رواية شيرين الأول الجزء الاول
المحتويات
البكاء أخافتها.
كريم خاني يا حبيبة.. خانني أجهشت بالبكاء في حضڼ صديقتها وهي لا تعلم ماذا تفعل.
أقف كده وبصلي وقولي إنها كدابة!! بصلي وفوق من اللي أنت فيه ده وقولي بصراحة ايه اللي حصل! قولي إن اللي سمعته ده محصلش! صاح في صديقه وابن عمه مصډوما مشدوها محاولا تكذيب ما سمعه من الأنباء منذ قليل
آف عليك يا مراد! أنت تعرفني أكتر من نفسي يا أخي بقا بعد كل السنين دي هتصدق واحدة ۏسخة زيها! رد صوت رخيم أجش مجيبا اياه ببرودا كالثلج كأن ما سمعه ليس له تأثير عليه.
أنت أغتصبتها بجد يا آدم صاح سائلا بلهفة واقفا أمامه وحدق في عيناه الرمادية الباردة وتريث مراد لبرهة حتى يعطيه الفرصة ليجيب
يا أخي حرام عليك أنت ازاي بارد كده زي جبل التلج!! مأثرش فيك اللي سمعته ده كله مش شايف إن مستقبلك ممكن يتدمر بأخبار زي دي يا أخي أنا زهقت من برودك وأسلوبك ده صاح به مراد غاضبا
تبسم آدم ابتسامة لا يعرفها إلا مراد مليئة بعدم الاكتراث والشړ التف بعيدا وأعطاه ظهره ثم غادره ليتبعه مراد مهرولا خلفه إلي الخارج لينظر ماذا سيفعل فهو كالعادة غير متوقع ولا يعرف بماذا قد يفكر وماذا ستكون رد فعله.
تبعه للحديقة الفارهة محاولا اللحاق بخطوات هذا البارد المجرد من المشاعر تماما ليكمل آدم طريقه في حديقة منزله المنمقة بعناية عشب مجذوذ يخطو عليه شجر مشذب فارع يحاوط الحديقة كأنه سور اضافي يمنع انظار الجميع ولا يسمح باختلاس النظر إلي قصره البهو أكمل إلي ممر يسع لشخصين بالمرور ثم بعدها خلع رداء استحمام اسود كالفحم وقفز في المياه.
عايزني يعني أعمل ايه جاوبه مخللا يديه في شعره الأسود غير مكترثا لكلام مراد وحدق به ببرود من المسبح
ياخي حس على دمك قولي مثلا ايه اللي حصل ولا أنت عملت ايه معاها عشان تقول الكلام ده عليك للصحافة.. حسسني إنك مهتم بأي حاجة أخبره مراد بنفاذ صبر
تبسم آدم ثانية بإستفزاز وعاد ليسبح مجددا لدقيقتان بطول المسبح كله ثم اتكأ بذراعيه الرجوليتين المنحوتتين كإله روماني على أحد حواف المسبح ثم قفز بالمياة ليقف خارج المسبح مخللا خصلات شعره المبلله الذي يصل إلي أعلى رقبته العريضة وملامحه يعتريها البرود توجه ليرتدي رداءه مرة أخرى وجلس ممدا جسده الطويل بجانب مراد الجالس مدهوشا من تصرفاته وأغمض عيناه ثم تحدث
ببساطة كده هو ده السبب اللي خلاها تقول للدنيا كلها إنك أغتصبتها!
يمكن..
يا ابني ارحمني أبوس ايدك بص يا آدم أنا مش فايق ولا مزاجي يسمح لبرودك ده يا تتكلم معايا كده وأنت فايقلي وتقولي كلام منطقي أقدر أفهم منه حاجة وتشوف حل للمصېبة دي معايا وإلا وحياة بنتي هاسيبك وامشي ومش راجع تاني
طيب زفر آدم قليلا واعتدل في جلسته ناظرا لمراد أنت عارف يا مراد إنك صاحبي الوحيد واللي باقيلي من عيلتي وبعتبرك زي أخويا الكبير.. وأنت عارف كويس إني مبغصبش ست على حاجة وبعدين لو فرضنا إني عايز أغتصب واحدة ده أنا الستات كلها تقفلي صف عشان أختار منهم بمزاجي حدثه بزهو وغرور
أنت عارف كويس إن أنا مش عايزها والجواز ده كان بترتيب بين أبويا وأبوها وساعتها
مكنش في ايدي أختار عشان كانت وصية أبويا الوحيدة! سكت قليلا ثم أكمل محدقا في عينيه مراد!! صدقني أنا حاولت ومش قادر استحمل معاها أكتر من كده ولدرجة حتى إنها عرضت نفسها عليا أمتر من مرة وأنا مكنتش بحس بحاجة ناحيتها كان الحل الوحيد قدامي في الآخر إني قولتلها ننفصل وأننا مش هنقدر نكمل مع بعض
متقلقش هنتصرف تنهد آدم متحدثا ليرى مراد أمامه يمسح على وجهه بيداه الاثنان وليس لديه علم بما يقول ثم ربت آدم على قدمه أكيد هنلاقي حل للأخبار دي وأنت يالا قوم بدل ما ليلي تزعقلك عشان أتأخرت
مظنش أنها هتسمحلي أدخل البيت أساسا قال ساخرا مفكرا بما قد تفعله زوجته
يالا تصبح على خير تبسم آدم باقتضاب ثم تركه مغادرا لمنزله بالداخل.
يا حتة كلب يا حيوان!! صاحت حبيبة پغضب بس أنا كمان زعلانة منك.. ليه مجتيليش مش أنا المفروض صاحبتك كنتي بتفكري في ايه بغبائك ده هتفضلي مثلا قاعدة هنا طول عمرك وهتلاقي كل حاجة بتتحل لوحدها!
معرفش يا حبيبة!! بس ساعتها مكنتش قادرة أواجه حد خالص سكتت قليلا ثم صاحت سائلة في دهشة أنتي أزاي عرفتي إني هنا
الزفت ده كلمني من يومين ولقيته بيسأني عنك فاستغربت بصراحة و..
أوعي تكوني قولتيله أنا قاعدة فين قاطعتها بفزع موسعة عيناها في خوف
عيب عليكي.. متقلقيشابتسمت في فخر أنا
متابعة القراءة