رواية حازم الفصول من ستة وعشرون لثلاثون
المحتويات
وفين باقي اهلك اعمامك و اخوالك
حسناء بخيبة أمل اخوالي بخلاء بشكل فظيع غير ان عندهم اولاد شباب و جربت اكتر من مره ألجأ ليهم اتهربوا مني وقالولي عيشي و انتي مش حالة نادرة و في بنات غيري كتير عايشين في ظروف زي ظروفي انما اعمامي مليش غير عمين عايشين خارج مصر و لما لقوا ماما اتجوزت طبعا اخدوا موقف ضدها و واحد ماټ و التاني معرفش حاجه عنه بقالي سنين هو كان بيسأل عليا دايما و كان عاوز ياخدني بس ماما خاڤت اني استغني عنها و اروح عنده و انساها خاصة انها ملهاش اولاد غيري فبقيت تحاول تبعده عني و لما يتصل متعرفنيش لحد ما اخباره انقطعت عني
انا اتربيت عند جدتي في الهرم و لما اتنقلت عند ماما في الدقي بدأت اشتغل فمكنتش فاضية اكون صداقات مفرومة بين شغل و مذاكرة
حازم بشفقة حياتك كانت صعبه قوي الله يكون في عونك
حسناء حياتي كانت صعبة بس انا خليتها اصعب و اصعب كل واحد بيقابله مصاعب في حياته و لازم كل انسان يبتلي بإبتلاء بس الانسان بتفكيره و عقله ممكن يحاول يتأقلم مع حياته و ممكن بغبائه يخلي حياته مستحيلة و يخسر كل الحاجات الحلوة انا متقبلتش وجود جوز ماما فخسړت بيتي و امي و حياتي كلها و تعبت و اشتغلت من و انا في الثانوي والجامعه و خسړت الوقت اللي فيه الضحك و الرفاهية الحقيقية مع اني لو كنت جيت علي نفسي شوية وتقبلته كنت عيشت حياه طبيعيه كل واحد بإيده يحول حياته لجنه بإنه يتحمل شويه او يحولها لڼار بإنه يضيق تفكيره علي قد نفسه
انا بابا سابنا و احنا اطفال و اخد ورث ماما و اتجوز عليها و طبعا ماما عملت مشاكل كتير ومحاولتش تكسبه من تاني لحد ما مشي خالص و بقيت انا المسؤول عن اخواتي و امي و طلعت برضه اشتغلت جنب دراستي لأن وقتها مكنش لينا دخل تاني غيري وطبعا كانت مسؤلية كبيرة و لما اتخرجت صممت اني اكبر و اتحدي بابا و اكون أنا و اخواتي حالنا افضل من حاله طبعا حياتك اصعب بكتير لأن انتي بنت بس اللي دايما بقوله ان لولا ظروف والدي دي كان زماني واحد عادي زي ملايين الناس اللي محدش يسمع عنهم لكن انا في سن صغير كنت اكبر منافس في السوق و الحمد لله بقي عندي بدل الفيلا اتنين فعسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و يكفي ان ده كان سبب اني جيتي هنا و اتتقابلنا و اتعرفنا و بقيتي جزء من حياتي و و سر نجاحي في خطواتي اللي فاتت ده انا المفروض اروح اكرم جوز امك دلوقتي
انفرجت شفتيها قليلا رغم محالاولتها ألا يظهر عليها شئ يدل عما يحدث بداخلها بسبب كلماته
ورغم مراقبة حازم لملامحها بعد نطقه لتلك الكلمات حتي يستشف من ردة فعلها شئ ما يؤرق مضجعه و يرهق فكره في الأونه الاخيرة ولكنه لم يستطع ان يلحظ استبشار وجهها بسبب الظلام فسيطرت عليه خيبة الامل و اليأس ثانية
كانت تلك الكلمات كالشعله التي اشعلت فتيل قنبلة دموعها نظر له حازم بتعجب من شدة بكائها و نحيبها العالي وهي مخبئة وجهها بين كفيها و جسدها يهتز بشدة
انتفض حازم واقفا و اقترب منها بحنان و ضع يده علي مسند الكرسي الذي تجلس عليه منحنية علي نفسها انحني قليلا و قال لها بصوت دافئ ملئ بالرجاء اهدي يا حسناء ارجوكي يا بابا خلاص
بدأ صوت نحيبها يهدأ قليلا و قال لها قومي يا حسناء نتمشي شوية بالعربية
فهزت رأسها نافية فقال لها برجاء طيب قومي نتمشي في الجنينه شوية
قال لها و هو يسير للأمام تعالي
تبعته بحالها المؤسف فانتظرها
متابعة القراءة