رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
بنت وهتجوزها .
وفعلا فى اليوم ده أنا روح لأسما وطلبت منها أننا نتجوز وكتبنا الكتاب عند المأذون .. لأنى عمرى ما فكرت ألعب بأسما أو أتجوزها عرفى وعلشان أحط أهلى ادام الواقع .
أسما خلال الفترة دى كانت طبيعية زى ما عرفتها دوما .. لكن بعد فترة من زواجنا بدات تتغير .
فى الأول كنت فاكر أن تغيرها نتيجة للظروف اللى أحنا فيها.. فمقدرتش ألومها لكن لما حسيت أن اللى بتعمله فيه حاجة مش طبيعية بدأت أشك .
_ أنت كذاب .. من أول كلمة قلتها أسما مكنتش مشتركة فى أى نشاط جامعى لأنها مش بتحب الاختلاط بالناس وأنت متجوزتهاش عند مأذون .. أنت ضحكت عليها واتجوزتها عرفى وأسما مكنش فيها أى حاجة زى ما أنت بتقول ..
أنت كذاب وعاوز تبين أنك مش غلطان لكن أنت مچرم وأنا مش هسكت على اللى عملته و.......
_ انت اللى مكنتيش تعرفى أسما لإنك كنت دايما بعيدة عنها .. وهى ابدا ما كانت بتحب كانت دايما تقولك إنها بتحقد عليك علشان أنت عايشة أحسن منها .. كانت.......
صمت حين عبطت يدها على وجهه بقسۏة لتشتعل عيناه پحقد .. ليرفع يده ويهم برد صڤعتها إلا انها أوقفتها بقوة حين رفعت ذراعها بوضع الحماية ..
_ متفكرش تقرب منى أنا مش ضعيفة زى أى حد قابلته .. تكون غبى لو فكرت أنى جاية علشان أتكلم معاك وأقلب فى ذكريات الماضى بتاعك ..
سبق وقلت ليك .. أنا جاية أنتقم .
قالت عبارتها الأخيرة ببطئ وكأنها ترسل له رسالة فعقد أوس حاجبيه قليلا قبل أن تتسع عيناه بذهول .. وقبل ان يبادر بفعل أى شيئ .. كانت تسارع بالإنحناء وضړب قدميه بقدمها بحركة سريعة غير متوقعة جعلت توازنه يختل ويسقط أرضا بقوة .
همست حينها أهلة مبتسمة وهى تلاحظ ملامح وجهه المصډومة
_ وأعرف إنك بطيئ فى ردت الفعل .. صدقنى يا أوس أنا مكنتش هقدم خطوة واحدة غير لما أحسب حسابها ..
أنهت كلامها بأن أنخفضت إليه لتهمس بجوار أذنه
_ بتمنى يكون نومك هانئ .. ومتخافش على زياد هيكون كويس معايا .
_ بلاش زياد .. أرجوك بلاش ابنى .
ابتعدت أهلة باسمة بسخرية لتتلاشى الرؤية عن هذا الحد ويعم ظلام أسود سكن به بسلام .
....................................................................................................................
چنونها كل الحياة.
المرأة لاتلجآ لاستعمال المنطق ....فالعاطفة تقودها.
فإذا بغضت كانت شبيهة الحجارة أو أشد قسۏة.
فى اليوم التالى كانت زهور تقف بجوار أخاها ووالدتها .. تنظر من خلف الزجاج الأسود لنظارتها إلى الأرض التى دفنت بها عمتها لتوها .
إلتفتت ثانية لأخاها الذى ربت على كتفها وأقترب هامسا بأذنها
_ خلى بالك من ماما .. انا هكمل مع الرجالة .
اومأت له برأسها دون أن تتحدث لتقترب من والدتها محتضنة إياها .
بينما عيناها لم تترك ذلك المكان الذى رأت عمتها تدخله ..
كانت نهاد تقف على جانبها الأيمن تنظر بحزن إلى زوجها الذى عاد ليساعد الرجال فى ډفن عمته .
إنها تشعر بأن تلك المرأة هى عمتها .. تشعر بان والدته هى والدتها .. وأخته هى أختها .. هل هذا هو معنى أن تصبح لها عائلة !
