رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
وكأنها تؤكد له بأنهم عائلة .
غادر إياس ليظل مختار بمكانه مبتسما بخبث الفرص الذهبية تصله دون أى مجهود يذكر .
لكن ليس الخۏف على الفرصة الذهبية هو ما يشغل باله بل الخۏف من ابنته التى لن تقبل او ترفض إلا باختيارها الغبى وبالطبع إن وجدته موافقا سترفض لذا عليه اللعب بالأمر جيدا حتى تقع هى وذلك الشاب تحت خيوطه ثانية .. وعله ينجح هذه المرة .
أنتهى الإجتماع
فكرت ساعرة بالراحة حين بدأ الأعضاء بالمغادرة .
كأى اجتماع يقوم بعقده إياس باشا يترأسه ببسالة دون أن يترك لها المجال كى تشارك حتى برأيها .
الحقېر يلعب على وتر جهلها وقلة خبرتها بمجال إدارة الأعمال .. إنها هى الغبية من البداية لدخولها مجالا لا تفهم به شيئا .
_ باشمهندس إياس .. ممكن دقيقة .
رفع إياس حاجبه مستنكار لينظر إلى ساعة معصمه قائلا
_ قدامك خمس دقائق علشان عندى ميعاد مهم .
كتمت رغد كلمة حادة كادت تلقيها بوجهه لتومأ برأسها مدعية الهدوء .
_ أنا عاوزة أتنازل عن باقى نصيبى فى الشركة .
_ ليه
إعتدلت رغد فى وقفتها لتجيبه بحزم
_ لأنى مش قدر المسؤلية .
_ وإيه تانى
رفعت رغد حينها عينيها لتقابل عيناه السوداء القاسېة فأجابة بخفوت
_ ولإنك مش هتسيبنى فى حالى .. وأنا تعبت .
أنهت كلمتها مزفرة بتعب وكأنها تؤكد له صدق كلماتها .
همس حينها إياس وهو لايزال يحدق بعينيها
_ أنا عاوز أتجوزك .
لمعت حينها الدموع بعينها لتقول بمرارة
_ أنا مبقتش صالحة للإنتقامات .. أنت قولت أنى مرآة متكسرة .. مش هيفيدك الإنتقام منى فى حاجة .. أنتقم من أصل مشكلتك انتقم منه وسيبنى فى حالى .. لانى فعلا مش هفيدك بحاجة .
ظل ينظر إلى ملامحها التى أغرقتها الدموع فى لحظات .. إلى أن قال بهدوء صلب
_ أنا أتقدمت لوالدك .
شهقت رغد پصدمة لتنظر إليه بعيون متسعة بينما شعرت بالكلمات ټخونها .
_ أنت عملتى معايا زى ما هى عملت مع والدى بس هى كانت اسوأ منك .. مكنتش مصدق إنك ممكن تكونى بالبراءة دى .
زى ما قولت .. أنا أتقدمت لوالدك أنت ليك مطلق الخيار توافقى او ترفضى قرارك بلغينى بيه مباشرة .
بس اللى عاوز أقوله أنك لو هتهربى من العالم كله هتلاقينى وراكى مش علشان عاوز أنتقم .. لكن علشان اساعدك .
صمت بعدما أنهى كلماته ليتنحى عن طريقها تاركا لها المجال كى تكمل طريقها .. فنظرت إليه پصدمة عاجزة عن الكلام .
....................................................................................................................
همس متنهدا حين فتح الخط
_ وحشتينى .
داعبت ابتسامة خجولة ملامح وجهها النضرة لتجيبه بصوت خاڤت
_ أنت اختفيت فجأة من غير ما تقولنا أنا وماما كنا خايفين عليك جدا .. أنت فين دلوقتى
نظر سيف بشرود إلى الشارع الخالى من الناس من نافذته .
_ تصورى أن زهور لقت عمتى .. واللى مكنتش أعرف أنها موجودة اصلا ودلوقتى أنا ماشى فى اجرئات ډفن عمتى !!
إلتقطت أذنه شهقت نهاد المصډومة لتغيم عيناه بحزن غير قادر على ترجمته لكلمات .
