رواية نهي الجزء التاسع
المحتويات
الوقت..
صمت حسن وهو يستمع ليزيد ليتأكد للمرة الثانية من تعمق العلاقة بين صبا ونيرة... فهل صبغتها نيرة بخبثها وانعدام ضميرها إذا ذلك تفسير إقامتها علاقة مع ذلك المدعو إياد!.. أم هي من بذرت براعم التغيير في أعماق نيرة كما زعم مازن قبل سفره..
تنهد بعمق وأفكاره تسحبه من دوامة لأخرى.. حتى توقف بالسيارة أمام المنزل الذي استأجره ليزيد أثناء اقامته بفرنسا.. ورتب معه أمر الذهاب إلى الطبيب المختص وكافة الأمور الأخرى.. ثم عرض على صبا أن يقلها للمدينة فرفضت بحسم مفضلة المكوث مع علياء لوقت أطول وبعد جدال طويل كاد يطحن به أسنانه حنقا من تصرفاتها وهي تخبره بإغاظة_
هتف حسن متسائلا_
إيدي!
هزت كتفيها بمكر_
أيوه.. إياد..
لحظتها صړخ حسن بها وسط دهشة علياء التي حضرت النقاش_
إيدي.. إياد.. براحتك.. ابقي خليه ينفعك..
وانطلق تصحبه أعاصير غضبه بينما صبا تهز كتفيها بلامبالاة مصطنعة وهي تهمس پغضب مكتوم_
أكيد هينفعني..
رمقتها علياء بنظرة متسائلة_
غلغلت يدها في خصلاتها وهي تخبر علياء_
ما تاخديش في بالك.. يلا نروح للولاد..
وهو يسألها هامسا_
صبا روحت
أومأت برأسها موافقة_
طلبت تاكسي.. قالت أنها متعودة على كده..
اتجهت نحو مهد حمزه لتدثره هو الآخر بينما يزيد يزداد التصاقا بها_
الأولاد كلهم ناموا..
أومأت مرة أخرى وهمست وهي تشعر ب_
يزيد.. الله يخليك.. بلاش جنانك ده.. مش في أوضة الولا....
_
احنا في باريس بقى لنا ساعات ودي أول !..
ابتسمت وهي تلمه بذراعيها وترمي برأسها على كتفه_
أنا مش مصدقة أني طاوعتك في الجنان ده!
شبك أصابعه بأصابعها وهو يهمس_
ايه الجنان في أني عايز اعمل شهر عسل مع مراتي..
ضحكت بعذوبة_
شهر عسل مع مراتك ونص دستة أطفال..
قهقه بقوة_
اعمل ايه بقى هي دي ضريبة تأخير شهر العسل!
عارف لو اعتذرت أنا هاخد أول طيارة على مصر.. أنت بقى لك فترة كل ما تشوفني تعتذر..
ابتسم لها
طيب ينفع أقول شكرا..
لو هتتكلم على رامي..
قاطعها_
شكرا لأنك في حياتي.. لأنك اتحملتيني كتير.. لأنك حبيبتي.. ومراتي.. مراتي الوحيدة..
أبعدت رأسها عن كتفه ورفعت نظراتها إليه ببطء وبعينيها يلمع سؤال خشيت أن تسأله.. _
قرار اتأخر.. اتأخر كتيييير.. وأنت حبيبتي اتحملتيني كتير.. وصبرت علي كتير..
علشان رامي.. تصرفاتها و..
تنهد بقوة وعدل من جلستهما ليخبرها بوضوح_
أكيد ده سبب مهم.. لكنه مش السبب الوحيد.. كان ممكن أسيبها على ذمتي.. بدون أي التزام مني ناحيتها.. على فكرة ده كان طلبها..
سكت قليلا يراقب رد فعل علياء على كلماته.. ولكنها لم تجبه بكلمة فقط أخفضت بصرها وتنهدت بقلق فاقترب يزيد برأسه منها ورفع ذقنها ليواجه عينيها_
رمشت علياء بعينيها تنفض عبرات لم تعرف لها سببا بينما هو يكمل_
ما هو ما ينفعش أسمح لها تكون في حياتي أكتر من كده.. ما ينفعش أساويها بيكي حتى ولو بالاسم.. ما ينفعش بعد ما عرفت يعني ايه كلمة حبيبتي..
_
حبيبتي أنت..
همسته فكت أسر عبراتها ولكنها أخيرا كانت تبكي راحة.. وسعادة...
حول مائدة كبيرة في ركن قصي لمطعم حسن.. حيث دعا الجميع على الغذاء.. بداية من غسان الذي كان يسترق نظرات خاطفة نحو فريدة وهي تبتسم لرامي الجالس على ركبتيها وبجوارها صبا وعلياء يحملان التوأمين.. بينما حسن ابنته وبجواره لورا التي أخذت تثرثر بعربيتها المحدودة مع علياء.. وعينيها تراقب نظرات زوجها التي تحوم حول صبا بإصرار بينما الأخيرة تهرب بنظراتها لتطوف في كل مكان عدا ذاك الجالس به حسن..
كانت تتساءل بحيرة عن طبيعة العلاقة بينهما.. أنها تثق بحسن.. تدرك كم هو صادق ونزيه.. كما أنها تعلم علم اليقين أنه عاجز عن الإحساس بالحب.. لقد أخبرها أكثر من مرة وبكلمات واضحة.. أن قلبه ماټ وډفن مع منى.. وما يحمله نحوها هي من ود واحترام هو أقصى ما يستطيعه من مشاعر.. بقدر ما آلمتها كلماته بقدر ما احترمته لصراحته وصدقه معها..
إذا لم ذلك الهاجس الغامض الذي يهمس لها بشيطنة.. أن قلب حسن عاد للحياة.. وأنه يدق مرة أخرى وپعنف أيضا!..
دار أغلب الحوار على المائدة حول المطعم وتصميم حسن له.. حتى أنه جهز جزء خاص للأطفال بحديقة المطعم الواسعة.. وقتها غمغم حسن بفخر_
وقت ما كنت بجهز المطعم اتولدت منى.. ولقيت عقلي لوحده بيفكر في التصميم بحيث أنه يناسب الأسر.. وبالذات لو في أطفال صغيرين..
والټفت إلى غسان قائلا_
.jukebox يمكن عشان كده مش قادر اقتنع بفكرة ال
التفتت له صبا التي كانت تستمع للحوار في صمت لتهتف بحماس_
وايه المشكلة... بيتهيألي وجود حلقة رقص بسيطة هتكون إضافة حلوة.. الأهل يتمتعوا برقصة ناعمة هنا والأولاد يلعبوا برضوه في الجزء الخاص بيهم..
ابتسمت فريدة تعقيبا على كلمات ابنتها_
صبا بټموت في الرقص.. بكل أنواعه..
توردت وجنتا صبا بينما تكمل علياء بتعليق متعمد وهي ترمق يزيد بنظرة ذات مغزى_
صبا
متابعة القراءة