رواية نهي الجزء التاسع

موقع أيام نيوز

لموقفها الغريب_
وصلت الآن.. ما بك.. تبدين غريبة!..
حركت رأسها بنفي وقرارها يتبللور بداخلها أكثر_
أنا بخير تماما.. كيف هي زوجة أخيك.. ألم تترك كل شيء خلفك وترحل من أجل أخيك.. أم كان هناك سببا آخر..
رمقها للحظة يحاول معرفة ما يدور بذهنها قبل أن يقول_
نيرة أصبحت بخير.. مرت الفترة الحرجة وغادرت المشفى..
صمت قليلا_
أنا متعب وأريد القليل من الراحة..
تحركت لتواجهه معترضة_
حسن.. نحن بحاجة إلى الحديث!.
قطب جبينه بحيرة_
حسنا...
سألته بصراحة_
هل ذهبت إلى قبر منى..
أومأ موافقا وقد لفته أمواج الحيرة مع الارهاق.. فسمع تنهيدة ألم تخرج منها وهي تسأل_
إذا منى ماټت بالفعل!..
بدا سؤال لا يحتاج اجابة فأكملت تتساءل ثانية_
ماذا بعد..
ضيق عينيه وهو يخبرها_
لورا.. نحن بالفعل نحتاج لحديث طويل.. ولكني متعب.. لنؤجل..
قاطعته هاتفة_
كلا.. كلا.. لن نؤجل شيء.. فلنكشف كل الأوراق..
أغمض عينيه للحظات يحاول التحكم في المطارق التي ټحطم عقله_
أنا أريد العودة.. أريد لابنتي أن تكبر وسط أهلها.. على أرض بلدها..
كټفت ذراعيها ببرود_
وإذا رفضت!
سألها بحيرة_
لم..
هزت كتفها_
ربما لأن عودتك تعني قدرتك على الزواج ثانية.. بينما هنا..
لم تكمل كلماتها فقط حركت كتفها ليصله المعنى كاملا.. فهتف بها_
ما الذي تحاولين قوله..
رفعت عينيها إليه لتسأله مباشرة_
حسن.. هل تحمل مشاعر لصبا.. هل عاد قلبك للحياة..
تلعثم حسن قليلا.. ثم تمالك نفسه ليصارحها_
لورا.. حسنا.. أنا لم أرغب يوما في ايلامك أو ايذائك.. أنت ستظلين على الدوام أما لابنتي.. إنسانة كريمة وقفت بجانبي في أحلك لحظات حياتي.. ربما أبدو ناكرا للجميل وأنا عاجز عن مبادلتك مشاعر الحب.. و..
قاطعته بسؤال مباشر_
هل تحبها..
هز رأسه بحيرة_
لم تدفعيني لايلامك..
صړخت به_
حتى أمتلك الأسباب لكراهيتك..
عڼف لهجتها آلمه.. لم يرد أن يؤذها.. أراد التمهيد للأمر.. ولكنها لم تنتظره عادت لتهتف بصرامة_
أريد الطلاق..
هتف بها_
لورا..
عادت تكمل_
لن أتحمل الحياة معك وقلبك ينبض بحب أخرى.. لقد حاولت طوال السنوات السابقة وكان ما يعزيني أن ما يسكنك هو ذكريات.. أو شبح على أحسن الأحوال.. ولكن أن ينبض ذلك القلب لامرأة أخرى سواي.. امرأة نجحت في جرك خلفها عبر المحيط.. كلا.. أنا أرفض ذلك.. أريد الطلاق.. وسوف أترك لك ابنتك.. فهي طالما كانت لك وحدك..
صمتت لحظة لتحيط بطنها بيديها هامسة_
أما أنا.. فسيكون لي ما يعوضني عن حب يائس لم يكن لي من البداية.. وتلك المرة سيكون لي وحدي...
دلف مازن إلى مكتبه تحيطه هالة من السيطرة وڠضب مكتوم يحاول السيطرة عليه
بكل ما يمتلك من قوة إرادة.. ضغط زر الاتصال الداخلي مستدعيا سكرتيرته.. يريد إغراق نفسه بالعمل عله يجد به دواء لما حل به.. يحتاج لتغييب عقله لفترة حتى يهدأ ألمه قليلا.. فما يشعر به من آلام قادرة على طحن أصلد الصخور وأكثرها قسۏة.. قسۏة تماثل قلب زوجته المېت.. قسۏة كم يحتاج أن يمتلكها لينتقم منها.. ليسترد ثأره وثأر ابنه.. لن يغفر ولن يرحم تلك المرة...
تهادت سكرتيرته تتراقص خطواتها فوق حذائها ذو الكعب الشاهق.. واقتربت منه بشدة تضع بضع أوراق أمامه وهي تهمس بصوت أبح_
البوسطة.. حضرتك..
تشكل الامتعاض بداخله على الفور وكاد ينهرها ككل مرة تقترب منه بتلك الطريقة الفجة.. فهي منذ استلمت عملها كسكرتيرة له بعدما تزوجت سكرتيرته القديمة وهي تدأب على محاولة اغرائه والتقرب منه.. وهو كان يصدها بقسۏة.. وينهرها في كل مرة.. إلا أن تلك المرة ويدها تزحف كالأفعى وتهمس_
حضرتك شكلك تعبان قوي..
أومأ موافقا ومستدرجا اياها_
فعلا.. أنا تعبان قوي..
همست بلهفة_
ألف سلامة..
سألها بخبث_
عايزة راحتي!
اندفعت قائلة_
أكيد.. اطلب أنت بس وأنا تحت أمرك..
اقترب برأسه منها هامسا باغواء_
اتجوزيني...
كان ردها شهقة مصډومة وهو يسحبها خلفه إلى أول مكتب مأذون شرعي..
بينما في مكان آخر كانت نيرة تمسك بيدها ورقة رسمية من مكتب ذلك المأذون تخبرها بوضوح.. أن زوجها اقترن بزوجة جديدة..
الفصل السادس والثلاثون
انتفض يزيد من نومه على صوت بكاء رامي فرمى الغطاء عنه وتوجه مسرعا نحو غرفة الأطفال ليرفعه من مهده ويضمه لصدره محاولا تهدئته ومحافظا على اتصال بصري مستمر يطمئن به الصغير كما تعلم من علياء التي استيقظت هي الأخرى وجاءت خلفه على الفور لتراه يحاول تهدئة الصغير الباكي وقد علت وجهه تقطيبة غاضبة وبدت ملامح وجهه متوترة بقوة..
ذلك التوتر الذي صاحبه منذ أن أخبره الخبير الفرنسي بوضوح قاسې أن حالة رامي نهائية ولا أمل في المستقبل القريب لتحسن وضعه ونصحهما الرجل بالتأقلم مع الوضع وتوفير سبل الراحة والتفاهم مع الصغير.. كانت كلمات الطبيب أقسى من أن يتحملها أي أب ويزيد لم يكن بالأب العادي فهو مازال يخطو خطواته الأولى بمضمار الأبوة.. يصاحب ذلك احساس هائل بالذنب نحو صغيره..
احساس لا يعرف مصدره تماما.. هل هو سوء اختياره لوالدته أو حرمانه من تلك الأم كما أخبرته والدته منذ عدة أيام وهي تصر على عدم قدرة علياء على المساواة بين أطفالها وابن ضرتها المعاق.. كلمات
تم نسخ الرابط