رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
بلا هدى ..
منها المذهول .. والآخر متوتر .. والأخير مستفهم ..
ليقط سيف الصمت قائلا بهدوء محاولا تمالك أعصابه
_ تعالوا ندخل جوه ونتكلم بهدوء علشان أفهم مين الشخص ده .. وإزاى اخوكى وجه منين .
ظهر التذمر على ملامح راشد .. إلا أنه اخفاها بسرعة ليومأ برأسه ..
بعد دقائق طويلة قضاها راشد فى شرح قرابته لنهاد .. قال بمرح محدثا سيف الذى لم يبدر منه أى رد فعل
رفع سيف ناظريه ل راشد بإستخفاف .. بينما زم الآخر شفتيه بإستياء لتنهض نهاد بتوتر وتقول مخاطبة سيف
_ سيف ينفع ثوانى .
نهض معها سيف ليدخلا غرفتهما .. فوقفت أمامه بحزم عاقدة حاجبيها لتسأله مستفسرة
_ إيه رأيك فى اللى سمعته
ظهرت الحيرة على ملامح سيف ليجيبها بهزة مستنكرة من كتفه قوله
إقتربت نهاد منه ببطئ لتقف أمامه وتقترب برأسها من صدره لتستند عليه .. وتقول برقة
_ طب أنا أعمل إيه .. فجأة لقيت ظهرلى أخ من العدم معرفش هو ظهر فجأة ليه ولا أزاى بس حاسة أنه كويس .. رغم أنه غريب شوية .
أخذ سيف نفسا عميقا ليحيطها بذراعيه ويجذبها إلى أحضانه هامسا بجوار أذنها
دفنت نهاد وجهها أكثر بصدره لتخفى ابتسامتها الواثقة .. يبدوا أن الدفع المشجع يمنح المرأ الثقة !
ابتعدت عنه قليلا لتقول بخجل
_ يلا هطلعله .. زمانه قاعد لوحده برا .
_ مع بعض .
إنتقلت ابتسامته الواثقة لوجهها لتتورد وجنتاها قليلا وتتنحنح بإحراج .. ليفت الباب ويخرج جاذبا إياها برفق .
طرق شاشة هاتفه بغيظ .. تلك الفتاة هى عمله الأسود فى الحياة .. بلى إنها تماثل ذلك اليوم الذى إلتقاها به .. إنها الشبح الأسود .. براء .
نظر إلى باب الغرفة المغلق الذى إختفت خلفه شقيقته وزوجها ..
لم يكن ينقصه سوى تلك الفتاة وزوجها .. هل استفاق ضميره فجأة من سباته ليبحث عن شقيقته ...
زفر بحنق للمرة التى يجهل عددها لينتبه فجأة لصوت انفتاح باب الغرفة .. التى خرجت منها شقيقته ممسكة بيد زوجها .
فركت نهاد يدها بتوتر .. السؤال يؤرق حنجرتها .. لا تستطيع ألا تفعل وتسأله !
فقالت بسرعة مندفعة
_ هى .. هى كويسة
كان سؤال بغير سؤال .. إلا أنه أجاد ترجمته فهز رأسه بأسف ليقول بحزن
_ ماټت من سنة تقريبا .
أخفضت نهاد وجهها پألم .. كم حلمت بأن ترى والدتها .. أن ټحتضنها وتنسيها بعدها عنها لسنوات .. كم تمنت أن تعاتبها وتصرخ عليها لأنها تركتها وحيدة طيلة تلك السنوات .. كم تمنت وكم حلمت .. وكم رسمت لخيالاتها دروبا بما ستفعله حين تلاقى والدتها .. ولكنه لم يحدث ولن يحدث !!
أعادت سؤال بحزن غلف كلماتها
_ معاك صورة ليها
_ أنت صورة منها .
رفعت وجهها ببطئ إلى أن لاقته بعيناها الدامعة فابتسم لها قائلا
_ أول ما شوفتك أفتكرتها علطول .. رغم أنها مش مفارقة خيالى .. تقريبا أنت الصورة الشابة ليها .
