رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
الفصل 32
_ دعمرو العامرى .. ابن عم أبو أدهم .. خطيب عمتك السابق .
تلقت الصدمة دفعة واحدة .. كلمة تبعتها آخرى ذلك الرجل كان خطيب عمتها السابق .. ذلك من هربت معه خارج بلدها .. ذلك ابن عم والد أدهم !
صمتت فى ترقب تطالعه بنظرات واجمة لم تحاول الحديث او سؤاله .. فقط تركت لهذا الرجل المجال كى يخبرها بكل ما لديه ..
_ أتعرفت على عمتك قبل موضوع القتل بحوالى شهرين .. كانت فى الأرض بتاعتهم بتشوفها وكنت ماشى بالمصدافة جنبها ..
ممكن تقولى أنى أنجذب ليها وطلبت منها أتقدم لوالدها .. وهى وافقت لكن والدى رفض وقالى مش هتسافر القاهرة علشان تتعلم غير لما تتجوز بنت خالك ..
كنت رافض فكرة جواز القرايب من الاصل ولما قال كده عندت معاه وقلت مش هتجوز غير البنت دى .. وطبعا والدى زاد عناد ..
المهم بعدها بفترة قليلة أنا سافرت علشان دراستى الجامعية .. و وقتها سمعت عن حاډثة القتل ..
يقال أن اللى قتل والد أدهم هو حسن والدها وفيه شهود وكان السبب أن حسن أتقدم لبنت عم عاصم والد أدهم وجد أدهم رفضه .. وكمان اهانه بشدة قدام كل الناس .. و عاصم ابوه أجبره يتجوز البنت دى ولما حسن عرف رجع علشان ينتقم .
فى الوقت ده جدك مقدرش يستحمل كل الصدمات دى وماټ وسافرت زهيرة وسابت البلد وأختفت .
بينما كانت زهور لاتزال واقفة مكانها پصدمة .. لا تكاد تفهم كل ما قيل تنظر إليه قليلا .. عله يكمل بأى إفادة ولكنه لم يفصح عن شيئا آخر .. فإنتقلت بناظريها إلى أدهم الذى كان لدهشتها ينظر إليها بحنان شهدته فى فى لحظات قليلة .. بل نادرة !
عادت إلى الاسئلة التى بدت كإعصار ناشب بداخل عقلها أكان حقا صادقا !!
أين عمتها
حين دارت بها الغرفة لم تجد منفذا من التهاوى على الكرسى من خلفها ... تشعر بأن ثقلا جسيما ألقى على ظهرها ..
لقد أجهدها الأمر أكثر ظنت بأن البحث عن حقيقة القاټل أمر سهل .. ظنت بأن دليل برائة والدها ستظهر بسرعة وعلانية لتنفى عنه كل التهم التى تلبسها يوما .. ولكنها كانت غبية وساذجة .
_ عمتى .. لسه عايشة
عبث الإرتباك بملامح وجهه الشائبة ليقول بعد لحظات بتوتر
_ مع .. معرفش .
أنهى كلمته الوحيدة لينقل ناظريه بينها وبين أدهم ليلقى تحية خاڤتة ويسألهم إن كانوا بحاجة إلى أى شيئ ثم استأذن ليغادر مودعا أدهم بتحية سريعة .
نظر أدهم إلى وجهها المخفض بتخاذل ليقول بهدوء
_ أرفعى راسك يا زهور .
ظلت على حالها مخفضة وجهها إلى أن شعرت بأنامله تلامس ذقنها لترفعه برفق ليواجه وجهه .. فأكمل مبتسما برقة
_ صدقتيه
لعبت الدهشة بملامحها للحظات قبل أن تعقد حاجبيها بتفكير لتنتبه إلى أنامله التى اقتربت من وجنتها لتمسح الدموع التى إنفلت من مخبأها ..
فقال بهدوء ناظرا إلى عيناها بقوة
_ بيكدب .. ممكن يكون أغلب كلامه صح لكن السؤال الآخير اللى جاوب عليه .. كان بيكدب .. هو عارف مكان عمتكبس مش عاوزنا نعرف .
