رواية نهي الجزء التاسع

موقع أيام نيوز

غايب فيهم عن الحياة.. بيتحرك بخيوط الواجب.. كان الكهف بارد قوي يا منى.. بارد لدرجة أن قلب الأمير اتحول لبللورة من صقيع.. كان قدامه وقت بسيط قبل ما يمتد الصقيع ده وينتشر في كل حتة جواة.. كان بيستمر بسبب ركن دافي صغير في أبعد مكان في الكهف.. لحد ما في يوم سطعت شمس قوية.. ضحكة دافية عارفة طريقها.. اتجهت لبللورة الصقيع.. دوبتها.. نشرت الدفا.. والحب والصبا.. وبعدين...
نظرة خاطفة منه إلى طفلته وجدها تغط في سبات عميق فحملها برقة إلى غرفته لتنام بجوار قلبه عله يستمد بصيص من دفئها حتى يعود إلى شمسه الساطعة..
..
خلاص يا منمونتي.. كلها كام يوم ونرجع لبلدنا.. يمكن الظروف أجبرتنا أنك تكبري بعيد عن مامتك لكن صدقيني أنا اختارت ليكي أروع أم.. هي أكتر واحدة ممكن تحس باللي جواك لأنها عاشت نفس الظروف وأكيد هتقدر تعوضك وتبعدد عنك شبح الحرمان.. بس هي توافق.. ادعي معايا يا منمونتي أنها توافق بسرعة وما تتعبش قلب بابا كتير.. قلب بابا عايز يوصل لنهاية الحدوتة..
ظلت صبا وعلياء تقرعان باب غرفة نيرة بلا جدوى.. فهي كمنت بفراشها وقد احتضنت ركبتيها بذراعيها وبسطت أمامها عدة أوراق تنظر إليهم بتشوش حائر ودموعها حبيسة مقلتيها تتماوج بداخلها آلاف الأسئلة الحائرة..
أبرزها جميعا.. لم يفعل بها ذلك.. لم وقد استيقظ قلبها الغافي ليتعلم حبه.. لم وقد أرادت بداية ناصعة نظيفة معه... من أين يأتي بتلك القسۏة الرهيبة
فيرسل لها إشعار زواج تلو الآخر.. فلم تعد تدري الآن كم امرأة غيرها على ذمته.. أم لعله الآن تخلص منها تماما ولم تعد زوجة له..
هزت رأسها بأسى وهي تدرك استحالة حدوث ذلك فهو يستمتع بإرسال تلك الإشعارات لها.. يتلذذ بإنتقامه حتى الرمق الأخير.. ولكن متى يكتفي.. متى ينتهي ذلك الإنتقام الذي يسبب الأڈى الأكبر له هو.. لإسمه وسمعته ومركزه..
هي تحاول إخفاء الأمر عن الجميع.. حتى صبا وعلياء لم تعلما بما حدث.. فقط حدوث خلاف شديد بينهما وعودتها وحدها من الساحل في سيارة صبا.. ذرفت الدمع طوال الطريق ثم توقفت بعدها.. توقفت عن كل شيء.. الدموع.. الطعام والشراب.. الحياة.. ولو استطاعت لتوقفت عن التنفس.. فقط تنتظر جرس الباب الذي يحمل معه كل مرة إشعار بزيجة جديدة ليمنح زوجها لقب المزواج العابث بجدارة..
تبا.. ضړبت الفراش بقبضتها وهي تنفض عن نفسها الجمود.. كلا.. لن تقف صامتة وتتركه يدمر حياته وحياتها معه.. يجب أن تتحرك.. أن تفعل شيئا.. ولكن ماذا.. هو لن يوافق على رؤيتها.. وهي امتنعت عن الذهاب إلى الشركة منذ شجارهما..
تبا.. تبا.. ماذا..
فكرة خاطفة ضړبت رأسها.. وتحركت بسرعة لتنفذها قبل أن تعاود التفكير مرة أخرى فيصيبها التردد والجبن...
فتح باب غرفتها فجأة وخرجت وهي بكامل زينتها مما جعل علياء وصبا تفغران فمهما ذهولا فتلك المرأة المشرقة أمامهما لا تمت بصلة على الاطلاق لتلك الذابلة المختفية داخل غرفتها طوال أسابيع..
التفتت إلى علياء لتسألها_
عليا.. أوصفي لي مكان فيلا دنيا..
غمغمت علياء ببلاهة_
دنيا.. دنيا!!..
هزت نيرة رأسها بنزق فتراقصت خصلاتها المشټعلة حول وجهها_
أيوه بسرعة.. عايزة ألحق مازن هناك..
أخبرتها علياء بالعنوان فانطلقت من فورها بدون أن تفسر أي من تصرفاتها لأختها وصديقتها فكل ما يعنيها أن تلحق به الآن.. فهي تحاملت على كبريائها واتصلت بدنيا لتعرف مواعيد وجوده لرؤية ابنته.. وكم كانت سعادتها عندما أخبرتها دنيا ببساطة_
هو موجود دلوقت هنا..
ثم أردفت بحسم_
هعطله على قد ما أقدر.. تعالي بسرعة وحلوا المشكلة.. لأن اللي قدامي ده مش مازن اللي عرفته أكتر من ست سنين..
وها هي تسابق الزمن للوصول إليه في منزل غريمتها مدركة أن أزمتها الأساسية معه هو وليست مع وقت وصولها ومكانه..
تهالكت علياء بتعب على الأريكة الكبيرة التي يفترشها يزيد وعلي وهما يتشاجران معا حول لعبة ما يلعبانها على البلايستيشن.. بينما أدهم يراقبهما بجذل.. سحبت ذراع اللعبة من يزيد وهي تلقي برأسها على فخذه هامسة_
صاحبك مچنون..
ابتسم بشقاوة وهو يعبث بخصلاتها الطويلة ويحررها من عقدتها_
بس مش أجن مني.. صحيح صاحبي مين فيهم..
صړخت علياء مستاءة من عبثه بشعرها بينما أنضم إليه أولاده في موجة من اللعب الصبياني كان الضحېة بها شعر علياء الذي تناثر پجنون مما أثار جنون يزيد هامسا_
تعالي.. عايزة أحكي لك على موضوع مهم..
قبل أن توبخه على جنونه تعالى صړاخ نادية وهي تبكي بشدة_
لولو.. يزيد.. ډم.. ډم..
وطارت كالقذيفة لتستقر بين أحضان والدها باكية_
بابا.. ډم..
رمقها بذهول هلع.. بابا.. وډم.. الكلمتان في نفس الجملة..
كانت علياء الأسرع فتحركت بسرعة لتأتي بعدة الإسعافات التي لا تستغني عنها أبدا فعبث أطفالها لا ينتهي..
بدأت تمسح الډماء من وجه ابنتها وتطهر الچروح المنتشرة بوجهها هامسة بقلق غاضب_
عملت ايه يا نادية..
أجابت الطفلة باكية_
كنت بحلق دقني زي بابا..
كان ذلك دور يزيد ليهتف بها_
ايه!!.. دقنك ايه.. أنت ازاي تعملي كده.. هو أنت عندك دقن عشان تحلقيها..
هزت الفتاة رأسها
تم نسخ الرابط