رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
.. لتحاول تمالك نفسها قليلا فيبدوا أن القادم اسوأ وعليها أن تتهيأ له .
تحدث ثانية قائلا بهدوء غامض
_ ينفع أكمل معاكى الرحلة .. هكون ضيف خفيف ... مدام .
ابتسمت بثبات لترفع حاجبيها ببساطة مستنكرة
_ فى كلا الأختيارات أنت هتركب فمش محتاج رأيى .. بس أنا محتاجة أفهم عاوز منى إيه .
ضحك حسام الملثم بسخرية .. ليقول بهدوء مستمتعا
تقلب ملامح ميساء إلى آخرى متحجرة .. فابتسم حسام بنصر ويجلس بجوارها مغلقا الباب خلفه لينطلق السائق فى طريقه إلى وجهته .
نظرت ميساء إلى الطريق من نافذتها لتسأل بإستخفاف ساخرة
_ مستغربة يعنى مفيش جو الخطڤ المعتاد فى الأفلام .. تغمى عينى .. تخدر جسمى تخوفنى ببشاعة اللى جاى .
_ أنا شخصية متفردة .. وبحب الطرق الأكثر عملية تخديرك مش هيفيدنى بحاجة .. بالعكس وأنت صاحية هتفيدينى وتسلينى أكتر .
ألقت ميساء نظرة خاطفة على هيئته .. لم يكن به أى شيئ تستطيع خلاله تمييزه .. كان يرتدى بنطال أسود اللون .. فوق جاكيت أسود من الجلد .. مع عصبة سوداء تخفى نصف وجهه السفى وقبعته الغريبة السوداء أيضا أكمل تخفى النصف العلوى من وجهه ..
تسائلت ميساء ببرود حين عادت للنظر إلى النافذة
_ مش خاېف أعرف الطريق للمكان اللى هتودينى ليه
هز حسام كتفيه ليقول ببساطة
_ محدش عارف هنقدر نرجع من اليوم ده سالميين ولا لأ .. بصراحة مش هتفرق يا ميساء لأن الجاى هو اللى هيفرق .
_ فعلا مش هتفرق .
زفرت بإرهاق .. لتستريح فى الكرسى مرجعة رأسها إلى الخلف مغمضة عينيها .
عم صمت لم يدم إلا للحظات حين قاطعته ميساء قائلة بتعب
_ هقابل مؤيد
حينها لم يتمالك حسام نفسه وأنفجر فى الضحك .. حتى بدأ يسعل بشدة لينتهى بأخذ عدة أنفاس متقطعة .. ويقول مستهزئا
أنت فاكرة أنى واخدك لموعد غرامى مع مؤيد .. أنت مخطۏفة يا مدام !!!
بس مټخافيش هنجيبه .. لأنه لازم يدفع تمن أخطائه .
كانت عبارته الأخيرة تقدح قسۏة وشړا لم تستطع أن تغفل عنهما .. فشعرت بقلبها يقبض بيدا باردة ..
يبدوا أن القادم حقا لا يحمد عقباه ... ذلك الرجل ليس كما قدرت الأمور فى البداية .. ذلك الرجل يكن الكثير من الأحقاد لمؤيد .. وقد إختار الأنتقام ولا يبدوا عليه التراجع .
بالطبع مؤيد .. فذنوبه أكثر !
....................................................................................................................
_ حين تفارق شخصا عزيزا عليك .. تشعر بأن الحياة خلت من الوانها وتكون كذلك .. إلا أن الأمر لا يدوم ..
بعد شهر .. شهرين .. ثلاثة .. عام .. عامين تنسى !
لأنك بشړ !!
فقط تحتفظ بذكرى طيبة بداخل قلبك .. حين يمر خاطر ذلك الشخص ببالك تتذكره بابتسامة رقيقة .. لكن الأمر لا يدوم .
وستنسيك الحياة أكثر هذا الشخص حتى يصبح مجرد ورقة ضائعة فى ذكريات حياتك المبعثرة بفوضى ..
إنها الحياة .. وهذه روتنيتها المعتادة .. وليس الأمر عيبا على أحد لأنك ستصبح يوما كذلك بالنسبة لأحدهم وسينساك ..
الذكرى قد تدوم لعشرة أعوام .. لكنها تبقى ذكرى وسيأتى يوما وتفنى تلك الذكرى !
أنهت ميس كلامها ببساطة .. لتتوقف عن الدوران كالنحلة وتقف أمامة مبتسمة بفستانها السماوى الواصل إلى كبتها بطفوية .
