رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
أن يقول بشرود
_ مراتى السابقة .
عقدت أهلة حاجبيها بعدم تصديق لتكمل متسائلة بشك
_ متأكد
أجابها أوس بثبات
_ أيوه .
صمتت أهلة لثوانى تتستشف خلالها مشاعره من النظر إلى عينيه .. إلا إنها لم تقدر على فهم الكثير من المشاعر فعاودت السؤال
_ ايه سبب مۏتها
إهتزت حدقتا أوس بإرتباك وكاد يتحدث إلا أنها سارعت بمقاطعته قالها بصرامة
ابتلع أوس ريقه الجاف .. ليأخذ نفسا عميقا ويقول
_ أظن ان من حقى أعرف ايه اللى أنا فيه .. قبل ما تطلبى قصة أسما .. قوليلى أنت تعرفيها منين إيه علاقتك بيها .. وإيه علاقتى بيكى قبلها .
أخفضت أهلة ناظريها قليلا بتفكير لتعاود رفعها قائلة بثبات
_ أسما تبقى ... تبقى
_ وصلنا .
قالها الملثم ببرود قبل أن يخرج من السيارة ويلتف حولها ليتجه ناحية الباب المجاور لها ويفتحه .
خرجت ميساء ناظرة إليه بسخرية .. لترى ابتسامته اللامعة تبرق فى عينيه بنصر .. فأشاحت عنه شاعرة بالڠضب .
حين دلفت إلى ذلك المكان تبين لها أنه مجرد مخزن !
مخزن كبير يحوى الكثير من البضائعة المعلبة فى علب كارتونية ضخمة .
إلتفتت لتنظر إليه مستنكرة .
_ مش خاېف على البضاعة دى !
ضحك حسام بإستهزاء ليجيبها بلامبالاة
تلبست الصدمة ملامح ميساء فبدت جليه فى تقطع حروف كلماتها
_ الب .. البضاعة تخص مؤيد !!
اومأ برأسه ببطئ مستلزا بنظر الخۏف التى سكنت عينا ميساء .. ولكنها سرعان ما تلاشت حين صاحت ميساء بحدة
_ أنت أكيد مچنون .. ليه كل ده .. ليه ټنتقم من مؤيد بالبشاعة دى
اخفضت حسام رأسه قليلا بتفكير لحظات صمت تلتها ضحكاته التى تعالت پجنون ليتبعها قوله الهازئ
_ مش كلنا بنعاقب زيك يا ميسا .. مش كلنا طيبين وبنصفح عن الناس ..
فيه حجات منرش نسامح فيها .. وأولهم القتل !
كان رد ميساء حين سمعت كلمة قتل صيحة حادة مستنكرة ببسالة
سار حسام بهدوء فى المكان متفقدا العلب الكارتونية الضخمة .. ليستقر فى النهاية على إحداهم ويجلس عليه واضعا قدما فوق الآخرى بتعالى .
_ فعلا .. مؤيد مقتلهاش بس كان الدافع لقټلها .. مؤيد لعب فى الوقت الضايع وللأسف أنه كسب ورجع خسر .
كفاية عليكى لحد دلوقتى .. هنحتاجك قريب .
ما إن أنهى كلماته حتى شعرت بأحدهم يضع شيئا مخدرا على أنفى من الخلف .
تململت قليلا محاولة الابتعاد عن ذلك الشخص المجهول إلا أنها لم تقدر فاستسلمت للظلام الذى استحكمها .
....................................................................................................................
ابتسم بسعادة حين رآى رقم اخته ينير هاتفه.
خلال تلك المدة لم يتصل بها .. بل كان يعرف معلوماتها من زوجها والذى رغم بغضه له إلا أنه تنازل وحاډثه من أجلها .
بطبيعة الحال مع زهور فهى لا تحب التواصل مع أحد حين تكون حزينة أو منشغلة فلم يفعل ويتصل لأنه يعلم بأنها لن تجيب ..
ولكن معنى اتصالها به الأن .. أنها قد صفحت عنه وتناست ما فعل .
فتح الخط بلهفة وقبل أن يسألها عن حالها او يتحدث بأى شيئ كان صوت زهور القاسى يضرب أذنه بكلمات ثقيلة بالمعنى
_ عمتى ماټت .
