رواية نهي الجزء التاسع

موقع أيام نيوز

حاجة بدون ما تقدمي ولو هامش بسيط من نفسك..
أشار إلى الفراش باحتقار_
استمتعت باللي حصل!.. بتهني نفسك أن الغبي المغفل بلع الطعم وفتح لك قلبه وعرى كل مشاعره!..
الټفت مشيحا بوجهه عنها وقد أعمى الڠضب بصيرته فلم يستشعر صدق دموعها تلك المرة وبدلا من ذلك اقترب منها بقوة وهو يزمجر غضبا_
كنت بتضحكي من جواك وبتسخري من مشاعري وحبي اللي قدمتهم عشان تعرفي قيمتك عندي.. وتتأكدي أني مش ممكن أبعد.. مبسوطة أن لعبتك نجحت.. والغبي رجع لك من غير ما تضطري حتى أنك تقولي بحبك ولو بالكدب.. أنت ايه!!
صړخ بالجملة الأخيرة وعاد ألمه يتصاعد مع صراخه_
أنت ايه!.. ايه.. حجر.. حجر!!!..
حاولت مقاطعته فانتفض كالملسوع وابتعد عنها صارخا_
لعبت بمشاعري.. وضغط قوي على الچرح.. اتأكدت أني هفضل عبد في محراب عشقك..
قهقه ساخرا وهو يصفق لها بكفيه قبل أن يتناول أقرب شيء ليده وكان تحفة نحاسية ضخمة فألقى بها نحو الجدار لتترك أثرا واضحا خلفها.. وبدا واضحا حدوث تصدع في الجدار القوي..
وقف يتأمل ذلك الأثر لثوان قبل أن يهمس پألم_
حبي ليكي كان قوي.. ما كنتش متخيل أن أي حاجة ممكن تزحزحه.. أو تصدعه.. حتى وأنا بعيد.. وأنا بعرض الطلاق.. كنت عارف أن الحب جوايا أكبر.. لكن برافو يا مدام.. برافو حقيقي.. أنت نجحت في أنك ټحطمي أقوى حب ممكن تقابليه..
ارتدى ملابسه على عجل متجاهلا بكائها الذي تحول إلى نحيب متصاعد ومهددا بنوبة هيستيرية قادمة.. وكلماتها تنطلق بلا رابط_
مازن.. أنت بتحبني.. أرجوك.. اسمع لقلبك لحظة واحدة بس.. أرجوك..
التقط مفاتيحه والټفت لها_
خلاص.. مازن قلبه ماټ.. برافو.. نجحت أخيرا..
انطلق مازن بسيارته وقد أعماه غضبه عن كل شيء.. لا يصدق أنها تلاعبت به بتلك الطريقة.. لم تكن تنوي الاڼتحار إذا بل كانت تلقنه درسا لأنه تجرأ وأعلن رغبته في الانفصال عنها.. لم تعترض ولم تجادله بل أثبتت له عمليا بأنه ملكها للأبد.. أوضحت له عجزه عن الابتعاد عنها أو نسيانها.. وهو تصرف كأحمق مثالي غافرا لها جريمتها پقتل ابنه وقبلها ټمزيق كرامته إربا.. فقط مقابل عودتها للحياة.. تنازل عن ثأره وعن ډم ابن المهدور ثمنا لرمشة من أهدابها ودقة من قلبها..
تبا.. تبا.. كم كان أحمقا غبيا أعماه حبه عن خطتها الأساسية وتجاهل ما صرح به الأطباء عدة مرات أن سبب الغيبوبة الأساسي هو تداخل بين تأثير المهدئ وإحدى أدوية الحساسية..
لقد ظن بسذاجته وقتها أنها تعمدت تناول عدة أدوية مختلفة لتنهي حياتها نتيجة ليأسها منها بعدما أخبرها عن رغبته بالانفصال..
لكم المقود پعنف وهو ينهر نفسه_
قلبك الغبي هو السبب.. حبك حولك لعبد لها.. لعبة بتلعب بيها عشان تسلي نفسها وتثبت أنها دايما المسيطرة.. أنك دايما هترضخ لقلبك وضعفك ناحيتها..
صړخ عقله به_
لا.. لا.. انتهى.. مازن العاشق المتفهم انتهى.. من هنا وجاي هتشوف مازن تاني.. مازن هي السبب في وجوده.. ووقت الندم هيكون فات..
خرجت لورا من الحمام بعدما انتهت إحدى نوبات الغثيان المؤلمة.. نوبات تكررت عدة مرات أثناء سفر حسن حتى قررت أخيرا التأكد مما يحدث معها..
وبينما جاء اختبار الحمل حاسما مؤكدا حملها الطفل الثاني لحسن كانت مشاعرها مترددة بين الرفض والفرحة.. رفض لمزيد من الأغلال تربطها به وفرحة بطفل جديد.. طفل تشعر أنه لها تلك المرة.. فمشاعرها تجاه منى الصغيرة تكاد تكون حيادية.. وكأن الأمر بيدها.. فكلما نطق حسن باسم منى يغرز بقلبها خنجرا ساما يدميه.. حتى کرهت اسم ابنتها بل کرهت تواجد الفتاة الصغيرة حولها.. وتأكد شعورها ذاك خلال تلك الأيام البسيطة التي سافر حسن خلالها إلى موطنه.. لقد ظنت لوهلة أنها منحت فرصة لتعيد توجيه مشاعرها نحو ابنتها.. ولكنها لم تستطع.. فقط لم تستطع الشعور بأمومتها لها.. تشعر أنها ابنة حسن فقط.. تحمل كنيته واسم محبوبته.. إذا هي كيان يمثل كل ما يبعد حسن عنها.. كل ما يمنعه من حبها..
عادت تردد.. حب!.. وهل حسن قادرا على الحب من جديد.. ألم يدفن قلبه جوار محبوبته الوحيدة.. ويطلق اسمها على ابنته حتى يمكنه ترديده في كل وقت..
ابتسمت بمرارة وهاجس مرير بأعماقها يخبرها بحسم_
قلبه لم يمت.. بل كان في حالة سبات.. غيبوبة اختيارية.. وربما لا إرادية.. ولكنك تدركين جيدا أن ذلك القلب عاد للنبض من جديد.. وأنه ارتحل خلف تلك الفتاة المصرية وليس ليكون بجوار شقيقه كما زعم..
هتف عقلها بمرارة_
ولم لست أنا!.. إذا كان قادرا على الحب بالفعل لم اختارها هي!
ليجيب القلب بحنين_
ومتى امتلك الانسان اختيار من يهواه!.. أنت نفسك عاجزة عن حب ابنته بل ابنتك.. فكيف تطالبينه بحبك!..
كانت غارقة في أفكارها حتى أنها لم تدرك وصول حسن ودخوله إلى المنزل.. حتى وجدته أمامها يسألها بقلق_
لورا.. هل أنت بخير..
انتفض جسدها لسماع صوته وأحاطت بطنها بيدها في حركة لا إرادية وكأنها تريد اخفاء طفله عنه.. ورفعت عينيها إليه باستفهام_
بخير بالطبع.. ولما لا أكون.. متى وصلت..
هز رأسه بحيرة
تم نسخ الرابط