رواية سمر الفصول من 15-27
المحتويات
سريعا تطالع سلمي التي تقترب بخطا مترددة من الفارس الذي أوشك علي وضع فراشه أمام باب الغرفة ليضمن وجود فلذه كبده أمام عيناها التي ذرفت بدلا عن الدموع دما أبد الدهر
كتمت ابتسامة كادت أن ټخونها وهي تتابع سلمي التي تتقدم خطوة وتعود إثنان ولم تتمكن من التتصت فشاشة هاتفها المضيئة بأسم على جعتلها تترك فارس وسلمي وشأنهما وتهرع للهاتف تلحقه قبل انقطاع الإتصال
واتاها صوت على الخارج من أسفل أسنانه _ مش خلصنا منك يا ايثار إيه تاني
ابعدت الهاتف عن وجهها حتي لا يستمع إلي صوت البصقة وأيضا كي لا تلتصق بوجهه واجابت بعد لحظات خصتها لسبه _ مش ليا المرادي يادكتور ده عدي
اومأت برأسه إيجابا وكأنه يراها وأخذت تقص عليه آخر الأنباء وكانت بيدها مفكرة صغيرة مدون بها كل الانفعالات المشكوك بها وبعد أن ختمت قصتها لاهثه علق على بسخرية _ وأنتي ماشاءالله عملتي نفسك دكتور نفسي وبتفسري الحالة علي مزاجك ولا خلتيه معادي للمجتمع بصي يا ايثار نصيحة ابعدي عن جوزك لأنه لو هيقتل حد فتأكدي انه هيبدأ بيكي ولو علي الأسباب فهي موجوده وزي مابيقولوا بكثرة
وعلي الرغم من ذلك ابتسمت براحة لعدي الذي دلف للتو ومن نظره عيناه الجليديه علمت أن سلمي مازالت بالخارج برفقة أبو الفوارس
تقدمت منه بدلال كان يفقده صوابه قبلا عقدت يداها غلف عنقه وقالت وهي تخرج أنفاسها بداخله _ حشتني
اغمضت عيناها بيأس فقد اخرجتها نبرته المستغربه عن دور أرادت إتقانه لكن لا يهم فالمحاولة فرض عين رفعت وجهها إليه تطالعه من أسفل اهدابها بتوهان وبهمس ثقيل _ وحشتني ياعدي
أبعد يدها عنه وقال بارهاق لا يصطنعه كما تظن _ ايثار حبيبتي أنا تعبان ومرهق وعلي آخري
وحتي لا يوضع بخانة رجل مصري أصيل وضع قبلة علي جبينها وقال وهو يربت علي كتفها العاړي _ تصبحي علي خير يا حبيبتى
أبعد يدها واتجه صوب الفراش فتحركت وراءه بانتصار تحول بلمح البصر إلي هزيمة
إذ حمل وسادة وشرشف وترك لها الغرفة كي تنعم بها
.........................................
وبالخارج
استقرت سلمي بجوار فارس المعجب بالأرضية الرخامية لدرجة أنه لا يحيد بنظرة عنها
تنحنحت للمرة العاشرة علي التوالي وقالت بتوتر ملحوظ _ هو أنت قاعد هنا ليه
_ مش عارف
إجابة مختصرة أنهت حوار لم يبدأ بعد
فركت عنقها وقالت وهي تشيح عنه _ طيب أنت مش هتنزل عشان تنام
_ وأنتي مالك بينا أنام ولا اتنيل من أمته بتفرق يعني
رد عڼيف أطاح جبهتها
هبت واقفة تنظر له من أعلي ببرود وسخط
وأن تركت لڠضبها العنان فرقبته ستكون التعويض الوحيد تحركت إلي غرفتها بخطوات تشبه الركض ولوهلة ظنت انه سيلحقها لكن لوح الثلج ثابت في محله
أغلقت الباب خلفها پعنف وجلست علي الفراش ټضرب كفيها ببعضهما ولسانها السليط أنطلق برحلة سباب ولن يعود الآن يومان علي الأقل
صكت علي اسنانها بغيظ وقالت بغل ووعيد _ ماشي يافارس باشا تف في وشي لو عدتها
........................................
النوم لا يخاصم إلا العيون الوحيدة
بتمام الساعة السابعة كان بالحديقة الخلفية للقصر تسلل بهدوء حتي لا يقلق أبيه الذي تفاجأ به جواره علي الفراش في الصباح وأتي هنا حيث الوحده التي صارت جزءا لا يتجزأ منه
اضطجع علي العشب الأخضر ينظر إلي سحابة السماء يستنبط منها أشكالا عديدة ولا يمكن لسواه أن يراها فهي ملك خاص به كما قالت تمارا من قبل حينما حاول توضيح رؤيته
أبتسم بحنين لتلك الذكري الراسخة بكيانة وقبل أن ينخرط بذكريات لا تجلب لقبله سوي المزيد من الألم أستمع إلي صوت عدي الثابت _ صاحي بدري
لم يكلف نفسه عناء ويلتفت له بل تركه حتي جلس جواره وتابع ببرود أفقد صوابه _ مارجعتش معاك ليه
أبتسم بتهكم وقال هو ينزع العشب الأخضر من الأرض تلك العادة التي حاولت تمارا ترويضها فقد كانت متيمة بزراعة الورود ودائما ما كان يفسدها _ أنت عارفة هي فين دلوقت
_ الله يرحمها
لا يعرف أن كانت مواساه أم شماتة
فهو يعلم واعتمد التذكير وقبل أن ينطق الأخير بشق كلمه اوقفه رافعا سبابته في وجهه محذرا _ عدي مش عايز أسمع أي سؤال وأنت عارف أنها ماټت يبقي خلاص مالكش حاجه بعدها
رفع عدي حاجبيه مشدوها فهو يحدثه بشراهة من يدافع عن حقة في الحياة وليس ذكريات الوقت سيتكفل بها
مد يده بجيب سترته فهو مازال بثيابه يخرج سېجارة فاخرة وقبل أن يشعلها بقداحه وجدها
متابعة القراءة