ابتسمت نهاد قليلا ... لتعاود سؤاله
_ ليه مشافتنيش طول السنين دى
أخذ راشد نفسها عميقا ليجيبها بهدوء
_ اللى أعرفه .. والدتى أتجوزت والدى وجابونى بعد فترة قصيرة من الجواز .. حصلت بينهم مشاكل وأنفصوا .. صحيح أنا والدى لبنانى وهو ربانى وأخدنى لبنان أعيش معاه والدتك بعدها بفترة أتجوزت من مصرى وسافرت معاه ...
صمت راشد مخفضا وجهه بحزن .. ليكمل بعدما أخذ نفسا آخر بعمق أكثر
_ العڈاب اللى شوفته و والدى بيتعذب بحبه لوالدتى .. نفس عذاب أمى فى حبها لوالدك .
أستمر زواج والدك من والدتك خمس سنين أتحملت فيهم بيئة غير البيئة .. ناس غير الناس .. معاملة غير المعاملة ...
و والدك فجأة تبخر الحب والاهتمام .. وبعد ما كان بيساعدها علشان تتأقل على بيئة الزراعة والمكان المختلف بعد ما رفض أنها تعيش حتى فى المحافظة .. فهددته مرة بالاطلاق ..
هى نفسها أتصدمت فى الوقت ده من ردت فعل والدك ... لأنه ضربها وأهانها وإتهامها ظلم .. لا وكمان حپسها ومنعها منك ..
لما حست أن حبها لوالدك مش فارق معاه ولأنها تعبت من معاملته وقسوته قررت تمشى وتاخدك معاها ..
لكن اللى حصل ان والدك طلقها .. وأخدك منها وقالها تسافر لوحدها ..
هى فعلا رجعت تركيا .. وحاولت هى وجدك أنهم يتواصلوا مع والدك تانى علشان حتى تشوفك .. بس هو رفض .
بعد طلاق والدتك بأربع سنين .. والدى أتقدملها وطلب منها ترجعله ...
وتخيلى أنها كانت طول الاربع سنين فاكره أن والدك هيرجعلها .. وده اللى محصلش وخلاها مقهوة أكتر على نفسها .
لما لقيت مفيش أمل انها ترجع للراجل اللى حبيته ... قررت ترجع لوالدى علشان تكون أمى ليا ومتضيعش طفليها .. اهو تبقى أدت دور الأم مع واحد ..
وكانت ملهاش قصة غيرك ... ضحكة نهاد .. عياط نهاد .. خوف نهاد من كذه .. نهاد بتحب تلعب بالبازيل .. نهاد زكية .. نهاد ونهاااااد كتير .
كانت بتحبك أوى .
دمعت عينا نهاد بتأثر لتبتسم من بين دموعها بحزن .. لقد ظلمتها .. وقد فعلت من مجرد أساطير تداولتها الاسماع بين الاقارب .. لن يسعها الأن سوى الدعاء لها بالرحمة وكذلك لوالدها ..
شعرت بذراع سيف يحاوطها من كتفها بحنان مقربا إياها منه .. فإغتنمت الفرصة لتضع رأسها على كتفه وتخفف الحمل قليلا على عقلها الذى أجهده التفكير خلال لحظات .
....................................................................................................................
ظلت تراقب النيل من الزجاج المجاور لمجلسها والشك يتلاعب بعقلها منذ رأت تلك الفتاة .
لقد تذكرت لتوها أنها تلك التى جلبها لها مؤيد منذ فترة فيلته .. لا تعلم كيف نستها .. بل إنها لا تعلم لماذا جاءت لتقابلها .
رغما عنها الفضول سيقتلها ... ماضى مؤيد يتجسد فى تلك الفتاة المجهولة لها مرام .. وتلك الآخرى شذى تملك قصة مرام ..
قد تسمع ما لن يعجبها عن مؤيد .. بل هى واثقة من ذلك .. ولكن ماذا عساها تفعل .. لن تقدر على التغاضى عن الأمر وتوهم نفسها بأنها غير مهتمة .
أنتفضت من شرودها حين شعرت بالكرسى المقابل ينزاح لتجلس عليه شذى ..
جلست قبالتها لتحييها بابتسامة باردة .. وتقول بهدوء
_
متابعة القراءة