رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
رجلك .. وإن كنت معاك كسبانة فأنا عاوزة أكون خسرانة مع غيرك ..
أنت إنسان مريض يا حسام ولازم تتعالج ... هوسك بالإنتقام من مؤيد بدأ بفكرة أفتكرت أنها أحسن عقاپ ليه وصدقت أنه لازم يتعاقب علشان اللى عمله مع مرام ..
لكن لما أتعاملت مع مؤيد إكتشفت أنه ميستحقش يتعاقب على حاجة هو معملها .. وأن أكيد فيه حاجة ورا مرام مش عادية زى حياتها اللى كانت كلها مش عادية .
فوق يا حسام .. مؤيد مش هو عدوك عدوك ممكن يكون أقرب إليك من أى حد .. لأن عدوك جواك .
أنهت شذى كلماتها لاهثة .. وكأنها أخيرا أخرجت كل ما بداخلها تجاه حسام .. قالت كل ما كان يؤرقها .. قالت ما تظنه صحيحا لتنتظر رده الذى طال بصمته ولا تعبير الذى حل وجهه .
_
الفصل 34
بعد اسبوع
خلال ذلك الاسبوع لم تترك المشفى مرة واحدة .. ظلت تراقب الغرفة بأمل كغريقة تتشبث بحبل النجاة الأخير .. كحلم تعبت كثيرا عليه ولا تفكر فى تركه .
وكذلك كان هو .. كان يلازما طوال تلك الفترة يتمنى مثلها ألا يفقد العمة .. ف فقدانها يعنى فقدان قصة القتل .. وضياع نسبة بقاء حياة بينه وبين زهور وهو لا يريد ذلك .
وها هو الطبيب يطلب منها أن تدخل وتلقى نظرة أخيرة على عمتها قبل فصل الأجهزة عنها ..
رغم قسۏة تلك اللحظة التى تعاد على مسامعها للمرة الثانية .. إلا أنها فعلتها قاومة شعور الخۏف بداخلها ودخلت لترى عمتها لأول مرة فى حياتها !!
وقفت أمام السرير الذى مدد عليه جسدها .. نظرت بعيون دامعة إلى وجهها .. تفحصته بدقة .. لتجد بأنها تشبهها !
كانت هى نفس الملامح ولكن كساها الإرهاق وتعب سنوات .. أضاعها إنهاك العمر الذى مضى بسرعة كخطڤة عين .
حاډثة واحدة فى حياتها حاډثة وقعت دون ذنب منها كلفتها باقى حياتها كلها !!
لماذا نعاقب على ما لا نقترف من أخطاء
لماذا
كان هذا السؤال هو شاغلها الوحيد منذ علمت قصة عمتها .. قبل كانت قصة والدها والأن قصتها !!
إقتربت أكثر من فراشها .. لتنظر إلى عيناها المغلقة يداها التى كستها التجاعيد الخفيفة ترتكز على بطنها بسلام .. وجهها الشاحب أكد بأن خيط الأمل ...... قد إنقطع !!!!
إنحنت ببطئ تقبل جبينها .. وتلتقط كفها البارد لتقبله .. لتضعه برفق على سطح الفراش .. وتلتفت مغادرة الغرفة .
إقتربت منه ببطئ لتقف أمامه مباشرة وترفع رأسها إليه لتلاقيه بعينين زائغتين مبللتين بالدموع وتقول بصوتا باهت مټألم
_ عمتى ماټت .
كم هى عبارة باردة فى المعنى ... ومتوحشة فى الحقيقة .
لقد ضاع مفتاح الامل لمعرفة قاټل والده !!
ماټت العمة وماټت معها قصة الماضى .
الشك يبنى جسورا تؤدى إلى الكراهية ...
فهل يستطيع .. فهل يستطيع الاستمار معها .. فنظرة الشك بعينه لن تمحى ونظرتها التى تتهمه پقتل والدها ستبقى قائمة ..
إنها النهاية لقصة عشق أسود خط تحت وقع الإنتقام !
إلتفت موليا إياها ظهره ليسير وحيدا تاركا إياها خلفه .. تنظر فى أثره بوجوم !
....................................................................................................................
أين وضعت هاتفها .. لقد تركته هنا منذ دقائق
زفرت ميساء پغضب وهى تعتدل فى وقفتها لقد تركت هاتفها هنا قبل أن تتوجه لفعل شيئا بالخارج .. وحين عادت إلى غرفة مكتبها لم تجده ..
