رواية كاملة جديدة الفصول من الرابع وثلاثون للسابع وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

النظر إليها ويتأملها وأخيرا بعد لحظات طويلة اقترب منها وأمسك برأسها ثم قبلها بنعومة هامسا 
_ ربنا يخليكي ليا
رفعت نظرها له بأعين تسبح بها الدموع وبحركة تلقائية منها كانت تعانقه وتجيبه بنبرة لا تختلف عنه 
_ ويخليك ليا ياحبيبي
دام عناقهم لدقائق حتى ابتعد عنها وانسك وجهها بين كفيه وهمس في مرحه الذي اعتادت عليه 
_ إيه رأيك نسافر بكرا ولا بعده
_ بكرا إيه يامروان إنت مچنون ده هتسيب فرح أختك وتسافر
قال ضاحكا 
_ عادي إيه يعني ورايا مأمورية
رمقته بطرف عيناه في لؤم ثم قالت 
_ خلاص روح قول لريان كدا وشوفه هيقولك إيه عشان ما شاء الله ريان حبيبي لسانه متبري منه
تلقصت عضلات وجهه وأجابها في خشونة في زمجرة 
_ ريان إيه ياعنيا !!
أجابت بتوتر شديد 
_ ريان صديق الطفولة يعني أصل إنت عارف أنا وريان متربين مع بعض فهتلاقينا فري شوية
_ لا ياحبيبتي فري دي عند الست الوالدة عندي أنا لا فري ولا مفرفرش كل حاجة بحدود بينك وبين ريان
اڼفجرت ضاحكة بقوة وقالت من بين ضحكاتها 
_ لا فري ولا إيه !
_ ولا مفرفرش مش وقت ضحك دلوقتي فاهمة
قالها بجدية جاهدا في إظهارها وهو يحاول إخفاء ابتسامته أردفت هي بإيجاب 
_ حاضر من هنا ورايح لا في فري ولا مفرفرش بيني وبين ريان حلو كدا
تشدق باسما في خبث وهو يقترب منها 
_ أيوة كدا الله ينور يلا بقى عشان إنتي بتسمعي الكلام لازم أكافأك
تراجعت للخلف عندما فهمت نوياه كالعادة وقالت مغتاظة 
_ اتلم يامروان ويلا بينا !
زفر بانزعاج ملحوظ منها وقال بتوعد في نبرة جادة 
_ ماشي يا أسمى نوصل البيت بس ولو مكنش بالتراضي يبقى ڠصب عنك عشان أنا جبت جاز منك خلاص
كتمت ضحكتها واقتربت منه مجددا وقالت بطفولية 
_ ياتي كميلة طاب والله سكر وإنت متعصب كدا ومتغاظ مني
طالعها مغتاظا بانزعاج شامل فأكملت هي ضحكاتها المتسلية عليه فهي تعشقه بجميع حالاته سواء ڠضب أو مرح أو وقاحة كعادته .
مر اليوم بسلام وسعادة على الجميع وبدأ يوم آخر لاستكمال مسيرة الارهاق الذي كانت بالأمس لتجهيز زفاف واليوم لتجهيز زفاف آخر وهو ريان وزمردة على الرغم من التعب الذي كان يسيطر على الجميع بما فيهم العروسين إلا أنه كان جو جميل مصحوب بالسعادة والأمل على الكل كان الكل يشارك في التجهيزات معادا ملاك الذي من أمس وهي في شجار دائم مع زوجها كالعادة لرفضه أن تتحرك من فراشها وملما يرون بعضهم البعض يقوم الشجار المعتاد بينهم ويعودون بعدها بساعات قليلة يحادثون بعض بتلقائية وكأنه لم يحدث شيء ومن ثم يتشاجرون مجددا ! والوضع كان على هذه الوتيرة .
ولكن بعد كل هذا الارهاق انتهوا ومروا اليومان على خير والكل عاد إلى منزله براحة .
فتح ريان باب المنزل ثم ابتعد للجانب ليفسح لها الطريق بالمرور فدخلت هي أولا ثم تبعها هو وأغلق الباب خلفه فالتفتت له فورا بتوتر جلي عندما سمعت صوت غلق الباب وشعرت بدقات قلبها تتسارع بشدة حتى كاد يثب من ضلوعه فابتسم هو لها بهدوء لكي يطمأنها عندما أحس بتوترها واقترب منها ثم عانقها وهمس بمرح 
_ أخيرا ياشيخة ده إنتي تعبتيني معاكي لغاية ما وافقتي
قالت ضاحكة وهي بين أحضانه 
_ كان لازم أقرفك وأخليك تلف حوالين نفسك عشان تعرف حجم الزمرد اللي معاك أمال إنت فاكر أي حد يشتري زمرد بسهولة
بادلها الضحك هاتفا 
_ لا تصدقي عندك حق فعلا ! وخصوصا لو كان زمرد قمر كدا !
حاولت إخفاء خجلها بهمسها الجميل 
_ ميرسي جدا أحرجتني والله
غمز بطرف عينه اليسار في مكر وتمتم 
_ لا حتى الآن مفيش أحراج نهائي
تهجمت ملامح وجهها وجمدت ملامحها بارتباك شديد فقهقه هو بقوة وغمغم 
_ مالك كدا هو أنا قولت حاجة عشان تتكسفي طيب لو قولتلك بخ هتتكسفي !
