رواية نهي الجزء التاسع
المحتويات
الغامض.. أم المهذب الرقيق!..
والأغرب ردة فعلها نحوه.. لم تهاجمه باستمرار.. لم لم تخبره بمن يكون إياد حقا بدلا من الاستماع إلى اتهاماته الحمقاء.. لم تشعر بتلك البهجة الخفية والتي تحاول الهروب منها جاهدة..
يا الهي.. لقد ظنت أن ذلك الافتتان القديم قد ماټ.. لا تنكر أنه كان نجم مراهقتها.. حتى أنها قفزت فرحا عندما حل ارتباطه بنيرة.. فلم تكن تحتمل أن يكون معشوق مراهقتها هو زوج شقيقتها.. ولكن.. لكن ذلك كان عهدا قديما وانقضى.. عهدا كفرت عنه مطولا بتغاضيها عن معاملة نيرة البشعة حتى بدأت تلك الأخيرة في التقرب منها وبدء علاقة صداقة خفيفة معها.. فلم يحدث هذا الآن.. لم يرمقها بتلك النظرات الحائرة وكأنه يتساءل من أنت..
سمعت نبرته المترددة_
صبا!!..
التفتت له لټغرق نظراتها في نظراته.. للحظات أو ثوان لم تدركها رأت حيراتها تنعكس في نظراته.. وكأن سؤالا بلا إجابة يحلق فوقهما..
وماذا بعد!..
كانت هي أول من ابعدت عينيها وهي تجيب على سؤاله المسموع وليس ذلك المبطن_
لم يعقب على جملتها وتوجه مباشرة للمطار حيث كان ينتظر يزيد مبديا تأففه من تأخر صديقه بينما علياء _التي كانت تحمل رامي بين ذراعيها رافضة وضعه في عربة أطفال كأخويه_ تحاول تهدئته_
خلاص يا يزيد.. قالك أنه جاي في السكة.. اهدى شوية..
الواد باينه وقع في حبك!
التفتت له بغيظ_
أنت.. أنت..
لم تستطع أن تكمل كلماتها وهي تراه يقترب منها غامزا بعبث_
معذور!..
جاء من خلفه صوت حسن يداعبه_
يعني أنت سايب مصر كلها وجاي تغازل في باريس!
الټفت سريعا ليلتقي بعيني حسن الحزينتين رغم كل شيء.. ففتح له ذراعيه على الفور ليغيبا الصديقان في عناق طويل بينما علياء احتضنت صبا بمودة وسعادة هاتفة_
هزت صبا كتفيها بحرج وهي تحاول تبرير وجودها حين سارع حسن بالتوضيح_
أنا قابلت صبا بالصدفة في مطعم غسان.. وطلبت منها تيجي معايا عشان تساعد عليا مع الولاد.. و.. ووافقت..
رمقتها علياء بامتنان_
بصراحة.. وجودك جه في وقته.. الأولاد چنوني..
والتفتت حولها لتلمح علي ونادية يتسلقا عربة الحقائب ومعهما أدهم يحاول تقليدهما بتصميم عنيد..
بيبو.. وحشتيني.. هترجعي الحضانة امتى!..
بينما رفعت نادية عينيها لصبا وهي تدور حول نفسها بأنوثة_
شوفتي فستاني الجديد يا بيبو..
كانت عيني حسن تراقب صبا وكأن نظراته التصقت بملامحها بينما هي حاولت الاندماج مع أطفال يزيد هربا من تلك النظرات التي لم تفهمها وما لم تعلمه أنه عاجز عن فهم نفسه.. عاجز عن منعها من استراق تلك النظرات منها.. أخيرا نجح في الانتباه ليزيد ومنحه بعضا من تركيزه لينخرطا في حوار طويل وهما ينقلان الحقائب ويساعدا الجميع على الاستقرار بالسيارة.. فجلست علياء بالخلف ومعها صبا والأولاد جميعهم ما عدا نادية التي تمركزت على ركبتي أبيها الجالس بجوار حسن وهما مازالا يتهامسا سويا.. حتى سمعا صوت علياء الضاحك_
قهقه الصديقان ويزيد يهتف بإغاظة_
كل ده عشان أنا شوفت منى الصغيرة وهي لأ..
ضحك حسن بسعادة وهو يخرج عدة صور لطفلته ويعرضها على علياء بفخر أبوي واضح فهتفت بانبهار_
ما شاء الله.. زي القمر.. ربنا يخليها..
تناولت صبا الصور وهي تتأمل فتنة منى الصغيرة وتهمس_
جميلة فعلا.. ازاي فريدة ما رسمتهاش!..
ابتسم حسن بفخر وهو يخبرها_
هي طلبت كتير ترسمها.. بس أنا قلت نستنى أما تكبر شوية..
ناولته الصور فتلامست أطراف أناملهما ليسحباها على الفور فتتناثر الصور على ركبتي علياء التي جمعتها بسرعة لتناولها لحسن وهي تمنح صبا نظرة متمعنة ومتسائلة هربت منها بتعمد وهي تجاري ثرثرة علي التي لا تنتهي وهو يقص عليها كل ما مر به في رحلته الأولى بالطائرة.. بينما عادا حسن ويزيد لحوارهما الهامس الذي لم يمنع حسن من الاستمرار في مراقبة صبا والاستماع إلى همسها مع أدهم وعلي ذلك الشقي الذي لم يكتف بالجلوس على ركبتيها فقط ولكنه أيضا لم يكف عن تقبيل وجنتيها وهو يخبرها كم يفتقد وجودها في مدرسته..
مما دفع حنق حسن لآخره وهو يظبط نفسه يغار من طفل!.. طفل عابث في السادسة أو أكثر ولكنه محظوظ لعين يملك الحق بملامستها والاقتراب منها بل وتقبيلها أيضا..
علي واخد على صبا قوي!..
تبا.. لقد انطلقت أفكاره على لسانه.. منذ متى يحدث هذا معه.. منذ متى يفقد السيطرة هكذا!..
بدا يزيد غير منتبه لمعاناته وهو يجبه ببساطة_
صبا بتتدرب في المدرسة عند علي.. غير كده هي ونيرة مع علياء معظم
متابعة القراءة