رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
لم تدم لدقائق لم تجلب لها سوى الألم .. بينما الألم الحقيقى يتمثل فى القادم ..
نهضت بإحباط مغادرة الغرفة .. إلا أنها وقفت پصدمة حين إندفع صوته كقذيفة
_ رغد .. إنتقامى لسه هيبدأ خليكى مستعدة .. عهد المغيرى غير .. وده وعد .
إلتفتت له پصدمة لتجده قد وقف بإعتدال مائلا قليلا إلى الأمام .. ينظر إليها بعينان ثابتتان .. وبهما سكنت نظرة إمتزج فيها الحقد بعضب أسود مندلع منذ سنوات فى ظلمة عينيه المخيفة .
وترسل لنا الحياة من يعاقبنا على ما لم نرتكبه
فنتسائل بذهول .. أهذا عدل
وتأت الإجابة فى هيئة صڤعة مؤلمة ..
وضحكة يتبعها .. إنه قمة العدل لأنك ببساطة مشترك فى ما أرتكب .
نظر بسأم إلى شقيقته التى تبكى وزوجها يحتضنها ليخفف عنها ..
لولا براء ما فعل ما فعله .. هو يبحث عن شقيقته التى لطالما مقت سيرتنا التى لم تنفك عن لسان والدته !
براءه ... شبحه الذى خرج له من الظلمة فجأة ليتجسد أمامها طالبا .. آمرا .. متسلطا ولكن لا ينكر أنه مرتحا للفكر .
أنتهز اللحظة التى بدأت فيها نهاد تهدأ ليسألهم باستفسار
_ سمعت أنكم لسه مكتوب كتابكم .. ولسه الفرح .. فإيه الاخبار
_ أنا ونهاد كتبنا كتابنا فى ظروف مش مناسبة .. يعنى والدها قبل ما ېموت أنا أتقدمتله وهو وافق .. بس حصلت ظروف وهو تعب وأجلنا الموضوع ..
لكن والدها أتوفى وهى كانت لوحدها فى ألمانيا وأنا مكنش المفروض أنزل مصر فى الفترة دى .. فقررنا نكتب الكتاب وتقعد معايا لحد ما ننزل فى الوقت المناسب ..
ابتسمت نهاد بسعادة .. ليس لكل ما قال ولكن لأنه أرادها مرفوعة الرأس أمام أخاها .. فغير الكثير من الحقائق وأولها بأنه تقدم لخطبتها وليس ما فعل والدها بأن طلب منه أن يتزوجها .
نظر راشد لوجه إخته فوجده متوردا سعيدا .. فابتسم لابتسامتها .. إلا أنه أنتبه فجأة لقول سيف المتأسف
إذا فهناك تعاقيد بالأمر .. فكر راشد قليلا قبل أن يقول بحسم
_ عاوز تفاصيل .. يعنى عرفت نهاد أزاى فى ألمانيا .. إيه المشكلة اللى تخلى أهلها رافضين أرتباطكم
نظر سيف إلى نهاد قليلا قبل أن يحسم أمره ويقول بهدوء
_ أتعرفت على نهاد فى الشغل .. كانت بتشتغل معانا متدربة وكنت المسئول عن تدريبها .. وحصل أنى أعجبتك بشخصيتها وطلبتها من مديرى .. وهو وافق وكان عاوز يكتب الكتاب بس ظروف مرضه منعته ..
مشكلة عيلة نهاد إنهم كانوا عاوزينها لابن عمها .. علشان الورث ميخرجش بره إطار العيلة .
صمت سيف منهيا ما لديه من حديث لينظر راشد إليها قليلا بصمت .. بينما عقله يحلل القصة التى سمعها لتوه .. ليتخذ بالنهاية قراره ويقول مبتسما
_ أنا هقف مع نهاد علشان ترجع ورثها .. أنا واثق أنها أختارت صح وإنك الشخص المناسب .
لم يكن قراره بناءا على كلامها .. بلى كان قليلا ولكنه لديه خلفية عن حياة شقيقته .. فلم يكن من الجيد أن يخرج فجأة من الظلام ليتفاجأ بحياتها ... ومما عرف عن عائلة والدها ومما حكت له والدته عنه ... يستطيع القول بثبات أن أخته على حق وأنها بحاجة إلى مساعدته .
