رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
لم يجد مخرجا لقد حاوطها ذلك الخبيث إياس بمهارة تامة .. وفى زمن لا يذكر !!
عليها أن تعترف بأنها تلعب من رجل أكثر منها خبرة وأكثر مكرا ..
رفعت سماعة الهاتف الداخلى لتطلب من سكرتيرتها كوبا من القهوة ليأتها قول السكرتيرة المتوتر
_ أستاذ إياس عاوز يدخل لحضرتك يا بشمهندسة .
زفرت رغد بقوة حانقة من الطرف الثانى محاولة أن توصل ضيقها إلى إياس منعدم المشاعر .. وقبل أن تسمح له بالدخول تفاجأت بباب غرفتها يفتح بقوة ليدخل مغلقا إياه خلفه .
ليقف بالأخير أمام مكتبها معاودا حركته التى بدأت تعتادها .. يده تستند على سطح المكتب رأسه يميل ليقترب من وجهها .. عيناه تحمل مجموعة مشاعر مختلطة .. إلا أن النظرة الطاغية عليهم كانت تلك التى تستشف أفكارها ومشاعرها بوضوح .
_ لقيتى اللى كنتى بتدورى عليه
كان سؤال ساخرا .. متشفيا .. فأجابته بنفس السخرية
_ أكيد لأ .. مفيش ولا ثغرة فى الورق وكأنى فعلا مشتركة معاهم فى الصفقات .. بحييك على ذكائك ..
لعجبها ضحك .. ولكن لما تعجب وهذه طبيعته منذ عهدته
أجابها بتشفى ڠرقت به كلماته
ألا تكفى كل تلك الصدمات من والدها .. ألا يكفيها
لما .. لما يفعل بها هذا .. ماذا فعلت ليكون هذا جزائها
هل تبكى وتصرخ بأنها تكره ذلك الرجل .. هل تبكى وتعاود إذلال نفسها أمامه ثانية
بالتأكيد لن تفعل .. ستعلم ماذا يريد .. ستواجهه بضبط النفس .. كى تفوز فى تلك الحړب المستترة .
_ أتفضل استاذ إياس أقعد .
أشارت بيدها تجاه الكرسى المقابل فطالعها بنظرة متسلية .. وكأنه يخبرها بصراحة أنه لا يريد فتاة ضعيفة .. بل يريد خصما قوى ..
لم تعر نظراته المتفحصة أى إهتمام .. بل تابعت الاوراق أمامها لتسأله دون أن تنظر إليه
_ بما إنك رفضتى تمضى على تنازل بملكية الشركة .. فأنا هطالبك بتنازل عن نص الشركة وأهى هتبقى شراكة مزدوجة بين أسم شركاتى واسم شركتكم .
_ أنت ليه عاوز تدخل أسم شركاتك .. فى اسم الشركة اللى أنت عارف كويس أن أمورها كلها ماشية غلط .. أظن أن ده هيرجع عليك بالخسارة
أخرج إياس من جيب بنطاله علاقة مفاتيحة .. تدلت منها حجرا بيضاوى الشكل .. لونه أخضر يشبه الكريستال فى لمعانه ..
_ مش مشكلتك يا رغد إنك تفهمى دماغى .. مشكلتك إنك تنفذى اللى بطلبه بدون نقاش لإنك لو فهمتى دماغى هتعرفى أن لا الشركة ولا أسم عيلة مختار .. ولا أنت فارقين معايا .
طرقت رغد بأصابعها على سطح المكتب لتسأله بهدوء
_ طب ليه دخلت فى لعبتك الغربية
قبض فجأة إياس على الحجر پعنف ليلتفت بنظراته لها بسرعة هامسا
_ أظنك سألتى السؤال ده المرة اللى فاتت وجاوبتك .. خلينا فى الأهم .. هتستلم أمتى نصيبى فى الشركة
عقدت رغد حاجبيها بإستغراب لهجته ليست لهجة طلب .. بل هى أقرب لأمر نافذ نصيبى وحدها الكلمة تدل على ملكيته الساحقة لجزء من الشركة .. فهل حقا سيصدق إستنتاجها .. أم أن الأمر غير ذلك
أجابته بثبات وقوة حاكتها أمامه ببراعة
_ تقدر تجيب محاميك بكره ..
اومأ برأسه لينهض بخفة قائلا بابتسامة خبيثة
_ إلى اللقاء .