إلتقطت حقيبتها تبعثر أشيائها بحثا عن الهاتف ولكن النتيجة واحدة لا شيئ .
حملت حقيبتها وإتجهت إلى الخارج .. ستبحث عنه خارجا علها قد تركته هناك .
ولكن بعد مدة طويلة من البحث لم تعثر على شيئ .. كادت تعود إلى غرفتها ولكن إعترض طريقها دكتور زياد قائلا بابتسامة واسعة
_ مبروك يا ميسا .
نظرت له ميساء بإستغراب .. فأكمل مشيرا إلى بطنها
_ على الحمل .
إرتبكت نظراتها بحرج .. لتجده قد إتسعت ابتسامته اكثر واتبع مكملا حديثه
_ ربنا يقومك بالسلامة .. ويخليله والده .
نظرت فى كلمته الأخيرة إلى الأرض بإنكسار .. كم جرحتها تلك الدعوة البسيطة التى يعبر خلالها عن معرفته أنها لم تعلم مؤيد ..
لماذا حرمت نفسها من متعة أن تكون لها عائلة .. أب .. ابن دعوة صادقة تشملهم فى بداية يوم مشرق .. بسمة تفهم تملأ وجوههم .
إستنادة قوية تدعمها حين تضعف او تتعب ..
لماذا حرمت نفسها من ذلك
مهما بلغت أخطاء مؤيد .. مهما زادت وإتسعت إلا أنه يبقى مؤيد .. من عرفت جوهره قبل أن تتزوجته .. من رغبته زوجا سرا بينها وبين نفسها ورفضته علنا ..
من تشعر بالحنين لأحضانه الدافئة .. وسط قسۏة الأيام الباردة .
أبتلعت ريقها المتحجر پألم .. لتنفض رأسها بسرعة متداركة لحظة غفلتها .. فعادت لترتدى قناع التماسك وهى تقول بابتسامة متفهمة
_ شكرا يا دكتور ..
لحظات من الصمت وكانت تودعه لتغادر .. فأفسح لها المجال مبتسما بتفهم .. لتسارع بالمغادرة شاعرة بالإختناق .
خرجت إلى الشارع الرئيسى .. لتفاجأ بأنها نسيت أمر هاتفها .
زفرت بحنق وهى تلتفت يمينا ويسارا باحثة عن أى وسيلة مواصلات تأخذها للمنزل .
نقلت نظرها بحنق إلى ساعتها .. لتكتشف أنها قد توقفت الساعة على العاشرة ولم تنتبه ذلك .. والأن يبدوا أنها تخطت الحادية عشر .
بدأ الخۏف يتسلل لها بعد نصف ساعة من الوقوف وحيدة فى الشارع .. إلى أن إقتربت سيارة أجرى بيضاء .. فترددت قليلا قبل أن تشير لها .
إستقلت السيارة وبعد لحظات أخبرت السائق عن وجهتها ..
بعد مضى ربع ساعة .. شعرت بتغير إتجاه السائق فأخبرته بذلك ليجيبها بأن الطريق قد أغلق لعدة تصليحات .
حينها شعرت بالإرتياع .. وقررت الإتصال بأحدهم لكن فجأة شعرت بالصدمة .. الهاتف مفقود !!
لحظات وتوقفت السيارة .. لتشعر بقلبها يقفز فى مكانه بهلع ..
واكتملت قتامة الموقف حين شهقت پخوف وقتما فتح الباب المجاور لها وأطل أحدهم بوجه ملثم .
لم تعرف ماذا تفعل حينها .. شعرت بالصدمة تشل جسدها وعقلها .. لتشعر بالعجز وعد القدرة على فعل شيئ .
دقيقة من الصمت كان ذلك الملثم يتأملها بنظرات جليدية لا تظهر أى نية ... ليتحدث قاطعا تفكيرها في الكم الهائل من المصائب التى ستحدث لها
_ ميساء العلايلى .. زوجة مؤيد الرجحى .. نورتينى .
قال كلمته الأخيرة بتشفى أشعرها بالخۏف أكثر .. فتخيلاتها ابدا لم تصل لمؤيد .
ولكن أستنتاج واحد هو ما دار بخلدها .. الأمر مدبر إذا !!!!!
ابتلعت غصتها المدببة
متابعة القراءة