إتبع قوله بأن أكمل
_ مش هقول أنهم أول ما يعرفوا حقيقتى هيوافقوا على زواجك او يدوكى حقك .. لكن أنا عامل قوى فى أنهم يرضوا ولو شكليا قدام الناس .
اومأت برأسها بثبات .. تعلم أنه على حق... ولكنها ستنتظر النتيجة وعلها تكون مرضية .
أنتبهت فجأة حين نهضت ليقول معتذرا
_ آسف أنى جيت فجأة من غير مواعيد .. بس عارف أن حاجة زى كده كان لازملها مقابلة ..
أنا عيشت فى مصر مدة طويلة ... وهفضل فيها الفترة دى معاكى .. وبعدها هسافر فرنسا .
وإن شاء الله المرة الجاية هعرفك على خطيبتى براء .. هى كمان مصرية وبتمنى ليكم حياة هادية ..
ودع سيف ونهاد وغادر منزلهم .. ليتوجه إلى سيارته حيث إلتقط هاتفه ليحادثها قائلا بحب حين فتح الخط
_ شكرا .
قابله صمت كئيب من الطرف الآخر قبل أن يسمع صوتها
_ العفو .
أغلق الهاتف متنهدا يشعر براحة غير معتادة .. يبدوا أن براء قد صدقت حين قالت بأنه سيتغير بعد لقائه بشقيقته .
....................................................................................................................
_ عاوزة أشوفها .
كانت تلك العبارة الوحيدة التى قالتها زهور حين بدأت تستعيد وعيها بعد بكائها الحزين لفترة .. فاومأ لها برأسه فى صمت ..
ليغيب بضع دقائق ويعود طالبا منها أن ترتدى ثيابها .. وقد فعلت على عجل .. شاعرة بأنها على موعد .
بلى إنها كذلك .. فهى على موعد مع الحقيقة على موعد مع إنكشاف حقيقة القتل التى طال اختفائها .. على الموعد مع رؤية عمتها التى لم تكن تعلم بوجودها ..
بعد ساعة .. إنتقلت خلالها من قرية لآخرى كانت تقف أمام ذلك المشفى الذى أخبرها عنه أدهم .
لم تشعر بقسۏة كلمة مصحة نفسية إلا حين وقفت أمامها .. تنظر إلى سورها العالى كقلعة تخاف أن يهرب سجنائها .. بوابتها من الحديد الصلب .. وكأنهم مقدمون على دخول سجن عتيق .
كانت قديمة مهترئة تجذم بأنها غير صالحة للإستخدام البشرى .. إلا أنها كانت تستعمل .
أخذت نفسا عميقا قلب أن تخطوا أول خطواتها خلف أدهم داخل ذلك المكان الغريب لتتشبث به لا إراديا خوفا من القادم .. فقلبها المنقبض يدل على شدة إرتعابها .
وهو أبدا لم يقصر .. بل إحتضن يدها برفق ابتسم لها مشجعا .. قال لها بأن حياتهم ستبدأ قريبا .. حين ينتهى الماضى .
وقد صدقت وحلمت بافتتان بأنه سيحدث !!
دخلا إلى مبنى المشفى بعد السير فى حديقتها إلى أن وصلا لمكتب الاستقبال .. فواجهتم ممرضة واجمة الوجه سألها أدهم عن عمة زهور فنظرت لهم مستغربة قائلة بتعجب
_ طول السنين اللى إشتغلتها فى المستشفى دى مكنتش أسمع أن حد جه زار زهيرة .. ودلوقتى وفى الوقت ده جايين تزروها ناس غريبة !
نظرت زهور إلى أدهم بإستغراب .. ليلتفت إلى تلك المرأة ليسألها باستفسار
_ يعنى إيه .. حضرتك تقصدى إيه
نظرت الممرضة بين وجهيهما لتقول بسأم
_ تقربولها إيه الأول
تحدثت
متابعة القراءة