غموض يغلف غموض ... حكايا وقصص تزج بها أسمائنا دون ذنب حقيقى .. ماضى يتستر خلف الحاضر .. متاهة بلا نهاية ..
....................................................................................................................
خرجت ميساء من المشفى عصرا .. لتسير بلا هدى .. ناظرة أمامها بشرود .
لقد دفعتها الحماسة بعد شهرين من الشعور بالتبلد تجاه الكائن المستتر داخلها لتذهب لطبيبة مختصة .. صديقتها بالعمل وتطلب منها اجراء كشف طبى لترى جنينها ..
تقبل صديقتها صدمها .. وفعلت ما طلبت لترى صورة طفلتها فى جهاز السونار ..
لم تكد تصدق عينيها وهى ترها كم بدا صغيرة .. منطويا على نفسه كما تفعل هى وقتما تكون حزينة يتحرك بشيئ غير ملحوظ ..
لقد كانت صورته كالبلسم الناعم لچروح قلبها بدت كبسمة أمل جديدة فى وجه عاصفة ..
حقا الشعور بذلك الجزء الصغير ينمو بداخل جسدك شعورا لطيف .
لن تنكر أن ڠضبها وكرهها بل وإشمزازها ايضا من مؤيد تبخر حين سقطت دموعها وهى تشاهد صور ابنتها ..
تشعر بأن بداخلها طاقة إيجابيه تدفعها فى تلك اللحظة .. للإتصال بمؤيد وإخباره بأنها تحمل طفلته بين أحشائها ..
لم تشعر بتلك الابتسامة التى بدأت تشق وجهها لتنير وجهها بعد إنقطاع دام طويلا عن عادتها ..
إنتبهت فجأة لتوقف سيارة رياضية حمراء بجوارها لتخرج منها بخفة فتاة أنيقة .. ترتدى نظرات تحجب عنها نصف ملامح وجهها بينما كانت تجمع شعرها المتموج الكثيف إلى الأعلى فى هيئة كعكة مرتبة .
إقتربت منها الفتاة لتقف أمامهت مبتسمة بثقة وتسألها
_ أنت مرات مؤيد الراجحى
إبتلعت ميساء خصة مدببة فى حلقها لتومأ برأسها ببطئ .. لتتسع ابتسامة الفتاة الآخرى وتقول بأناقة
_ ينفع آخد من وقت شوية .
_ ليه
لم تملك سوى ذلك السؤال المقتضب .. لتضحك الآخرى برقة .. وتجيبها هامسة
_ مټخافيش أنا صاحبة مؤيد ..
عقدت ميساء حاجبيها بعدم راحة .. لتعاود سؤالها مستفسرة
_ بردوا لازم أفهم أنت عاوزة منى إيه
ظهر التفكير على ملامح تلك الفتاة لتقول بالأخير متنهدة
_ أنا شذى .. صاحبة مؤيد ومرام .. حابة أكلمك عن حاجة مهمة لازم تعرفيها عن مؤيد علشان تقدروا تكملوا سوا .
ظهر الضيق على ملامح ميساء .. ليس الأن حقا لا تستطيع تحمل المزيد !!! ..
أخذت نفسا عميقا قبل أن تجيبها بأنها ستقابلها فى احد الكافيهات القريبة .
لاشىء يستحق أن تنثر غبار ايامك تحت اقدام التنبؤ
لا شىء يستحق ان تمنى النفس
وهم هناك يسرقهم النسيان عنك
يادربنا الخالى لعلك تتذكرنا عندما تلتقى خطانا
كلنا أنصاف ........نكمل أجزائنا معأ
أن تغيب وأن تحضر ...
مجهول أنت أم غريب أم قريب .........أنت عندما لا تكون أنت
لآنك لم تتسنى لك ان تعرف حقآ من أنت
المجهول ........حقيقة الانسان بما لايستطيع ان يظهره لك
فاذا أردت أن تصل اليه .........عليك أن تصغى الى مالا يقوله
....................................................................................................................
_ أنت بتعمل إيه .
صاح بها سيف بإنفعال فانتفض راشد مبتعدا عن نهاد .. ليلتفت ناظرا لسيف بغرابة .
كانت نهاد أول من فاقت من صډمتها فقالت بسرعة متداركة سوء الفهم
_ سيف .. ده راشد أخويا .
للحظات عم خلالها صمت مشحون .. بينما تعلقت النظرات فى الفراغ
متابعة القراءة