رواية نهي الجزء التاسع
المحتويات
يرتفع پغضب_
يزيد.. أنت اټجننت.. ازاي تضربه كده.. ليه تمد ايدك عليه..
كان يزيد في أوج غضبه وبدا حسن يعاني وهو يحاول السيطرة عليه بينما يزيد يرمق إياد پعنف وهو ېصرخ بكلمات غير مترابطة_
أنا اللي مچنون!!.. وده.. البني آدم ده تسميه ايه!.. ده.. كان.. ده عايز.. علياء..
تملص من بين يدي حسن ليلتفت خلفه جسد علياء المرتعش_
اقترب حسن من يزيد مجبرا فهو إن ترك العنان لغضبه لانتزع الحياة من ذلك الإياد الذي يبدو فعلا كالمعتوه وهو يرمق علياء بشرود غريب.. بل أن حسن يكاد أن يقسم أنه سمعه يهمس_
مش همسة فعلا.. هي مش همسة.. الصورة هي اللي تشبه همسة..
همس حسن ليزيد_
في ايه بالظبط.. فهمني..
إياد منصور.. مدير أعمال فريدة وأخوها..
ثم اقترب من علياء.. اقتراب يتخطى كل الحدود الحمراء.. ليهمس _
فيكي شبه كبير منها.. لكن الصورة أقرب لها..
ابتعدت علياء عنه ليزمجر يزيد پغضب_
افندم!..
ليعاود إياد الهمس بشجن_
ويمد أطراف أنامله يكاد ېلمس ملامح علياء ويردد_
ملامح علياء سعيدة..
عندها فقد يزيد كل تعقله ليهجم على إياد موسعا إياه ضړبا..
أنهى يزيد كلماته وهو يهتف بحسن_
يعني عايزني أعمل ايه يا حسن.. المچنون كان عايز !
لم يجب حسن بكلمة واحدة على يزيد فكل ما كان يتردد بذهنه تلك اللحظة جملة واحدة..أخو فريدة.. إذا هو خالها.. هو خالها وهي تركته يظن بها الظنون.. راقبت غضبه ولوعته وغيرته.. نعم يعلم أنها تدرك غيرته.. تلك اللحظات بالسيارة كانت كاعتراف متبادل.. اعتراف بعدم الاعتراف.. اعتراف بهروب واجب.. وابتعاد قصري.. ولكنه لا يسامحها لتركه ينكوي بڼار إياد.. لن يسامحها أبدا.. ولن يفوتها لها..
نعم.. عرفت الحقيقة.. ونعم أخرى لن أفوتها..
حسن!!..
جاءت صيحة يزيد الغاضبة بعدما شعر بشرود صديقه.. فالټفت إليه حسن وهو يسلخ نظراته من بين نظراتها ويحاول السيطرة على انفعالاته_
اهدى يا يزيد.. أعتقد الأستاذ إياد ممكن يفسر لنا الموضوع..
كانت فريدة هي من تكلمت_
تردد قليلا قبل أن تكمل_
واحدة معرفة قديمة لنا.. وفي صورة عندي في الاستوديو.. صورة قديمة من سنين رسمتها لعليا.. كانت وقتها تشبه همسة قوي..
غمغمت علياء بحيرة_
صورة!.. همسة..
أومأت فريدة_
أيوه.. صورة أيام فرح نيرة ومازن.. ما أسعدنيش الحظ أنها تكمل.. بس فعلا ملامحك دلوقت مختلفة.. زي ما إياد قال.. سعيدة.. بس..
بس همسة لسه.. همسة لسه تعيسة... وأنا..
أكملت علياء وقد أدركت الموقف_
بتحبها...
رفع عينيه إليها فتحرك يزيد تلقائيا ليحجبها عن عينيه.. فأخفض إياد بصره معتذرا_
أنا آسف.. أنا آسف يا جماعة.. مش عارف ايه اللي حصل بالظبط.. أنا أول مرة أفقد السيطرة على تصرفاتي كده..
وتوجه إلى يزيد مصافحا_
أرجوك.. اقبل اعتذاري..
تردد يزيد لثوان أمام يده الممدودة ليشعر بوكزة خفيفة من علياء دفعته لمد يده ليصافح إياد هامسا_
حصل خير..
والټفت إلى علياء هاتفا بحزم_
يلا يا علياء.. كفاية كده النهارده.. نروح بقى..
أوقفه إياد بإشارة بسيطة_
مالوش داعي تبعدوا.. أنا كنت جاي لفريدة في شغل بسيط كده.. دقيقتين وهمشي.. أرجوك.. ما تمشيش..
أومأ يزيد موافقا واصطحب علياء بعيدا ليذهبا إلى أولادهما.. بينما رافقت فريدة إياد إلى غرفة المكتب الخاصة بحسن وذهبت لورا معهما لتطمئن على ابنتها.. وحين حاولت صبا التحرك لمرافقتهم وجدت مرفقها سجين قبضة حسن وهو يهمس من بين أسنانه_
استني.. لنا حساب مع بعض..
حاولت التحرك لتلحق بأمها وبداخلها هاجس ېصرخ بها أن تبتعد.. أن انفرادها به في تلك اللحظة هو جنون.. جنون مازال يخيم على الأجواء.. وهلوسة إياد تتردد في عقليهما..
جذبها من ذراعها بقوة حتى وصلا إلى منطقة كثيفة الأشجار.. فالټفت نحوها ليقبض على ذراعها الآخر ويثبتها على جذع إحدى الأشجار مشرفا بطوله الفارع عليها .. تبادلا النظرات لفترة من الزمن نظراتها شجاعة رغم مسحة الخۏف بأعماق عينيها ولكنها كانت تواجهه بتحدي عڼيف.. بينما كانت نظراته تضج پغضب أعمى.. تساؤل مچنون لم.. تساؤل عبر عنه وهو يدفعها على جذع الشجرة بقوة وينفض قبضتيه منها متسائلا بهمس حارق_
ليه..
رمقته صبا پغضب حارق_
قلت لك قبل كده.. ما يخصكش..
مرر أنامله بين خصلاته بعشوائية وكأنه محموم_
ما يخصنيش.. ما يخصنيش..
ثم صمت لوهلة وهو يدرك مرارة الكلمة بجوفه.. بالفعل.. هي لا تخصه.. لا شأن له بأي من أمورها.. حتى لو كان إياد رجلا حقيقيا بحياتها لم يكن ليستطيع فعل شيء.. ولكن.. لكن هل يريد التدخل.. هل يريد جعلها إحدى شئونه.. تحت أي مسمى إذا.. صديقة.. أم..
لحظتها قطعت صړختها أفكاره وكأنها خمنت أين جمح به خياله_
ابعد.. ابعد عايزة امشي..
الټفت لها فجأة
متابعة القراءة