اتسعت عيناها بدهشة مستنكرة .. لتسارع بسؤاله مستفهمة
_ ليه
فابتسم مجيبا بهزة من كتفه تعنى أنه لا يعلم .. ولكنه اتبعها بقوله الحازم
_ بس هعرف .
....................................................................................................................
يبدو انك لصة ساذجة ..
لقد خبأت قطع الشوكولا الخاصة بى فى عينيك ....
أغلقت الرسالة المعتادة .. من نفس ذات الشخص الممل .. إنه لا يترك لها المجال كى تلتف يمينا او يسارا أصبح كالعلقة التى لا تنفك .
اصبح لا يحرمها من الكلمات اللطيفة .. فكان يعتمد على وتيرة الرسائل فى الصباح والمساء إلا أنها إختلفت فى النوعية .. ففى الصباح كان يبعث لها برسائل حب وغزل .. وفى المساء كانت الرسائل المفعمة بالأمل والمستشرقة تعطيها دفعة سعادة خفية .
ياله من وغد خبيث .. عليها أن تعترف أنه كالفهد الخفيف فى حركته .. ينساب بسرعة إلى خفاياها .. لينتشل الخۏف من قلبها ويبدده بالامل ..
أمل فى مستقبل أفضل .. لها ولطفلتها التى لا يزال يا يعلم عنها شيئا .. أمل فى نسيان الماضى .
إلتقطت هاتفها من جوارها حين شعرت بهزاته الصامته لتجيب بهدوء
_ السلام عليكم .. كويسة .. أنت ايه اخبارك ..
_ ماما عوزاكى تيجى تقعدى معاها .. أنت عارفة أنها لوحدها الفترة دى .
ابتسم برقة لتهمس بإرهاق مغمضة عينيها
_ أنت عارف اللى فيها يا شهاب .. لو خالتوا عرفت مش هتسكت خالص .. وهتصر أنها تكلم مؤيد وتقولوا .
صمت شهاب قليلا ليأخذ نفسا عميقا .. بينما أخفضت ميساء وجهها لتعمض عينيها منتظرة الكلمات المتوقعة .. لتأتيها على عجل كما توقعت
_ ميساء .. أنت عارفة أكتر منى أن الهروب مش هيجيب فايدة .. وإنك هتقوليله فى كل الاحوال فبلاش تأجلى المواجهة او تفكرى إنك مش هتقولى .. دى مش حياتك علشان تاخدى قرارها لواحدك .. دى حياة طفلة للأسف إرتبطت بعيلة مدمرة .
إلتمعت عينا ميساء بالدموع .. لتغمضها بأسى شاعرة بأن الكلمات تمزق نياط قلبها ...
لم يأتى على بالها يوما أنها ستحضر طفلا إلى عائلة مدمرة .. بل كانت دائما ما تنصح صديقاتها المقبلات على الزواج بتوخى الحذر فى الفترة الاولى ..
ولكنها بغبائها اللامتناهى سقطت فى تلك الکاړثة ..
أن يكون لابنتها ابا مثل مؤيد .. هذا كان أبعد تخيلاتها .. فماذا بها إن لاقت كل تلك الصدمات بآن واحد !!
_ ميساااء
أنتبهت لصوت شهاب .. فأجابته بسرعة
_ طب أنا هقفل دلوقتى وأكلمك بعدين علشان عندى مشوار ضرورى .
أغلقت الهاتف معه .. لتزفر بقوة مغمضة عينيها پألم .
لم تمض سوى لحظات على جلستها البائسة حتى فتحت عيناها بعزيمة لتنهض ملتقطة حقيبتها وتسرع بمغادرة المنزل .
....................................................................................................................
وتجبرنا الحياة على التمسك ببقايا قوة ضائعة لتتحملى نتيجة ظلم الناس لك .
أغلقت الأوراق أمامها بضجر لتمسد رأسها بإرهاق ..
منذ تحدث مع ذلك الرجل إياس وهى لا تستطيع النوم تؤرقها تلك الأوراق التى يستحوذها ضد والدها وللعجب ضدها ..
فكان الحل الأمثل هو محاولة البحث عن ثغرة تخرجها من تلك القضايا المريعة لذا إستعانت بفريق كامل من المحامين المختصين .. ولكن أحدا منهم
متابعة القراءة