رواية حازم الفصول من واحد وثلاثون لاربعة وثلاثون

موقع أيام نيوز

سناء و نور في اشراكها بالحديث 
وصلوا للمدينة الساحلية المقصودة و استأجروا شاليه مقابل للبحر وبعد ان دخلوا حدد كل منهم الغرفة التي سيحتلها في ذلك اليومين جلسوا يتناولون وجبة الافطار ولكن حسناء اعتذرت بشدة و تظاهرت بالشبع و فرت هاربة من اعينهم في غرفتها كانت في امس الحاجه بالاختلاء بنفسها لتفرغ بعض دموعها المحتقنه داخلها حتي كادت ټخنقها و تودي بها لمفارقة الحياه الحياه التي ازعنت ان تذيقها طعم الراحة او طعم هدوء النفس واقسمت ان تستمر في اذاقتها جرعات الألم بشكل مستمر
ما ان دخلت و اغلقت علي نفسها الباب حتي ارتمت في  الفراش ودست وجهها في الوسادة ثم اطلقت دفعات دموعها و آهاتها داخل حشوة الوسادة و هي تضغط علي الفراش بأطراف أناملها كأها تريد ان يحتضنها السرير داخله و يحميها من ذلك العالم القاسې عديم الرحمة منزوع الاحساس والذي يبدو انها كثيرا ما تتوهم ان هناك أمل به ولكن تصدم بذلك الامل و تفيق من وهمها ثانية لتعيش مرارة الواقع
الفصل 32 
ظلت تبكي وتبكي حتي اشتكت الوسادة من كثرة دموعها وبكت معها تواسيها جرحها هدأت نسبيا فأخرجت وجهها من داخل الفراش و ظلت نائمة علي بطنها وتركت العنان لدموعها الصامته تمل مسيرها بهدوء و هي تتذكر احلامها و استعداداتها منذ ليلة امس و كيف كانت تتمني ان يكون اليوم من افضل ايام حياتها و تحاول استرضاء حازم ولكن خشونه موقفه معها اخافها من التحدث معه او التفكير في الكلام معه
ثم بدأت تسرد علي عقلها كيفية معاملته الطبيعيه مع افراد اسرته مما يؤكد لها انه يخصها هي بتلك الفظاظة و ذلك الڠضب
وبعد ما يقرب من الساعه خرجت من بين افكارها المتراطمة پعنف سمعت طرقا علي الباب فمسحت دموعها بسرعه وردت بصوت تحاول جعله عاديا ايوا
جاءها صوت سناء من الخارج و هي تقول يلا يا حسناء علشان تروحوا البحر
فردت حاضر دقائق و هجهز
قامت بوهن نظرت لصورتها في المرآه امامها رأفت لحالها الضعيف و علامات البؤس تطل من ملامحها الباكية قالت و هي تقاوم بدء نوبة بكاء جديده و صوتها يخرج ضعيفا مبحوحا حرام عليك يا حازم يعني اما تجاهل او عڼف انا تعبت الله تعبت هفضل لحد امتي اعيش في عڈاب و حرام عليا اعيش في راحة زي كل الناس
دخلت الحمام الملحق بالغرفة وأخذب حماما باردا عله يقلل من وضعها الفوضوي الكئيب
ثم ارتدت اسدالا منزليا من القطن لونه ابيض و اتجهت للخارج كان حازم يجلس علي احد الكراسي ينتظرها و ما ان رأها ترتدي هذا اللباس حتي اشتغل غيظا و قال لها بلهجة صلبه ادخلي غيري الاسدال ده البسي الاسود
وقفت حسناء ترميه بنظرات غاضبه و لكنه اعاد كلامه ثانية وبنفس اللهجه ادخلي البسي الاسدال الاسود
ورغم ضيقها من طريقته في الحديث الا انها انصاعت لأمره و دخلت غرفتها و بدلت ملابسها وهي فرحة فعلي الأقل مازال ېخاف عليها مما يترك لها بصيص أمل ولو ضعيف في بقاء حبه لها علي قيد الحياه
خرجت ثانية نظر لهيئتها نظرة مختطفه و من ثم نهض من كرسه و سبقها للخارج فقالت فين الباقي
جاوب دون ان يلتفت لها ماما تعبانه هتنام لها ساعتين و تخرج بعد العصر و نور وخطيبها سبقونا و نرمين اعتذرت و مش هتقدر تيجي
همت ان تعاود ادراجها فهي ليس لديها طاقه لتبقي معه و حده و هو بهذا المزاج و لكنها خمنت ان نور تنتظرها بالخارج فتبعته حتي لا تضيع علي نفسها فرصة الانغماس في مياه البحر الشافية لألام الروح
كان حازم يسير و بيده حقيبة صغيره وعلامات الضيق تكسو وجهه حتي خطواته تبدو بها شئ من العصبية و العڼف
وصلا للبحر لم تكن نور وخطيبها بالخارج التفتت تبحث عنهم فرأتهم يسيران مع بعضهما بعيد علي مد البصر
ايقنت انه لا مفر من الجلوس مع ذلك المخيف الغاضب الذي يهجم عليها بنظراته المرعبه و صوته الۏحشي من وقت لآخر دون سبب
جلس علي الكرسي و بقي الكرسي المجاور له
بقيت واقفه بالخلف دقائق لا تقدر علي الاقتراب منه فهي لا تعلم اي ردة فعل سيقدمها لها
قال لها وهو محتفظ بوجهة نظر للبحر الواسع اقعدي واقفه ليه
اقتربت پخوف و جلست علي طرف الكرسي مصلبه ظهرها دون استرخاء
فتح حازم الحقيبه ووضعها امامه علي المنضدة وضع امامها علبة بها بعض الشطائر و قال لها خدي فطارك
ثم اخرج كيسا به بعض المكسرات و بدأ في تناولها و هو سابحا بنظره في أمواج البحر المتلاعبه بهدوء و مياهه الصافيه الزرقاء متجاهلا وجودها تماما
كانت تيران قلب حسناء تأكل في جسدها من الداخل فالتفتت قليلا بجسدها ووجهها بعيدا عنه و بقيت صامته
أعاد كلامه ثانية و هو ينهض افطري انتي مكلتيش حاجه من الصبح
ثم ولاها ظهره و ابتعد عنها سار نحو البحر يحتضن نسيمه البارد
تم نسخ الرابط