رواية حازم الفصول من ستة وعشرون لثلاثون
المحتويات
امسك بالهاتف و ردت عليه ألو
محمد وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
قطبت نور جبينها بسبب رده وقالت ايوا يا محمد
محمد ازيك يا نور
نور الحمد لله
محمد انتي هتنامي دلوقتي و لا ممكن اتكلم معاكي شوية
نور لا انا مش بنام دلوقتي
محمد اهم حاجه صلاة الفجر مترحش عليكي بسبب سهرك
زاد تجاعيد جبهتها و قالت بنفسها هو ده كلام مخطوبين بينها هتبقي خطوبه شؤم من أولها ثم ردت حاضر
رطبت تلك الكلمات صدر نور و فرجت اساريرها وزالت تقاسيم وجهها العابس وقالت ربنا يخليك
محمد انتي اصلا ما شاء الله عليكي يا نور ذوقك رقيق فستانك و مكياجك مع اني مش بفهم قوي في مواضيع الستات دي بس ماشاء الله عليكي النهارده
قال لها ممازحا انا كده اتأكدت ان شقتي هتبقي حلوه
نور ان شاء الله النقطه دي بالذات متقلقش انا في الديكور مستوايا راقي جدا
محمد بس ان شاء الله عاوزين نبني بتنا صح في كل حاجه مش علي قد شوية ديكور وبس يعني في الالتزام و الدين انا اساسا اخترتك علشان كده من اول مره شفتك باسدالك الفضفاض و انا قلت لا يمكن اسيبك و فضلت اتابعك التيرم كامل لقيتك ماشاء الله ملتزمة في تصرفاتك و ملكيش دعوه بشباب و صحبتك ملتزمين و كل يوم كل ما كنتي بتزيدي في نظري اكتر و اكتر لحد ما تأكدت ان انتي الانسانه اللي انا بدور عليها و اخدت قراري و انا مطمن بنسبة مية بالميه ومع ان اهلي كانوا عاوزني اخطب دكتوره او استاذه جامعيه بس انتي عندي افضل من اي دكتوره
صمت قليلا منتظر ردها ولكنها كانت تحت صدمة ما تسمعه فأكمل هو انا الحمد لله اخدت كل اللي كنت بتمناه و افضل كمان
اتسعت عيني نور اكثر و اكثر مما تسمعه ولم تستطع الرد بسبب دموع الفرحة التي بدأت تزرف من عينيها
وعندما وجدها محمد صامتة فقال لها خلاص يلا يا نور ريحي النهاردة كان يوم مرهق و هبقي أرن عليكي علشان تقومي تصلي الفجر
أغلق محمد المكالمة و ترك نور وحدها للأفكار تعصف بعقلها
ظلت تعيد احداث الفصل الدراسي الثاني و كيف كان اصرار حازم علي لبسها الحجاب سر سعادتها اليوم و اكرام الله لها بهذا الشخص النادر الصالح مقارنة بالفاشل الفاسد اسامة
ظلت تقارن بينه و بين اسامة ومدي التزامه و اقتناعه بها بشكل كامل و تشجيعها علي الصلاح و الالتزام عكس ذلك الذي كان كثيرا ما يسخر من شكلها و شخصيتها الهشة و مدي ارتباطها به و أخيرا هجرها لأنها اختارت حجاب الذي امرها الله به
قالت لنفسها سبحان الله لولا ان اسامة خاصمني كان زمان محمد شافني معاه و نزلت من نظره و مجاش يخطبني وانا اللي كنت بمۏت من كتر الحزن عليه
والحمد لله ان ربنا عوضني عن الدنيء ده بمحمد شوفي اسامة كان دايما يقولي انتي قدري وعمره ما قالي انه معجب بأي حاجه فيا و يقولي اني شبه جدته من غير ميك أب انما محمد بيقولي ذوقي رقيق و انه ربنا اكرمه بكل اللي بتمناه فيا و اني رفعت راسه
......................
وصل حازم للفيلا بدم قلبه النازف وروحه الجريحة وموقف حسناء و كلماته تعاد مرات ومرات بذهنه فتدمر خلاياه و ټحرق فؤاده بعدما تأكد من عدم حب حسناء له و تركها لخيبة الأمل و اليأس يأكل بقلبه
نزل من سيارته و اتجه للداخل بفتور بجسد منزوع الروح غصة تقف بحلقه رئتيه تكاد تختنق من قلة الاكسجين الواصل اليها لا يشعر بشئ حوله ولا يري شئ أمامه
صعد الدرج المؤدي لغرفة نومه و هو يستند علي السياج من كثرة ارهاقه جسده وجد نور تقف عند رأس الدرج تنظر أرضا بخجل
وعندما وصل اليها قالت له حازم انا اسفه و هتأسف بكره لحسناء
لم يلتفت اليها او يعيرها اي اهتمام وكأنه لم يرها من الاساس و تخطاها و هو ينظر ارضا حتي دخل غرفته و اغلق الباب خلفه
انتزع جاكت سترته و ارتمي علي السرير ورغم حاجته الماسه للنوم الا ان عقله رفض الاستسلام ابدا للراحه و يترك قلبه النازف يؤاسي وحده
ظل نظره معلق بالسقف فوقه پحده و ألم يعيد سرد موقف حسناء و ردها علي سؤاله لها بالصمت النافي فيزيد من جرحه و يسمح لمزيد من الډماء ټنزف لتزيد جرحه عمقا
قال لنفسه انا كنت
متابعة القراءة