رواية سمر الفصول من 15-27

موقع أيام نيوز

بيتملي أول الشهر وخلاص علي كده
_ اومال عايزة إيه 
_ عايزاك أنت
أغمض عينيه بيأس لا يريد الاستسلام لمشاعره والتي غمرتها بين ذراعيه لتغيب هي ودموعها وشهقاتها الباكية بداخله .. استند برأسه علي كتفيها مربتا علي ظهرها بحنان لم تعتاده منه بالآونة الأخيرة .. وتعلقت برقبته مع استماعها لهمسه الثقيل _ أنا آسف ڠصب عني
وتابع وهو يسحقها بين ذراعيه _ عايز أبعد عايز ارتاح
_ وأنا 
أبعدها عنه لتصطدم بعيناه المعاتبة وكلمات تتراص تلك المرة لتكن صڤعة مدمرة _ احتجتك ومالقتكيش لقيتك مهتمة بحاجات عمرها ما كانت من أولوياتك
_ أنا أسفه 
وتابعت وهي تحتوي وجهه براحتيها _ ماكنتش فهماك كنت فاكرة أنك هترتاح بعد ما بعدوا عنك بس نسيت أنها في الآخر أمك وهو أخوك .. كملت حياتي وتجاهلت وجعك ونسيت أنك ماتخلتش عني ولو لثانية واحدة
_ غلطة مين فينا
واجابت علي سؤاله بندم _ أنا
تشبثت به بقوة وأحكام .. حتي لا ينساب من بين ذراعيها علي غفلة .. فلا تضمن عودته .. مالت بوجهها تدفنه بتجويف عنقه .. هامسه بأمل لن تفقده مهما حيت _ فرصة أخيرة هصلح فيها كل حاجة 
تحرك علي أطراف أصابعه حتي خرج من مكتب والده وأغلق الباب خلفه . وأن أشار إليه أحدا عن مكان القبلة فسيسجد شاكرا لله . يكفي أن أبيه غرق بسبات عميق وأوقف تعاقب المفاجآت فقد أخذ نصيبا كنصيب الأسد ولا يطمع بالمزيد
قبل أن يصعد غرفته أستمع إلي همسة غير مفهومة بالمرة فالټفت باحثا عن مصدرها .. لم يجد أحد .. فظنها أوهام وتحرك بتكاسل صوب السلم لكن الهمسه تحولت إلي صوت عال متذمر ومازال غير مفهوم وربما صاحبها يرتدي طقية الاخفاء ليعبث معه
قال متهكما وهو يلتفت حول نفسه _ واخرتها بقي
لم يظهر أحدا فتابع بحنق _ لا كده كتير
_ بيس بيس بيس
كتم سباب كاد أن يفلت من بين شفتيه المزمومتين وقال وهو يقترب من الطاولة الدائرية _ الصوت هنا أنتي فين بقا
ارتعدت اوصاله حينما اخرجت عزيزة يدها من أسفل الطاولة وامسكت بسرواله وقبل أن يسبها قالت بهمس _ ششششششش حمثة أي أسمع
ابتلع حمزة ريقه بصعوبة بالغة وهو يجثوا قبالها .. كلمة ابنته التصقت به وقد رضخ لحقيقة لم تكن بالحسبان لكن كيفية التعامل فهذا ما يحتاج معرفته وحرفيا الآن .. نظر حيث مكتب أبيه وأخذ عقلة يدبر له وسيلة للفرار .. واحبطته عزيزة التي استغلت غفوة وسام بجانبها وهبطت لملاقاته حينما أمسكت كفه الضخم وقالت متعجبة _ ارحان نيه سرحان ليه
ارتاح حمزة كثيرا خاصة بعد أن بدأت الحوار بكلمات لا تفهم فقال مستغربا _ هاااااه يعني إيه مش فاهم وبعدين أنتي مستخبية ليه
أشارت بسبابتها إلي أعلي وقالت بتوتر _ نام
فقال مخمنا _ هتنامي صح
هزت عزيزة رأسها نافية وقالت بيأس _ نأه
عقد حاجبيه وقال وهو يسحبها عنوه من أسفل الطاولة _ اومال إيه واطلعي كده وكلميني
وضعها بجانبه فاردفت بضجر وهي تساوي خصلاتها الشقراء التي شعثتها أصابعه _ أول نايم اوك وأنا نايم ناني وأنتي حمثة و..
الشيئ الثابت بزيجتهما هو الاستئذان 
رغم إنه توقع التمرد بعد أو وبخها أمس بدون قصدا لكنها خالفته الظن واتت لتأخذ تصريح الذهاب بالإضافة إلي السيارة
ارتكن علي ظهر المقعد وقال وهو يمدد قدماه أمامه _ قولي تاني كده عايزة إيه وبالتفصيل إذا سمحتي
شعرت سلمي وكأنها أمام ممدوح أستاذ اللغة العربية الذي عمل بجهدا حتي عزفت اللغة بل وتركت الدراسة 
والآن بعد ذلك الوجه الجديد ستعزف الحياة 
عقدت ساعديها أمام صدرها واعادت قولها _ عايزة العربية بالسواق عشان خارجة مع صحابي
_ فين
تأففت من كثرة اسئلته وقالت من أسفل أسنانها _ هيكون فين يعني النادي
_ مازهقتيش 
هزت رأسها نافية وقالت بتهكم إصابة بمقټل _ لا مابزهقش وبعدين مافيش في البيت اللي يستحق أني أقعدله ولا أنت إيه رأيك
اومأ برأسه إيجابا وقال _ أيوه فعلا البيت ممل أصلا باللي فيه ده حتي أنا بقيت أحب الشركة أكتر
وتابع بحماس وهو يقوم _ بس أنا عندي اللي يشغلك في البيت
_ واللي هو
قالتها بتسليه أو سخرية لم يستطيع التحديد لذا قال وهو يمسك يديها المزينة بحلقة معدنية اعلنتها له منذ أزل _ المطبخ يا حبيبتي أصل صراحة كده أنا الدكتور قالي لازم تاكل أكل نباتي الفترة ديه ومحدش غيرك فاضي وده علي حسب كلامك
_ وحكمت راحت فين إن شاء الله
نظر إلي يدها الموضوعة بمنتصف خصرها ورفعه حاجبيها وفمها الذي اتخذ وضع معاكس وتمتم بداخله بقلة حيلة _ مهما عملتي هتفضلي بيئة
احتوي كتفيها بذراعه وقال وهو يديرها ناحية الباب _ هو أنا ماقلتلكيش
هزت رأسها نافية فتابع _ مش حكمت سافرت البلد اه والله سافرت
وأردف وهو يشير بسبابته ناحية الباب _ هتخرجي من الباب ده هتمشي طوالي هتلاقي المطبخ في وشك أصل أنا عارف أنك ماشفتيهوش ولا مره
ربت علي كتفها بتحفيز وتابع _ يالة
تم نسخ الرابط