رواية سمر الفصول من 15-27

موقع أيام نيوز

فهي الآن بدوامة الجاني ويلزمها مبرر قوي _ وده علي أساس إنه هيكون اب أصلا 
هز رأسه نافيا وقبل أن تأخذها لصالحها قال محذرا _ وسام بلاش تحطي افتراضات لحاجات أنتي مش عارفة أصلها حمزة في الآخر أب وعمره ما هيدمر بنته بالطريقة اللي رسماها في خيالك ديه
هزت رأسها بنفي قاطع وقالت بعناد البغال _ لأ ياسامر ده حيوان أصلا إزاي هيبقي أب ومش هستني أنا بحسن نيه وأشوف بنتي بتتدمر قدامي
أشار علي الأريكة جواره وقال باستسلام مؤقت
_ تمام معاكي في ده بس ممكن تقعدي ونتفاهم فيه حاجات كتير عايز أفهمها غير موضوع إنه مش هيكون أب وكده 
اطاعته وجلست عاقده ذراعيها أمام صدرها والبرود الذي رسمته باحترام علي وجهها لا يتماشى مع اسنانها التي ادمت شفتيها من فرط غيظها منه كتم ابتسامته بشق الانفس وقال بجدية بعدما تنحنح عده مرات في محاولة التحكم بنفسه _ طب ممكن أعرف حصل إيه بالتفصيل
هزت كتفيها بلامبالاة واجابت بنبرة باردة لا تخلو من اللوم _ بعد الرسالة اللي صعقتني بيها ماقدرتش أنطق وفارس كان قايل هنخرج جهزوا كلهم وروحنا كايرو مول بناء علي طلب عزيزة وريم يادوب وصلنا وفارس اختفي
_ وبعدين
لكزت ذلك الفضولي من كتفه بغته وتابعت بحنق _ أنا كنت عارفة فارس فين أما عدي فقلب الدنيا عليه لحد ما سعيد أتصل بيه وقالوا أن حمزة في البيت وفارس كمان لسه واصل وكلنا رجعنا
وهتفت به رافعة سبابتها في وجهه بتحذير _ وماتكملش عشان هقولك حمزة من وقت ماجه قافل علي نفسه الاوضة حتي ماشافش أخوه
_ عارفة ياوسام لما شفت حمزة
فلح بجذب انتباهها وتابع وهو يشيح بوجهه عنها حتي لا ينال لكمة تقضي علي مستقبله المهني كطبيب أسنان _ لما شفت حمزة قلت أنك افتريتي عليه
اسكت الله لها حسا فالقي عليها نظره سريعة بطرف عيناه فوجدها جامده منتظرة التكملة فتابع براحة وقد أخذ طاقة كافية من التشجيع _ عارفة أنا بجد شفت إنسان الدنيا جت عليه كتير إنسان مسالم لحد أنا عمري ماكنت اتوقعه لدرجة أني فضلت أبص في صورته عشان اتأكد منه
اومأت برأسها إيجابا توافقة أوهامه وأحلام يقظتة وتساءلت بعد برهه بعدما خصته بنظرات حاړقة _ وأنت وصلت لحمزة إزاي
_ فاكرة لما حذفتي ال Email اللي وصلك من شركة الفهد وطلبتي مني ارجعه من غير تدخل مبرمج الشركة عشان عدي مايعرفش وياخدها حجه
اومأت برأسها إيجابا ومازالت معالم الاستغراب مرتسمة علي وجهها فما الصلة التي تجمع حمزة وايميلات الفهد ! واجابها سامر بهدوء مزيف بينما مابداخله ېحترق _ أنتي ببساطة ادتيني البريد الخاص بيكي و
قاطعته باستنكار وانكسار _ عشان كنت بثق فيك 
تجاهلها وتابع ببرود _ كان سهل أدخل البريد تاني بعته لوليد الهاكر اللي رجعهم المره اللي فاتت عشان فيينا مش اوضه وصالة وهعرف ارجعه بمجرد أنك قولتي البلد وكمان ده بريد مبعوت لشركة يعني الرمز التذكاري للمدينة بيكون عليه ومن بعدها كان سهل أوصله وأرجعه في ظرف تلت تيام
ساد الصمت بينهما ولم يرغب بمقاطعته بل ترك لها ساحة واسعة وهادئة تمكنها من التفكير بمستقبلها أو مستقبلهما حيث سترسوا سفينة الأفكار بعد أن وضعته بخانة المنتصف هو بالفعل رأي شخصا آخر يختلف عن الذي رسمته وسام بمخيلته لقد سمع من قبل عن انكسار الرجل بكثير من الكتب والروايات واتبعه مواقف كان يسخر منها فالانكسار لا يرهن بمۏت الحبيب أو الوالدين فجميعهم مواقف تصنع منك شخصا آخر صامدا مستعد لمفاجأت الحياة لكن ما رأه بعيون ذلك الرجل اختلف عن الوصف والتعريف الراسخ بأفكار لدرجة أنه قضي ليلته بالبحث عن المعني الحقيقي للانكسار ولم يفلح بإيجاده
ألتفت إلي وسام فوجدها تنظر له بملل وقد بدأ بأنها انتظرت لوقت طويل فابتسم ببلاهة وقبل أن ينطق عاجلته _ سامر إحنا استنينا سنتين وبكده كفاية حدد المعاد وأنا موافقة عليه
أبتسم بمكر وهو يطالعها من رأسها إلي أخمص قدميها واقترابه البطيء منها جعلها تلتصق بالمسند ولأنها وقعت بدوامة السافلين ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة فصفع أرنبة أنفها بسبابته وقال مؤنبا _ لمي تفكيرك الساڤل ده شوية وعامة شهرين وهتعرفي ان محور تفكيرك كان صح
.........................................
وقفت ايثار وراء باب غرفتها تتابع مايحدث بالخارج عن طريق فتحه المقبض فبعد أن عادوا جميعا من النزهة التي لم تكتمل
اختفت وسام وترجح أنها ذهبت لسامر وسلمي اعتكفت بغرفتها بعدما ذهب الشياطين التلاثة برفقة ابيهم لقضاء يومان مع العائلة في محافظة بور سعيد وعن عدي فهو بغرفة مكتبة وفارس المسكين لا يفوت ثانية وإلا ذهب للاطمئنان علي حمزة أو بالمعني الحرفي يتأكد من كونه لا يحلم وأن الغائب عاد بالفعل
تشفق عليه كثيرا أربعة أعوام من الهجر كيف تحملهم هي كأم لا تتخيل أبعاد أيا من ريم وسما عنها ليوما واحد فماذا عن أربعة أعوام
خيل لها أحدا بالخارج فأنحنت
تم نسخ الرابط