رواية سمر الفصول من 15-27

موقع أيام نيوز

المستقبلية .. وعلي كلا حمزة لا ينتمي لخانة الآباء .. ولن يفهم معناها يوما ..  وهكذا لن تصيب أحدهما بضرر .. ابتسمت بحنان لعزيزة التي ابتعدت عنها خشيه من العقاپ .. فالغرباء خط أحمر .. وذلك الرجل الذي أتي أمس هي أرادت مصادقته كي يلعب معها بالقطار الذي جلبه سامر بأخر زياراته وأن علمت والدتها بما حدث فستحرمها منه لا شك .. 
أمسكت وسام يدها تربت عليها بحنان وقالت وهي تمسد شعرها الأشقر _ مش أنتي دايما كنتي بتقولي مين حمزة اللي إسمه جمب إسمي ده
اومأت برأسها إيجابا فتابعت وسام وهي ترسم باصابعها خريطة صغيرة براحه عزيزة _ حمزة ده بقي اللي باسك هو هو حمزة اللي إسمه جمب إسمك
ولتمحو عقدة الحاجبين تابعت _ يعني حمزة مش عمو لأ ده بابا
_ بس
صمتت لبرهة حتي تثير الفضول بداخل عزيزة التي اتسعت حدقتيها من كثرة النظر علي شفاه وسام منتظرة التكملة التي ستجلب لها المزيد من الألعاب 
_ بس بابا ده مش زي بابا عدي
_ زاي
احتوت وسام وجه عزيزة الصغير براحتيها وقالت بعدما وضعت قبلة دافئة علي جبينها _ هتعرفي لوحدك كل حاجه بس لازم دلوقت تنامي
ولم تبالي بتذمرات عزيزة التي زاد بداخلها فضول الاستكشاف بل دثرتها جيد بالفراش .. واضعة قبلة حانية علي وجنتيها متمنيا لها سعادة لم تأتي بوجود حمزة بحياتها وهذا هو يقينها الوحيد 
وضع فارس كفه علي فمه وهو يتثاءب للمرة العاشرة .. ناظرا إلي عدي الذي قارب علي تناول التبغ وبعدها إلي حمزة المصډوم لدرجة أشبه بفقدان النطق وقال وهو يمط ذراعيه بارهاق فالنوم أصبح لذة محرمة خاصة بعد تصرفات سلمي المريبة _ فيه إيه
أشار عدي بعيناه ناحية حمزة فصاح الأخير بعد برهة من التفكير فهو لا يعلم من أين يبدأ _ يعني إيه عندي بنت ويعني إيه إسمها عزيزة ويعني إيه وسام أمها
وتراكمت اسألته بإيجابة واحده مختصرة حد الاستفزاز نابعة من فاه عدي المنفث للدخان _ يعني خلفت من وسام بنت إسمها عزيزة
اوقفه حمزة باحترام وتقدير وأن طلب عدي منه أن ينحني له فلن يخالفة الأمر فكيف وهو من أعطاه المختصر المفيد _ شكرا اووي شكرا أوي بجد مش عارف من غير الإجابة اللطيفة ديه كنت هعمل إيه
وتابع وهو يلتفت إلي أبيه والذي بدأ وكأنه يحتاج إلي دلوا من المياة الباردة كي يستفيق من غفوته _ ودلوقت دورك يعني إيه بقي كل الكلام ده
إجابة فارس بهدوء وقد أغلق عيناه فتأكدت حمزة من أن تلك الجمل المتقطعة ما هي إلا أوهام انسجها عقل أبيه الباطن كي يصنع لنفسه حلما يضم عدد لا نهائي من الألغاز تماما كما يحب 
_ ببساطة انت خدت فلوسك وسافرت وأنا كنت اتجوزت سلمي يعني وسام هي كمان كانت مسؤولة مني وده بجانب أنها طليقة أبني شهر أو ممكن أقل واحتمال ازيد مش فاكر أوي عرفنا أنها حامل كانت صدمة للكل مش لوسام بس اللي حاولت تسقط أكتر من مره بس في الآخر تعايشنا ورضينا باللي كتبته ربنا لحد ما خلفت وسمتها عزيزة علي أسم أمها الله يرحمها 
تابع وهو يعتدل بجلسته _ فين وجه الاعتراض بقي
_ أعتقد إنه علي الأسم 
قالها عدي متهكما فهدر حمزة به وقد فاض به الكيل _ كفاية بقي يا عدي كفاية
زفر عدي آخر أنفاس الصبر وقام لمواجهة من يظن أن الحياة قامت بدورها معه وأن ما حدث ناتج عن تربية غير ساوية وقد غفي عن كونهما شقيقان وأنها ليست أمه بل أمهما وأن كل واحدا منهما أختار طريقا يسلكه حتي بعد أن وضعت لمساتها النهائية عليه
_ كفاية إيه هااه إيه هو اللي كفاية بطل ندم عشان أنت اللي عملت كده في نفسك بأيدك وصلت لده يبقي خلاص وصدقني لو مكانك مش هفكر غير في حاجه واحده وبس
ومال علي أذنه هامسا _ أنها احتمال تكون تعويض
دفعه من كتفه واستدار منصرفا فقد كانت تلك المناقشة فوق احتمالة واضعاف ما يتحمله من طاقة تنعكس بالسلب علي حياته الزوجية والدليل تأففه حينما دلف الغرفة ليقابل عين ايثار المنتفخة من كثرة البكاء وقلة النوم .. وحقيبتها الملقاة علي الأرض جوار قدميها .. وقد عزمت الرحيل وهذا ما كان يحتاجه .. ولذلك قال ببرود أصاب ايثار بمقټل _ تحبي اوصلك ولا ابعت معاكي السواق
ولتحافظ علي كبرياءها أردفت _ لا شكرا هاخد تاكس
قامت متناوله حقيبة يدها وقالت ببرود وهي تخبئ عيناها وراء نظارة الشمس التي لا تظهر من وجهها سوي القليل _ مش هاخد ريم وسما معايا
اومأ برأسه إيجابا وتحرك صوب الحمام يجر أقدامه جرا لكن يدها الممدوده أمامها أوقفته باللحظات الأخيرة فقال وهو يمد يده بجيب سرواله _ اه نسيت أنا جددت ال ..
قاطعته بحنق فهو يظنها تنتظر الأموال _ مش ده اللي محتجاه مش حساب في البنك
تم نسخ الرابط