بينما كانت نهاد على الطرف الآخر تتشبث بالهاتف بقوة لا تعلم ماذا تقول أو كيف تواسيه ولا تستطيع إستيعاب الصدمة .. فكيف كانت عليه
أكمل سيف بعدما أخذ نفسا عميقا
_ زهور حالتها صعبة جدا .. بتحاول تظهرلى انها قوية ومن ورايا شايفها بتبكى ومش قادر اقربلها .. حاسس بعجز كبير يا نهاد عجز مسيطر على تفكيرى ..
كل دى حقائق فجأة أترمت فى وشى مش قادر أستوعبها ولا قادر أتخذ رد فعل مناسب .
حاسس أنى زى اللى أترمى فى متاهة ومش قادر يخرج منها وأكتر حاجة تعبانى أنى مش عارف أتعامل أزاى مع زهور .. مش دى زهور اللى ودعتها قبل سفرى مش دى زهور اللى اعرفها .
أنهى كلامه متنهدا بتعب لتشعر نهاد بأن كلماته تجرحها وتؤلما مثلما تؤلمه ..
إن كان قد عجز عن إختيار افضل الحلول فى مثل تلك اللحظة فماذا ستفعل له وهى تستشعر نفسها أكثر ضياعا منه .
الموقف يحتم أن تتدخل بقوة وتدعمه بشكلا خفى كى يتخطى أزمته ولكنه تجد نفسها بتلك اللحظات أضعف منه!
بللت شفتيها المتشققتين بلسانها لتقول محاولة الحصول على أكبر قد من الصلابة
_ أنت تقدر يا سيف تقدر تقف جنب اختك .. تقدر تقف فى جنازة عمتك .. تقدر تستحمل اللى جاى لإنى أعرفك دايما رجل حكيم .. صابر شجاع .
مش هقولك أخفى مشاعرك وأدعى القوة والصلابة لكن أختار أفضل حل يريحك أنت وزهور ..
قرب منها فى الفترة دى أدعمها ولو بنظرة إسندها لو وقعت .. متبينلهاش إنك محتار زيها متسألها عن التفاصيل دلوقتى .. متسألها عن زوجها استنى لحد ما تيجى هى وتقولك ..
متفتكرش أنها مش بتثق فيك لأنها لو كانت كده مكنتش لجأت ليك لما بقت لوحدها .. زهور عنيدة وقوية لكن لكل واحد نقطة ضعف ونقطة ضعفها كانت فى قلبها فبلاش تزيد الحمل عليها واصبر .. أنا متأكدة من إنك قدها .
اخفض سيف رأسه مبتسما بحزن ليرفعها ثانية ناظرا امامه بشرود قبل أن يسألها بخفوت
_ زهور ممكن تسامحنى
قالت نهاد بهدوء
_ زهور سامحتك قبل ما تطلب .
_ لكن أنا سبب اللى هى فيه أنا السبب فى أنها تتجوز الراجل ده .. أنا السبب أنها تبقى وحيدة أنا اللى مكنتش جنبها من الأول لما إحتاجتنى .. انا كنت بعيد وهى بتطلب أنى أرجع أنا كنت أنانى وهى بسببى بتعانى .
خفت صوته فى آخر كلماته بحزن إلا أن نهاد قالت بصوتا صاخب مرتفع
_ أنت غلطت فى بعدك عنها ماشى لكن الحياة مشاغل .. وده حقك أيوه أنت غلطت لكن مش لازم تحمل نفسك كل حاجة .. بدل ما تلوم نفسك على كل اللى بيحصل فكر فى أزاى تخرجها من اللى هى فيه أزاى ترجعلها ثقتها بيك .. أزاى تساندها فى لحظة هى مش عاوزة حد يشهد ضعفها ..
إنك تحمل نفسك الذنب وتعاقب نفسك باللوم والعتاب مش هفيدك أو هيغير حاجة زهور محتاجة منك صبر .. صبر ونفس طويل مۏت عمتك مش اللى كسرها .. بعد زوجها عنها وأنه تركها هو اللى عمل فيها كده .
ابتسم سيف على الطرف الآخر بمرارة قائلا
_ للاسف .. زهور مش هتقدر ترجع لنفسها إلا برجوعه زهور بتحبه بجد .. الحالة اللى فيها لأنها عارفة أنهم مش هيقدروا يكملوا مع بعض ولانها عارفة انه هيتعب بسبب الماضى .. زهور خاېفة عليه وخۏفها وحزنها
متابعة القراءة