زفر قصى بإرهاق .. ليترك القلم من بين يديه ليقول بتعب
_ المشكلة أنى الفترة دى أثرت على ناس كتير وأتخذت قرارات مؤلمة .. ورحمت ناس بتحبنى من مجرد سلام !!
نظرت له ميس قليلا بإمتعاض قبل أن تقول بألمانية رقيقة متفهمة
_ يحدث قصى .. لأن الأمر كان صعبا عليك للغاية أعذر نفسك قبل أن تطلب العذر من الناس ..
الفترة التى تمر بها فى حياتك هى فترة تقلبات مناخية .. إختفاء عامل رئيسى كانت تقوم عليه حياتك ليس بالأمر السهل ابدا ..
بالطبع ستتخذ قرارات خاطئة .. لكن الخطأ يكمن فى إتباعها فيما بعد .. حين تخرج من تقلبات لابد من أن تصلح كل اخطائك التى فعلتها فى هذا الفترة .
وعليك فى الفترة القادمة توخى الحذر فى إتخاذ القرارات .
حين جئتنى من شهرين تخبرنى بأنك لا تريد الشراكة لم أخرج أى إعتراض يذكر .. ورغم ذلك تبعتك وأصريت عليك كى توافق لأنى علمت بأنك مرهق نفسيا وعقليا .. فكان لابد ألا أضغط عليك أنا الآخرى ..
وحين بدأت تنظر إلى الأمر بشكل جاد وجدتك نفسك لن تخسر بشراكتى فأذعن لطبلى فربحت !
أما إذا اعتبرت ردك الأول إهانة .. فلم تكن لتقوم الشراكة .. وكان ذهب كل امرأ لحاله ولكن بما ان الفائدة ستعمل على الكل .. فلا مشكلة من تحمل بعض المرهقين .
ابتسم قصى بشرود .. حقا ما قالت ميس يشعر بأن كلامها يعبر عن ذاته .
لن ينكر بأن الحزن لايزال يعشعش بداخله على فراق غنى إلا أنه أصبح قليلا بالمقارنة بما كان فى بادئ الأمر .
بل وأيضا أصبحت الرؤية أمامه للحقائق أكثر وضوحا .. مع أتخاذ بعض القرارات الضرورية لإستمرار الحياة ..
نظر إلى ميس المبتسمة له .. لقد كان دخول ميس على حياته شيئا مميزا ولا ينكر ذلك .
فلسفتها العميقة .. نظرتها المختلفة للحياة إختياراتها الصائبة فى الأمور .. شيئا كان ضروريا ليكمل الصورة التى يحتاجها .
عقلها الكبير الذى إحتوى مشكلته أشعره بالراحة الشديدة ..
كما أنها بدأت تجذبه ببطئ ليعود لممارسة حياته .. كعمله وإهتماماته مثل لعب كرة السلة .. وغير من الأمور التى إنقطع عنها بعدما حصل .
من الجيد أن تجد أخيرا من يفهمك ..بل ويخرجك من الظلمة التى كنت تتخبط بها .
قراره القادم هو العودة لوصل الروابط مع أخته رغد .. فما عاد يقوى على فراق تلك الفتاة المشاغبة .
رفع رأسه مبتسما لميس .. ليسألها مستفسرا
_ ليه مش بترجعى لمصر .. حتى مش ليكى أى أهتمامات بالموضوع .. لدرجة إنك مش بتحبى تتكلمى بالعربى دايما بتتكلمى بالألمانى .
ابتسمت ميس حين استشعرت إهتمامه لتقترب وتجلس على الكرسى المقابل لمكتبه وتقول بهدوء
_ حديثى بالعربية سيجعل الحنين الخائڼ يعود لقلبى وعقلى بذكريات لا أحبها .
العودة للبلاد تعنى التودة للذكريات العودة لكل أكره العودة لأناس لم أكن بحياتهم إلا مجرد زائد بجوار الواحد !
العودة ستعود علي بالضرر .. ستعود علي بالحزن فلما إذا
نظر إليها قصى مستغربا .. لتسأله ميس حينها بذكاء
_ لاتزال تذهب إلى منزل زوجتك السابقة
كانت تقر أمرا واقعيا .. فإرتبكت ملامح قصى وأشارح بنظره عنها لتضحك ميس باستمتاع قائلة
_ أنت تعبث مع نفسك قصى .. تعد بألا تعود لذكريات الماضى ثم تعود جريا
متابعة القراءة