رواية حازم الفصول من واحد وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

المنعش بصدره العريض حتي لامست المياه قدميه توقف عندها دائما ما يحب البحر و شكله يحب ان يراقبه من بعيد لكنه لا يحب الغوص فيه او ربما يخشاه
ظل يسحب جرعات كبيره من الهواء النقي ليعبأ بها رئتيه المختنقتين ثم يفرغهما ببطء شعر بقدوم حسناء من خلفه لم يلتفت بالتأكيد هي آتيه لتسأله عن سبب عبوسه ليتها لم تفعل لانه لن يستطيع كبح غضبه و التحكم في انفعلاته في هذا اليوم الذي اقټحمت اسوأ افكاره رأسها لتعكر صوفها و تقضي علي بقايا خلاياه الحسية التي لم تميتها حسناء ليله ما قبل أمس بردها الصامت علي سؤاله
شعر بها تقترب اكثر و اكثر أغمض عينيه بشدة انتظرها تبدأ الحديث ولكنه فوجئ بها تتخطاه داخل المياه دون ان تتحدث معه
فتح عينيه و ظل يراقبها
بدأت تدخل داخل أعماق المياه أكثر وأكثر ورغم شدة حنقه منها في هذا اليوم الا انها كانت تسحب قلبه معها داخل المياه 
وكلما ازادات انغماسا في الامواج كلما شعر بقلبه يختنق حتي كاد يلفظ اخر انفاسه
مد يده في الفارغ يحاول ايقافها و لكنها كانت تزداد بعدا عنه
ظل يراقبها و هي تبتعد اكثر وكأنها تصر ان تقتله قلقا حتي وصلت للعلامة التي لا يجب لأحد أن يتخطاها ولكنها فعلت
خيل لحازم انها تريد الاڼتحار شعر بدوران يباغت رأسه وكأنه سيفقد الوعي و يتخلي عنها و يتركها ټغرق وحدها 
ولكنه تمناسك و هدا عندما وجدها تتوقف بعد العلامة بعدة خطوات قليله
وقف بقلب مشدود و بفكر مشلۏل و اعصابا متوتره ومشاعر مضطربه قلقه يراقبها بړعب عينه مثبته علي تلك النقطه التي تقف بها لا يري لها ملامح واضحه بسبب بعدها الشديد  
كانت هي تقف وسط المياه تترك للأمواج كامل الحريه تتقاذفها كيفما تشاء عل مياه البحر تذيب ما بها من أحزان متراكمه علي قلبها منذ سنين دائما ما تشعر بأن البحر به طاقه جاذبيه تسحب الهموم كانت تحب شكل البحر ولو في رسمة طفوليه يشعرها دائما ببعض الراحة 
ولذلك غمست نفسها به كليا لتشعر ببعض الراحة 
ولكن
دون جدوي
كان نيرانها تزداد وكأنها منغمسه في بحر من البترول وليس المياه الصافيه
ولما لا تستعر نيرانيها وهي تترك ذكرياتها تعصف بفكرها قالت من بين آهاتها المفروض ان النهارده يوم ترفيهي للضحك و اللعب و الفرفشه و انا همي مش راضي يسبني حتي في اليوم ده
ربنا يسمحك يا حازم من يوم ما حبيتك و انا عايشة في ڼار وچحيم و عڈاب و مووووت
متقلب المزاج ومش بتفرق بين الموقف اللي يستاهل العصبيه و الموقف اللي ممكن نتغاضي عنه
دايما متعصب و ټجرح اللي قدامك طيب انا ذنبي ايه علشان تعاملني كده
كل ما اقول حازم حبني او يبقي عندي امل انه خلاص قدرت اوصل لقلبه اتحرم من فرحتي في لحظة و ينتهي املي قبل ما يكمل مريت بتجارب كتير صعبه في حياتي و اصعب تجربه هي تجربه حبك يا حازم تجربه مريرة ممېته شفت فيها كل انواع العڈاب و كل الوان الچحيم
الناس بتحب علشان تفرح و انا بحب علشان اتعذب و اتحرق انا وقلبي بالقهر و الحزن كل لحظة
انت ظالم ظالم ظالم
قالت كلماتها بحرقه و لا تعلم انه هو الاخر وقع عليه الظلم كما وقع عليها تماما يتألم مثلما تتألم ېحترق من الداخل كما تحترق ېتمزق بسهام ذلك الحب الوليد و يتجرع كؤوس مرارته
كان كلاهما مظلوم بسبب اندفاعه في تفسير الامور و اتخاذ قراراته و عدم التفكير و التريث في معالجة المواقف و عصبيته التي تودي علي الاخضر و اليابس أمامه
..............
كان حازم يقف بقلب منتزع من مكانه يراقبها بشغف لولا رهبته من البحر و امواجه لذهب لها و جرها للخارج 
كان يظن انه من السهل تجاهل حبها النامي داخل قلبه و لكن يبدو ان الامر ليس بالسهل يبدو ان نبته حبها كبرت سريعا حتي اصبحت مثل الشجرة المتشعبه بفروعها المتشابكة داخل قلبه
يبدو انه يتمتع بقدر كبير من الاخلاص فكما هو مخلص بعمله متقن له يمنحه كل مجهوده و ووقته و تفكيره و يخلص لأهله في الرعايه و الانفاق و يعطيهم كل ما يستطيع تقديمه من مال و رعايه و ترفيه ايضا اكتشف انه مخلص في حبه المباغت المفاجي يبدو انه في لحظة ما اقټحمت حسناء فجأها أحبها بإخلاص و فدم لها كل قلبه و احساسه و روحه وهاهو الآن حاول ان يستردهم ولكن لم يستطع
ظل علي وضعه يراقبها بهلع حتي رأي شابنا يتجهان نحوها من بعيد ربما من غير قصد منهم ولكنه شعر بان دماءه تسربت عبر قديمه المنغمستان في المياه و ذابت داخل مياه البحر 
ظل يتجه داخل المياه ببطء نحوها و هو يناديها بكل قوته وبشكل متتابع حسناء يا حسناء يا حسناء ...
كانت تسمعه وهي تبكي ولكنها لم تلتفت حتي نحوه و ولم تعير نادائته اي اهتمام
تم نسخ الرابط