رواية روعة جدا الفصول من 15-17
بتافف و قال بحزم....
“اللي عاوز يقول حاجه يقولها دلوقت وادام عيسى كمان..... “
نظرو لبعضهم بتردد.....
“عندك حاجة تقولها ولا لا...... “وجه جواد حديثه لهاشم بتهكم.....
رد هاشم عليه بخشونة.....
“عاوزك واحد من رجالتي..... “
“مش فاهم..... “
أجابه هاشم بحسم
“تشتغل معايا.... “
قال جواد ببساطه....
“عاوزني أوزع مخډرات على المساجين....... “
رد هاشم بفتور.....
“وليه لا مش دي شغلتك اللي خدت فيها مؤبد ...”
ابتسم جواد بتهكم وقال ساخرا....
“اااه شغلتي.... بس أنا مليش في القطاعي أنا بسلم وبستلم مش بوزع زي مانت فاكر..... “
اتسعت أعين عيسى وهو يسمع حديث رفيقه أختلاف كبير بين حكايته الأصلية وبين رده على هاشم وشغل معه....
ابتسم هاشم بمكر....
“موضوع الشغل القطاعي ده هو آللي ماشي هنا وبعدين ده أحسن ليك وليه أصل لو المأمور شم خبر
بشغل ده هنروح في ستين داهيه اكتر من اللي إحنا فيها.... “
نظر له جواد نظرة غامضة وهو يقول بعد برهة...
“تمام.... أنا موافق أشتغل معاكم..... “
أبتسم آلرجال الاربعة ومن ضمنهم هاشم ليقول بسعادة...
“هو ده آلكلام وأنت من النهارده بقيت وأحد من رجالتي..... “
بعد ان ذهب الأربع رجال بعيدا عن جواد وعيسى
تشدق عيسى بسخرية قال...
“لا برافو عليك..... من طالب في كلية شرطة
لمسجون بيوزع مخډرات في زنزانة.... برافو ياصاحبي..... “
“بقولك إيه ياعيسى خليك في حالك الموضوع برا عنك.... وأنا مش صغير عشان تحاسبني.... “
انفعل عيسى من رد جواد الفظة عليه....
“يعني إيه برا عني..... أنت صاحبي سوا رضيت ولا
لا أنت صاحبي وأنا مش هسيبك تمشي في
السكه دي .. “
“ليه هو البشمهندس شيخ جامع مثلا جاي ينصحني اعمل إيه ومعملش إيه..... “
“يابني أنت مش شايف ده......”
اشار على الصليب الذي في رسغ يده بتافف وانزعاج
نظر جواد أمامه بملل......
ليكمل الآخر بعصبية....
“عامة أنا مش قديس انا مچرم وحرامي لكن أنت الظابط ....جواد الغمري..... “
ضحك جواد بسخط....
“ظابط والله العظيم ضحكتني......... “
“بكره ربنا يظهر برائتك و..... “
قاطعه جواد بانزعاج....
“عيسى قفل على السيرة دي وركز معايا...أنا مش تاجر مخډرات ومستحيل أبقى كده..... “
“امال وفقت على كلام هاشم ورجالته ليه.... “
رد جواد بصوت لا يحمل الا شرارة الإنتقام...
“عشان أجيب حقي وخلص السچن من قرفهم ...”
“أنا مش فاهم حاجة.... “
أجابه جواد بغموض....
“بعدين هتفهم قصدي..... “
بعد شهر من عمل جواد مع هاشم ورجاله أصبح فرد مهم منهم وقد وثقوا فيه ثقه عمياء !!...
وأخبره هاشم منذ فترة قصيرة عن طريق الزيارة التي تمر لهم محملة بالمخډرات بجميع أنواعها وأخبره أن أحد رجال الشرطة المسؤولين عن
الزيارات في سجن هم من يسهله مرور تلك الممنوعات لهم بآجر مالي باهظ الثمن .....
أوصل جواد المعلومات لمأمور السچن مع الإتفاق
معه من بداية اتفاقه مع هاشم منذ شهر ولمامور
يعلم كل شيء لكن فضل آلصمت حتى يصل جواد
الى أسم رجال الشرطة الذين يسهلون مهمة مرور
تلك الأشياء للسجن.....
تحول للتحقيق بعض رجال الشرطة وانتقل هاشم
ورجاله الى سجن آخر بعد أن حكم عليهم بأشد العقوبات المؤبد !!......
“يخربيت دماغك ياجواد هو فيه كده وأنا آللي كنت مفكرك روحت في سكت اللي بيروح مش بيرجع... “
تحدث عيسى بتلك الكلمات وهو يسير مع جواد في
حوش السچن.....
لم يرد جواد بل تنهد پاختناق.....
“مالك ياجواد أنت مش مبسوط أنك خدت حقك وخلصت السچن من قرف هاشم ورجالته وكمان نضفته من الظباط ولاد ال....فعلا كل حاجة
فلسو حتى اللي ربنا كتبلهم آلنور بيغضبوه في ضلمه....... “
تافف عيسى بمزاح....
“هو أنا هفضل اتكلم لوحدي كده كتير مالك ياجدع
ولا أنت متطرف عشان كده مش بترد على وأحد مسيحي.... “
هتف جواد من تحت أسنانه بنفاذ صبر....
“أستغفر الله العظيم.. أنت أهبل ياعيسى هو كل شويه نفس آلكلام .....”
“ماهو ده آلكلام آللي بيخليك ترد على أمي....”
ضحك عيسى فكلماته ليست إلا مزاح ليستفز بها
جواد فقط.....
تنهد جواد بتعب ويأس حقيقي....
“ولله ماعرف بعد تلات سنين بتوعك مايعده هكمل في لارف ده ازاي..... بجد اعتبرتك زي سيف
أخويه “
ربت عليه عيسى بحزن فسنوات عمر جواد ستمر بين القضبان كيف يهون عليه وهو حزين يأس لأجله
وما تعرض له ولمؤسف أنه لا يعرف الشيطان الذي