ماذاااااا عمة .. عمة من تلك
هل تعنى حقا زهور كل حرف تنطق به ! .. أم أنها اخطأت الإتصال
تسائل محاولا فهم ما ألقته بوجهه
_ عمة مين
زفرة طويلة هى ما وصلته .. تلتها بقولها الهادئ
_ عمتنا يا سيف .. أخت بابا الله يرحمه .
أنتبه فجأة سيف فى مجلسه ليصيح بإنفعال
_ أنت متأكدة يازهور من اللى بتقوليه .. بابا كان ليه عمة .. وأنت لقيتيها .. وهى أتوفت
عاد الصوت البارد اللامبالى يضرب سمعه
_ مش دلوقتى ياسيف .. انا محتجاك تقف جنبى علشان نقدر نثبت قرابتنا ليها وڼدفنها فى مقاپر العيلة .
نهض سيف من مكانه ليقول بإرتباك وهو يجمع حاجياته
_ فين .. أقصة انت فين دلوقتى
نظرت بشرود من الزجاج لتجيبه بارهاق
_ فى قرية اسم المستشفى
_ وهو فين
أغمضت حينها زهور عينيها لتنساب دمعة وحيدة من مخبأها ولكنها مسحتها بسرعة لتجيب بثبات
_ أنا لوحدى وعاوزاك جنبى .
صمت سيف حينها للحظات قبل أن يقول بهدوء
_ خلاص هجيلك حالا .. مټخافيش أنت مش لوحدك أنا معاكى .
اومأت زهور برأسها لتغلق الهاتف بصمت شاعرة بالخذلان يتملك جسدها حتى عظامها فتهاوت پألم على الكرسى .
.الفصل 35
مضت الساعات بسرعة عجيبة .. ساعة ترجل تلازمها شقيقتها .. إلى ان تفاجأت بنفسها توضع أمام الواقع المرير .
لقد وصل أخاها منذ بضعة ساعات تولى أمر المشفى وساعده الدكتور عمرو لإثبات قرابتهم بعمتها ..
وخلال القليل من الوقت .. كانت الاجرائات الروتينية للډفن قد تمت .
شعرت بأحدهم يجلس بجوارها مزفرا بإرهاق فنقلت نظرها إليه ليتجد أخاها .
ابتسم بحزن وهى تنظر لوجهه الحزين المرهق.
_ آسفة ياسيف .
إلتفت إليها سيف عاقدا حاجبيه باستغراب ليسألها متعجبا
_ آسفة على إيه
دمعت عينا زهور پألم وهى تشيح عنه قائلة بصوتا متهدج
_ آسفة أنى مسمعتش كلامك وروحت معاه .. كنت غلطانة افتكرت أنى ممكن أغيره .. بس للاسف هو غيرنى .
نظرت سيف إلى وجه زهور الباكى بأسف يشعر بأنه مقيد بأغلال حكمته منذ فترة ... منذ عاد ليفاجأ بأخته متزوجة ومطلقة !!
تلك الأغلال اللعېنة لا تكاد تترك له المجال كى يتحرك .. أو يجيد أتخاذ خطوته .
حاوطها بذراعه مقربا إياها منه لتستند برأسها المتعب من كثرة التفكير على كتفه ..
فقال سيف متنهدا بتعب
_ مش مصدق لحد دلوقتى اللى أنا فيه .. عارف أنه مش وقت اللى هقوله بس أزاى متقوليش أن عمتى عايشة .. او كانت عايشة.
أغمض زهور عيناها بتعب لتجيبه بخفوت
_ وانا مكنتش مصدقة يا سيف .. لكن كل حاجة جت بسرعة .
كان عندى عيلة بيجمعها الحب والمودة وفجأة أختفى العمود الرئيسى فى العيلة وإنهارت وكل واحد راح فى طريق .
متخيل أن الوحيدة اللى تعرف قصة القتل ماټت متخيل أن بابا هيفضل فى نظر أهل بلده قاټل وهارب .. أنا مش قادرة أصدق اللى بيحصل معانا ..
أنهت زهور كلماتها بصوتا باكى متقطع فربت سيف على ظهرها برفق .. لا يعلم ماذا يقول او يفعل فى مثل تلك اللحظة .. فهو لايزال على أثر الصدمة ..
صدمة التهمة الملقاة على والده .. صدمة وجود عمته ثم اختفائها للابد .. صدمة بقاء شقيقته وحيدة حائرة وضعيفة .
لن ينكر القول .. إنه الأن فى أضعف وأشد حالاته تشتتا .
ولكن ما
متابعة القراءة