هنا تحولت من الجمود إلى الشراسة هاتفة باغتياظ 
_ بتتريق صح لا قول بتتريق يا ريان بيه
كان سيجيبها بلا ولكن وجدها تندفع مبتعدة منه نحو أحد الغرف فهرول خلفها وحملها على ذراعيه قائلا بمرح امتزج بخبث 
_ ورحمة الحاج والحجة ما إنتي رايحة مكان خلاص بقى بهزر ثم إنك رايحة فين كدا ! الطريق من هنا لحقتي تنسي أنا مش جبتك من كام يوم تتفرجي على الشقة
كان يتحدث وهي لا تقوى حتى على رفع عيناها في عيناه وټدفن وجهها بين ثنايا صدره من التوتر والحياء وهو سائرا بها نحو غرفتهم ثم دخل وأغلق الباب ......
بعد مرور شهور عديدة ....
كان كل من مراد وأسمى وزمردة وليلى وأسيد في المستشفى وكأن الزمن يعيد نفسه مجددا حيث كان يسير إيابا وذهابا بړعب يخشي أن يحدث كما حدث مع زوجته السابقة في مثل ذلك اليوم عندما كانت ستلد طفلهم . شعر بيد أخيه توضع على كتفه هامسا بهدوء
يطمئنه 
_ اهدى يا أسيد ملاك الحمدلله لما دخلت العمليات كانت زي الفل وهتخرج إن شاء الله كويسة هي والعيل
_ يارب يامراد يارب
كان الجميع في توتر لا يختلف عنه حتى استمعوا إلى صوت بكاء منبعث من الداخل كان بمثابة الأكسجين له حيث جعل روحه تضج بالروح والحياة من جديد وسرعان ما لاحت ابتسامة واسعة على محياه وكان الحميع يبتسم كذلك براحة ودقائق طويلة حتى خرج الطبيب من الغرفة وأخبرهم بسلامة كل من الطفل والأم فحمد وشكر ربه مرارا وتكرارا بسعادة وقاموا بنقل ملاك إلى غرفة عادية وكان أول من دخل هو أسيد ليطمئن على زوجته وطفله وهم الباقية بالدخول فاستوقفتهم ليلى طالبة منهم أن يتركوا لهم القليل من الوقت بمفردهم .
دخل لها وتقدم نحوها ثم عانقها بفرح وقال 
_ حمدلله على سلامتك ياروح قلبي
بادلته العناق وقبل أن تتحدث وتسأل عن طفلها وجدت المنرضة تدلف به وتناوله إلى أبيه الذي حمله عنها كان شعور لا يمكن وصفه بالنسبة له وهو يحمل ابنه الذي لطالما انتظره لسنوات لوهلة أحس وكأنه يحلم وهو يتفرس ملامحه الجميلة والطفولية وهو نائم هكذا لا يصدر أي صوت ورغما عنه غامت عيناه بعبارات السعادة واحني رأسه ليطبع قبلة طويلة على جبينه وقد تغلغلت الدموع في عيناها هي كذلك عندما رأته في هذه السعادة وعيناه التي تهيمان بالدموع لأول مرة تراه فيها هكذا . اقترب وناولها إياه فضمته لصدرها وقبلته بحنان أمومي ثم رفعت نظرها له فرأت دمعة متمردة من عيناه فرت على وجنته فلم تتمكن هي الأخرى من الصمود أيضا وضمته إليها لتعانقه منخرطة في البكاء بكاء من نوع آخر .. بكاء سعادة وفرح لكلاهما ثم ابتعدت عنه ومدت يدها تمسح دمعته ثم تطلعت إلى طفلهم وقالت بصوت مبحوح في ابتسامة رائعة محاولة خلق جو جديد 
_ شبهك أوي على فكرة ركز كدا فيه
اماء برأسه في إيجاب وهو يتأمله من جديد ثم جلس بجوارها واستند بجبينه على جبينها وهمس في صوت ينسدل كالحرير ناعما كان يعبر عن مدى عشقه لها 
_ أنا لو قعدت أشرحلك للصبح أنا حاسس بأيه دلوقتي مش هنخلص صدقيني ربنا يخليكم ليا يارب وميحرمنيش منكم
أغمضت عيناها بتلذذ وراحة ثم قالت في رقة 
_ أنا هسميه يزيد أظن معندكش اعتراض أكيد
ثبت نظره في عيناها بدهشة فهما كانوا قد اتفقا على اسم قبل دخولها العمليات والآن تخبره بأنها قررت أن تجعل اسمه على اسم أخيه الذي ټوفي قبل أن يخرج للحياة رأت هي في هيناه المزيج من الدهشة والفرح والعشق الذي لا مثيل لهم فلم يعرف بماذا يجيبها سوى أنه انحنى ليلتقط شفتيها معبرا عن جزء صغير من عشقه وسعادته بهذه اللحظة .
_

تم نسخ الرابط