لم يكن لها يوما عائلة كانت دائما شيئا زائد بحياة والدها .. وكذلك كان اشقائه ولكن الشعور بأن هناك من تبكى عليه إذا فارقها .. الشعور بأن هناك من يحتضنها حين تبكى .. الشعور بأن لها سند .. هذا ما لم تجربه يوما .
لا بل جربته .. جربته حين ماټ والدها ووقف سيف إلى جوارها جربته حين علمت بمۏت والدتها وكان سيف ووالدته إلى جوارها ..
جربته حين دخلت إلى تلك العائلة فقط .
وها هى تتقاسم معهم الحزن فى تلك اللحظة .
عاودت النظر إلى سيف الذى كان يقف فى مواجهة زوج أخته ادهم الذى تفاجئا به اليوم يقف معهم منذ خروجهم من المشفى إلى الان بل أنه يساعد سيف فى ډفن عمته أيضا .
لكن حين سأل سيف اخته عن سبب ظهور زوجها المفاجأ لم تبدوا أنها تفاجأت بل قالت له ببرود تام أنه يؤدى واجبه ..
حينها منعت سيف بالقوة من التدخل بينهما فى مثل تلك اللحظات وأصرت عليه بأن يتمهل .
أنتبهت فجأة حين تلاقت عينيها بعينا سيف الذى أنتهى لتوه .. لتهز رأسها ببطئ وكأنها تشجعه على المضى قدما .
فإلتفتت ليتلقى التعازى وبجواره كان أدهم يقف صامدا .. بوجه قاسى متجمد .
بعد مغادرة جميع الناس إتجهت زهور إلى القپر المجاور لقبر عمتها .. لتجلس أمامه واجمة تنظر إلى أسم والدها بشرود .
لقد أنتظرت تلك اللحظة من زمن من ودعته فى نفس المكان .. تحتاج الان وفى تلك اللحظات الصعبة ضمته الحانية بسمته المتفائلة .. همسه القوى الدافع فى لحظات الشدة كتلك التى تعاشرها الأن ..
هى تحتاجه كإحتياج طفلة لحضن والدها ... تحتاجه كاحتياج النبات للماء كى ينمو تحتاجه كى تنسى ما مرت به بين ذراعيه ..
تشوت الرؤية من خلفت نظارتها بسبب غلالة الدموع التى إستحكمت عينها لقد أقسمت ليلة أمس ألاتبكى ثانية .. اقسمت أن تذرف آخر دموعها على صدره .. ثم بعدها لاتبكى ثانية ..
لكن مثل تلك الوعود أتخذت كى لا تفعل اتخذت كى يتم فصمها ..
كم تحتاج إلى لحظات الخلاء تلك .. تحتاج أن تعيد ترتيب أولوياتها .. تتعرف على ما عليها فعله وما عليها تجنبه تبدأ بحذف الأشخاص الغير مرغوب بهم وتضيف آخرين قد أهملتهم .
ميساء .. رغد .. ونفسها كلهم تركتهم على قارعة الطريق .. لتجرى مثل العمياء خلف السراب وحين ظنت بأنها أمسكته .. تبخر بسرعة لم تتخيلها !!
شعرت بأحدهم يقترب ببطئ ليقف ورائها لم تحتج الكثير من التفكير كى تخمن بأنه هو .. تكفى رائحة عطره التى غزت حاسة الشم لديها ما إن اقترب .
ظلت على حالها من الجمود .. لم تعره أى اهتمام لم تلتفت إليه ولم تطلب رحيله فقط ظلت بموضعها جامدة الملامح .. تخفى نظارتها السوداء نظرة الجليد التى سكنت عيناها بعدما إختفت الدموع ولم يبقى سوى الوجوم .
أنتظرت أن يتحدث فلم يفعل ولم تكن لتفعل لذا تركت حالة الصمت تلك تتلبسهما .. بينما نظرهما مركز على مكان واحد .. اسم والدها .
اخيرا وبعد دقائق بطيئة من الصمت تحدث أدهم قائلا بهدوء
_ البقاء لله .
لم يبدوا على زهور أنها سمعته للحظات قبل ان تتشكل ملامح السخرية على وجهها مع قول خفى فيك الخير .. إلا أنها
متابعة القراءة