رواية روعة جدا الفصول من 15-17
تأكد من مفعول الابرة الطبية في جسدها....خفضت
حرارتها الآن......
أبتعد من عن مقعده وهو يتثاب بتعب ناظرا الى ساعة الحائط ليجدها اوشكت على منتصف الليل....
تنهد وهو يحسم أمره قائلا...
“يدوبك الحق انام كام ساعة قبل الشغل....وكمان لازم اطمن على العفريته دي قبل مانزل الصبح...”
نظر نحو اسيل وهو يعود ادراجه للخارج وقلبه يهتف
بالحاح إلا يغادر ويتركها هكذا لكن عقله يرى تركها
أسلم حل فمزال سيف يتذكر أخلاقه واحكام الدين
الذي تركها سراج الغمري معلقه في عنقهم تذكرهم
به رغم مرور السنوات على الفرق !.....
...................................................................
قبل هذا بعدة ساعات.....
نزلت بسمة على درجات السلم بفستان سهرة أسود
اللون مغلق من عند الصدر ذو فتحه بسيطه يصل طوله لبعد ركبه كأن أنيق على جسدها وتزايد جماله مع انسياب شعرها الأسود وزينة وجهها المتناسقة
معهما جميلة طلتها عليه وهو يسمع طرقات حذائها
العال على أرض اعتاب الباب الكبير......
رفع وجهها بلا أهداف تفاجأ بها على غير العادة
مدقق أكثر بها جسدها وتناغمه مع هذا الرداء
شعرها وجهها تفصيلها وعيناها واهاات منها فتلك قصة ليست بقصيرة فالكهرمان يضيء ضي خالص يهلكه عند النظر له.....يعترف داخله أنه لأول مره يغرم بتلك العسلية الذي اذ دققت النظر بهم تجدهم مثل لون حجر الكهرمان........
أخرج الزفير من أنفه بصوت مرتفع وهو ينظر لها
لعلا الأفكار تتبخر.....لكنها كأنت أكتر تزايد حين
إبتسمت له بثغرها الوردي مقتربة منه بتأني
في سيرها وهي تقول.....
“اتاخرت عليك.....”
“لا.....”توسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول بعفوية
“بجد.....يعني خلصت في معادي.....”
“لا اتاخرتي....”رد عليها باقتضاب وهو يفتح سيارته
ليجلس بها.....
“اي قلة الذوق دي السيدات أولا على فكرة وبعدين خليك جنتل مان......”تحدثت بتهكم وهي تدلف
للسيارة بجانبه.....
“جنتل بالاسود ده معتقدش.....”
نظرت لنفسها بتردد ومن ثم له قبل ان تقول بشك....
“هو الفستان وحش عليه.....”
“لا بس الكهرمان عايز ألوان فاتحه عشان يبان أكتر...”اجابها وسيارة تنطلق بهم.....
نظرت لم بعدم فهم....
“كهرمان....... تقصد إيه......”
نظر لها بطرف عينه وتشدق بثقل وكانه غير مهتم بما يقال.....
“الكهرمان لو عنيكي......زي لون حجر الكهرمان.....”
“ااه بس الإسم تقيل ومحتاج شرح عشان كده بفضل الاسهل الا هو الون العسلي يعني وكده.....”
أبتسم على عفويتها وهو يقول بهدوء ناظرا من نافذة
سيارته بشرود.....
“الاتنين نفس المعنى......... يافرولتي......”
“فرولتي.....أنت بتكلمني أنا....”
سألته بشك....
لم يلتفت لها بل اجابها بانكار
“لا سرحت شوية.....”أبتسم وهو يتذكر بقعة ظهرها الحمراء والتي كما روية له أنها بسبب ثمرة الفراولة
ليجد نفسه يتمتم بنفس شرود.....
“حلو يافرولتي.....”
نظرت بسمة له معقدة حاجباها من جملته الغريبة....
لتمط شفتيها وهي تسأله بتحفز.....
“هو إحنا رايحين فين ياجواد.....”
“هنتعشا برا....”اجابها بايجاز.....
رفعت حاجبيه بأستغراب.....
“وايه المناسبة.....”
مسك يدها بين يده وقبلها بفتور وسرعة قال....
“عرسان جداد ولازم نشم هواا نضيف......بذمتك
مش دي أفضل من مية مناسبة.....”
تشدقت بشك وهي تحدج به......
“مالك ياجواد.....أنت مش طبيعي النهاردة و.....”
“وصلنا انزلي ياحبيبتي......”
حبيبتي !!!....
ترجلت من السيارة بوجه حائرا من تصرفاته.....
وضع كف يده على ظهرها وهو يدلف للمطعم المحجوز مخصوص لهم......
“خلاص وصلنا.....جهز كل حاجة....”
أنزل هاتفها بعض كلمات مختصرة....لم تفهمها هي بعد.....
دلفت المطعم لتجد المكان شاغرا لا يوجد به سواهم
بلونات بكل مكان لونهم واحد أحمر.....على شكل قلوب.... شموع حمراء تزين اركان المكان بأكمله.....اجواء شاعري أضاءت خافته ناعمة.....
إبتسمت ببلاها وهي تخمم هل فعل كل هذا لأجلها
لاجل الاعتذار منها.....
“جواد انت عملت كل ده ع.....”
“لازم نطلع نرقص دلوقتي الصحافه بتصور....”
توسعت عينيها وهي توزع انظارها على عدة
كمرات محيطه بهم تتربص لأخذ بعد القطات لهم .......
“اي ده ياجواد.....انا مش فاهمه حاجة....”
سالته بوجه حزين حائر.....
اجابها ببرود وهو يضع يده على خصرها ليجبرها
على الرقص معه بتناغم واستمتاع كاذب....
“لازم ابعت كام صورة لبعض المواقع إللي بيطلعوا
اشاعة عننا وعن طلقنا......ودي أقرب وسيلة اسكتهم....”
“أقرب وسيلة إنك تستخدمني للمسرحية ديه....”
“انتي مكبره الموضوع كده ليه......أنا بسكتهم عشانك...”
ابتعدت عنه بقوة وهي ترفع سبابتها في وجهه باحتقار....
“عشان نفسك عشان شغلك ومكانتك أدام النآس
كان ممكن تستخدم اي أسلوب من اساليبك الژبالة غير ده.....ليه تدخلني في الارف ده....”
أقترب منها وهو يضع يداه على كتفها....
“بسمة ممكن تهدي الم.....”
“شيل إيدك عني ياجواد....”
نظر جواد حوله بستياء....ليشير للجميع بالخروج
أثناء خروجهم نظر الى وجهها الذي بدأت تسيل
منه العبرات الخانقة لروحه !!...
“ممكن تبطلي عياط يابسمة انا.....”
“يابسمة أنا إيه.....أنا تعبت من كل الارف ده سكوتي وضعفي وصلوني لكل ده معاك....أنا مش عارفه انت أناني كده ليه..”