رواية كاملة رائعة الفصول من الثاني والثلاثون الي الخامس والثلاثون بقلم ملكة الروايات
المحتويات
إلى الذكريات لتعود إلى نفس الحزن القديم .. من الجيد أنك ترغب فى العلاج النفسى .
أنهت كلماتها بضحكة آخرى أنثوية رقيقة .. فأشاح قصى بحرج ليدمدم
_ الموضوع مش سهل ياميس .. ذكراها مش فى البيت بس .. ذكراها فى كل مكان .. وأكتر مكان مقدرش أغفل عنه وهو قلبى .
أنا مش عاوز أنساها يا ميس ولا بهرب من ذكرياتها .. بل بالعكس أنا دايما بدعيلها بالرحمة فى صلاتى وفى كل وقت ببقى فاضى بفتكرها دايما فى ورد القرآن .. بحاول بقدر الإمكان أنى أبقى أحسن فى حياتى .. علشان ألحق بيها فى الجنة .
مش هقول عاوز ألحق بيها دلوقتى لأ أنا عاوز أتابع حياتى عادى جدا .. أتجوز وأخلف وأكمل لأن دى طبيعة الدنيا لكن مش عاوز أنسى حلم أنى أقابلها .. مش عاوز أنسى كده أبدا .. حبى ليها مش هخليه قيد لحياتى .. لكن قيد لذنوبى .
_ كلامك ده .. فرق معايا كتير ياقصى بتمنى تحقق رغبتك .. لأنها أفضل حل لمشكلتك .. وبتمنى تلاقى الانسانة اللى ترضى بتفكيرك .
اومأ قصى بشرود .. ليصمت مخفضا رأسه قليلا قبل أن يرفعها ليقول بحزم
_ إيه رأيك فيكى
_ أكيد موافقة .
ابتسم قصى بسعادة لتشيح ميس بخجل ..
ويفتح لك باب ظننت أنه لن يفتح أبدا ..
ليس إهانة لما سبق مما ضاع من أعمارنا ..
إلا أنه إستمرار للحياة .. وهذا ابدا ليس ذنب ..
رصد تاريخ بقلمى قصى
ضغط قصى زر الحفظ بعدما كتب ما أراد .. لتحفظ كلماته بصندوق المذكرات المغلق ..
_ الباشمهندس إياس طالب حضرتك فى مكتبه .
زفرت رغد بغل .. لتجز على أسنانها بقوة وهى تجيب
_ رايحة .
غادرت سكرتيرتها .. لتكتم أنفاسها لدقائق حتى ما عادت قادرة على التنفس ففتحت فمها لتأخذ شهقة كبيرة من الاكسجين .
لقد كانت فى مكتبره منذ دقائق !! .. اللعېن عليه مئة لعڼة .. ذلك المتغطرس الذى لا يكف عن تكويلها لجارية طوع أمره .
نهضت پعنف فسقط الكرسى من خلفها ولكنها لم تبالى بل سارعت لمغادرة الغرفة لتتجه إلى مكتب السيد المبجل إياس .
دقت باب مكتبه بسرعة لتدخل كعادتها عليه بفتحة قوة من باب المكتب .. لتغلقه خلفها بنفس القوة .
_ وإيه بقا سبب إستدعائى المرة دى .
ابتسم إياس بتشفى .. ليتكئ فى جلسته واضعا قدما فوق الآخرى بأريحية قائلا بسماجة
_ أنتوا عيلة غريبة .
عقدت رغد حاجبيها بإستغرابليكمل بنفس اللهجة البطيئة الممطوطة
_ أنت بتستحملينى علشان والدك .. وفى نفس الوقت قصى أخوكى بيدور وراه علشان يلاقى مصايبه ويقدمها للنيابة ..
فعلا عيلة غريبة !!
نظرت رغد إليه بذهول .. لا تكاد تصدق ما يقوله إياس أخاها يريد لوالدها السجن
ولكن لماذا !
أنتبهت حين اكمل إياس بنفس لهجته
_ بفكر أعمله خدمة بدل ما هو بيدور وباعت ناس تدور .. أديله أنا اللى عاوزه على طبق مزخرف وهو اللى يسلم الورق .. وأكون أنا خارج إطار لعبة العيلة الغريبة .
هزت رغد رأسها بعدم تصديق ماذا يقول ذلك الرجل .. هى حقا لم تعد تفهم شيئ ..
أخاها الذى سافر منذ مدة يبحث وراء والدها لكى يسجنه ..
ماذا فعل والدها ل قصى كى يرد عليه بذلك الفعل
الأمر كبير لا محالة !!
