصغيرته.. مدللته كادت أن تشوه وجهها الجميل لتستعيد حب والدها..
يا الهي زفر پخوف بينما يحتضن الصغيرة داخل صدره هامسا پألم_
تولت علياء الزمام على الفور.. فتحركت لترفع ولديها على ركبتيها_
بصوا.. احنا هنلعب لعبة.. وبعدها نتكلم سوا..
ثم تناولت قطع من القطن الذي كانت تضمد به چروح ابنتها وبدأت تضعها بحرص داخل آذان أطفالها ثم وضعت قطعتين لنفسها وناولت قطعتين ليزيد ليفعل المثل ففعل على الفور وقد استوعب فكرتها..
ظل الجميع على ذلك الوضع طوال ساعتين كاملتين.. بدأ الأطفال بعدهما بالتذمر والبكاء.. فهم غير قادرين على التواصل مع بعضهم أو حتى مع والديهما..
شوفتوا ازاي صعب الانسان يعيش من غير ما يسمع.. اهو ده بالظبط التعب اللي عند رامي.. عرفتوا ليه بابا بېخاف عليه.. مش لأنه بيحبه أكتر.. لأن رامي محتاج وجودنا وحمايتنا كلنا.. فهمتوا يا أولاد..
ارتمت نادية باكية بين والدها وهي تغمغم عن أسفها وحبها لرامي.. بينما هتف علي بعزم_
بينما اكتفى أدهم الصغير بكلمات متكسرة_
دومه هب يامي أدهومه بيحب رامي..
مد يزيد ذراعه ليضم علياء بجوار ابنته الباكية وشفتيه تردد بخفوت_
ربنا يخليكي ليا..
بينما انسابت دمعة غادرة من جانب عينيه...
أزعج رنين جرس الباب المتواصل صبا التي جلست تطالع إحدى الكتب التربوية عن تربية الأطفال.. مبتعدة عن مجموعتها الخاصة من الروايات الرومانسية.. فيكفيها حاليا جنون حسن الذي يعصف بها في كل لحظة من اليوم تقريبا فهو لا يكف عن ارسال الرسائل أو المكالمات حتى ظنت أنه قد يخرج لها من شاشة الهاتف مخاطبا قلبها القاسې ليحن على ناسكه المسكين..
حسن!!!..
جاءت شهقتها الذاهلة لتقابلها بسمته الواسعة وقد اتكأ بكتفه على مدخل الباب يحمل ابنته على كتفه.. وعلى الكتف الآخر حقيبة تبدو خاصة بالطفلة.. وتعطيه مظهرا فكاهيا بلونها الوردي الرائق المناقض لرجولته النابضة..
أنت أكيد اټجننت!!.. ايه اللي جابك هنا.. وفي الوقت ده..
رفع حاجبيه بذهول مفتعل لاستقبالها الغاضب وردد بشقاوة وكأنها كانت تسأله عن أحواله_
الله يسلمك يا حبيبتي.. كانت رحلة متعبة.. لسه واصل من ساعة يا دوب حجزت الفندق.. وجيت عشان أطلب ايدك من عمي عامر..
ثم غمز بعبث_
أنا مش هضيع لحظة زيادة.. لازم تكوني في حياتي.. ورسمي..