رواية شيرين الأول الجزء الاول

موقع أيام نيوز

لتومأ له هي ونظر لها ثانية من أعلى رأسها لأخمص قدماها ليراها حافية القدمين ليعيد يده بجيبيه في زهو وغرور ليتطلع لمظهرها مجددا ليبتسم نصف ابتسامة كأنه ينتقم منها بما يفعله بها ليعوض جزءا صغيرا من آلامه التي تسببها هي له ثم تركها عائدا للسيارة لتتبعه في صمت. 
دلفت بجانبه وهي تفكر بكل ما حدث لماذا قبلها ولماذا سمحت هي له كان عليها أن تنهاه وتبعده عنها بأي طريقة حتى لو وصل الأمر لصفعه!! لماذا تساهلت معه هكذا لماذا تركت اشتياقها له يتحكم بها بل وجعلها تتقبل ما فعله زفرت في حنق شديد ثم شعرت فجأة بالدفئ يحاوطها من كل مكانلتهز رأسها في سخرية على نفسها وعلى غباءها الشديد
غبية!! ليه مشغلتش التكييف!! لأ وروحتله زي الهبلة واخدت الجاكيت بتاعه!! متخلفة فعلا! لأ ومرمية كل ده وعمالة أفكر في لوح التلج ده! صړخ عقلها وشعرت بالڠضب لتجده يتوقف بالسيارة أمام منزله لتلوم نفسها مجددا فهي حتى لم تلاحظ الطريق.
يا سلام!! هتعيشني معاك بالعافية ولا ايه هتفضل كده تتحكم في كل اللي يخصني لغاية امتى وبعدين موصلتنيش بيتي زي ما جبتني منه ليه صاحت به غاضبة ليغادر السيارة ويتوجه نحو باب مقعدها ليحملها لداخل منزله ووجهه خال من أي تعابيرإلهي ايدك تتشل!! بتشلني ليه دلوقتي اتفضل نزلني! صاحت به ولكنه لم يكترث فقط ينظر امامه نظرة مبهمة لتنظر له هي بغيظ وعسليتاها الناريتان انهال منهما الڠضب بإستفزازه الشديد لها مسمعتنيش بقولك ايه سألته پغضب ليكمل طريقه متوجها للأعلى.. ما تبطل يا غبي أن.. صړخت ليقاطعها
حتى وأنتي في بيتك ابقي البسي حاجة في رجلك ولسانك ده لو ملمتيهوش هاقطعهولك قالها ببرود وهو مازال يحملها ثم أجلسها على الأريكة بالغرفة ليتوجه خارجا. 
لا لا لا.. أنا مش هاسمحلك بكل الهبل اللي أنت بتعمله ده.. أنا زهقت منك ومن برودك ومن تصرفاتك العجيبة دي وهنكد عليك عيشتك وهخليها أسود ليلة عيشتها في حياتك! تمتمت غاضبة لتلاحقه لغرفته فتحت الباب پغضب لتراه عار الصدر جالس بهدوء ليشرب من كأسه لتبلع ريقها وتتعالى أنفاسها ولكن لم تترك هذا ليؤثر عليها
بص يا قليل الذوق أنت.. أتلم كده وبطل الهبل اللي بتعمله ده.. لغاية امتى هتفضل تعمل حركاتك دي صړخت به غاضبه ولكنه لم يجيبها ولم ينظر إليها حتى.
ده أنت كمان بتتنك!! هترد ولا أقسم بالله هموتك بإيدي الاتنين دول! صړخت به مجددا ليبتسم هو بإستهزاء وغرور ناظرا لها سريعا ثم نظر بعيدا ليشرب من كأسه مرة أخرى بدون أن يقول شيئا. 
تمام أوي.. خليك كده متردش ويكون في علمك أنا ماشية وراجعة بيتي وطظ في كل كلامك وحركاتك والتخلف بتاعك ده.. وأنا مش هاشتغل مع مچنون زيك اتجهت لتغادر غرفته ثم ألتفتت لتخلع سترته فاتحة سحاب السترة ومش عايزة منك حاجة صاحت والڠضب والحقد يملئا نبرتها لتلقي السترة بوجهه وفي لمح البصر قام هو ليواجهها ومنعها عن تخطي الباب
عايزة ايه همس لتخترق رماديتاه عسليتاها بمكر وغرور
عايزة أمشي ومش عايزة أشوف وشك تاني اجابته بحنق ممتزجا بالتوتر من تلك الرماديتان
مش هايحصل قال ببرود
لا هايحصل عقدت ذراعاها لتنظر له پغضب
أنا قولت اللي عندي ومفيش مناقشة في الموضوع ده
لا يا آدم!! أنا مش بناقشك أنا ببلغك.. فيه فرق كبير اوي بين الاتنين صاحت بضحكة تهكمية خاڤتة بين حديثها له
متستفزنيش! همس ليقترب منها خطوتين لترجع هي للوراء
أنت مچنون! إنسان مش طبيعي ايه اللي يخ.. صاحت به
مچنون مچنون.. مش مهم! قاطعها ثم توجه ناحيتها مجددا لتخطو هي للخلف وهي لازالت تنظر له نظراتها الڼارية الغاضبة
ده أنا مشوفتش كده أبدا!! وكمان بتتنك!! أنت أكيد مش طبيعي.. يا أخي غور في داهية بقا وحل عني
بجد سألها ليدنو منها مرة أخرى لتلتصق هي بالجدار لا تدري أين تذهب بعد ذلك.. وضع يداه بجانبها ليحاوطها يمينا ويسارا
ابعد عني لحسن والله هاخ... 
أنتي مش قولتيلي أغور في داهية قاطعها لتسأله هي بسرعة رافعة احدى حاجباها في ثورة وانزعاج مما يخبرها به لتشعر بغليان الډماء داخل جسدها من كثرة استفزازه لها بأفعاله التي لا تنتهي
وأنت شايفني داهية! لم يجيبها لن يستطيع أن يخبرها أنها أصبحت جحيمه التي ټحرق قلبه كلما أقترب منها تآخذه بتلك النظرات لتجعله يذهب لمكان لم يعرف به منذ أن ولد يشعر دائما أنه مشتت أمامها ولم يستطع أن يحدد ماذا تفعل تلك الصغيرة به 
ظلت تنظر لعينيه اللتين تغيرتا وحلكتا بعد أن غابت تلك الرمادية الصافية بهما لتجده قد اقترب منها لدرجة أنها شعرت بأنفاسه تلفح وجهها لتتأمل ملامحه الجامدة الباردة دائما هو أنت شكلك بيتغير كده ليه كل ما بتقرب مني سألته بتلقائية وجرأة شديدة وكأنها تنطق كل ما تفكر به بمنتهى العفوية ولكنه لم يجيبها بقا كده!! طب ابعد عني بقا لما أنت مش عارف ترد! صړخت بعد
تم نسخ الرابط