إستفاقت من شرودها حين سألها إياس بابتسامة سمجة
_ إيه رأيك
زفرت رغد بحنق .. لابأس بمزيد من الإبتزازات بالطبع لن تخسر شيئ .
_ عاوز إيه
ضحك إياس بمرح أسود ليجيب بإستمتاع
_ يعجبى إنك بدأتى تفهمينى ..
تعرفى يا رغد .. كان نفسى أعمل معاكى نفس اللى عمله حسان .. كان نفس اتقدملك وأوهمك بالحب وبعدها أطلقت فى وقت فرحتك علشان أشوفك مکسورة .. لكن للأسف حسان سبقى وسلب منى المتعة دى .. حرامى حتى فى الأفكار .
فدلوقتى أى حاجة هعملها فيكى مش هتفيدنى بحاجة لإن المرآية المتكسرة خلاص ملهاش غير ..... وأنت عارفة مش محتاج أكمل .
إعتدل فى كرسيه فجأة ليستند بزراعيه على المكتب ويقول بحزم
_ عاوز نصف الشركة التانى .
لم تأبه رغد بكل ما قال بعد عبارته الأخيرة .. المرآة المهشمة ليس لها نفس بعد ذلك
لم تستطع التحمل .. لم تستطع !!
فهربت جريا من أمامه .. لتتجه إلى مكتبهاو تجمع حاجياتها بسرعة .. لتغادر الشركة .
تمالكت نفسها خلال تلك المدة الفاصلة بين هروبها من أمامه ووصولها منزلها .
أول ما فعلت حين دخلت منزلها هو رمى حقيبتها ورمى جسدها على الأرض لتطلق لحنجرتها وعينها العنان .
فصړخت .. صړخت حتى تحشرج صوتها بكت ..بكت حتى تورمت عيناها .
تهشمت المرآة أكثر .. أصبحت فتاتا لا مجال فى محاولة إعادته حتى .
لقد ضاعت نفسها وللأبد !!
....................................................................................................................
لماذا نختار الصمت بينما نملك القدرة على المواجهة !
لماذا نحزن ونحمل قلبنا المزيد من الهموم .. بينما نستطيع تخفيفها .
نملك الخيار وهذا هو الأساس !
_ جمعى حاجتك هنرجع النهاردة .
كانت تلك عبارته الوحيدة الهادئة قبل أن ينصرف ليختفى خلف باب غرفته .
من بعد ما قال و بعد ما قالت .. لا مجال للحديث ثانية الأفضل أن تنفذ ما طلبه منها .. فبقائهما سويا لن ينتج سوى القټلى .
عادت إلى غرفتها لتجمع حاجياتها كما طلب .. ولكن إستوقفتها تلك الصورة التى تلازما لسنوات .
إلتقطت الصورة من وسط كومة الملابس لتنظر إليها بشرود .
كانت صورة لفتاتين فى مرحة المراهقة ترتديان نفس الزى المدرسي .. إحداهم تنظر لكاميرا التصوير بابتسامة عريضة .. والآخرى تنظر إلى الإتجاه الآخر بابتسامة صفراء باردة .
أعادت الصورة إلى حقيبة السفر .. لتكمل تجميع حاجياتها .
بعدما أنتهت وضعت حقيبتها جانيا وتوجهت إلى غرفة أوس ..
دقت بابها بهدوء ليفتح عاقدا حاجبيه بتعجب فسارعت القول بثبات
_ عاوزة أتكلم معاك .
رفع حاجبه باستغراب .. إلا أنه ابتلع دهشته ورد بهدوء مماثل
_ استنينى تحت .
فعلت ما طلب وسبقته لغرفة الجلوس لتقف تراقب البحر الهائج من النافذة ..
الجو غائم يبدوا أنها ستمطر !
_ أتفضلى .
إلتفتت ببطئ لتجده يقف فى نهاية الغرفة عاقدا ذراعيه مستندا على الحائط خلفه بجذعه .
بادرت بالسؤال دون مقدمات
_ أسما تبقى إيه بالنسبالك .
بدت الصدمة ظاهرة على ملامحه .. للحظات عم صمت مشحون عبث خلالها الإرتباك بملامح وجهه الشاحب ..
أسما .. اسما أعاد له ذكريات بعيدة .. ذكريات قد ظن بأنه نسيها بينما قد تركت أثرها بداخله واضحا !!
أسما .. أهلة هل وقع بشرك أعماله
نظر لوجه أهلة ثانية قبل
متابعة القراءة