رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
لي بالحديث عن غيري بأشياء ليس من حق أحد أن يتحدث عنها نيابة عنهم ..
صمت قليلا ثم اردف متأملا ملامحها الباردة
عليك ان تعلمي شيئين ..
تطلعت إليه بإنتباه ليكمل
اولا ما قلته الآن عن فادي ووضعه ومشاكله ليس لغرض الغفران او تقبلك له .. لا يهمني غفرانك او تقبلك له ابدا .. هذا الأمر لا يحق لأحد مناقشتك فيه فهذا يتعلق بك نفسه .. لقد قلت ما قلته ليس لكسب تعاطفك معه بل لتفهمي إنني أعلم ما لا تعلميه لذا أتحدث هكذا والأهم إنني تصرفت معه قبل عامين وروضته نوعا ما .. حاله لم ينصلح تماما ولكن يكفيني إنني أضمن إنه لن يعبث بسوء مع اي احد وإنه لن يجرؤ و ينظر إليك مجرد النظرة حتى طالما أنت لا تتقبلين هذا ... ليس لإنني هددته فقط واستخدمت قوتي معه بل لإن فادي نفسه أدرك مدى اخطائه بعدما استفاق من غيبوبته واستوعب كل ما قام به وصعوبة غفرانه وهذا أكثر ما يطمأنني فالشخص عندما يستوعب إنه اخطأ وبقوة لن يكرر هذا الخطأ بسهولة ..
ثانيا فادي أخي .. مهما حدث سيظل أخي الأصغر وانا مسؤول عنه .. ان فكر يوما بالاقتراب منك سأدمره لكن طالما هو ملتزم في تصرفاته معك خاصة فهذا يكفيني .. ربما لن أغفر له ما حاول فعله معك مسبقا رغم وثوقي إنه لم يكن في وعيه بل لم يكن يراك انت من الأساس لكن عدم غفراني لهذا التصرف لن يلغي أهميته عندي ولن يجعلني أتخلى عنه ابدا ..
لماذا كذبت علي في اول مقابلة وأخبرتني إنه تم بتر قدمه بينما لم يكن هذا صحيح ..!
سألها بإستغراب
لماذا تذكرت هذا الآن وبعد كل هذه السنوات ..!
اجابت بصدق
كنت أود سؤالك من اول يوم عرفت به الحقيقة لكن لم أرغب في فتح اي حوار معك لذلك تنازلت عن رغبتي تلك .. لم يكن لدي مزاج في الحديث عن اي شيء في الوقت الذي كنت اهرب فيه من أي شيء يتعلق بكل ما مررت به .. لكنني فكرت إن ذلك كان نوع من جلب التعاطف لا اكثر ..
نعم هو كذلك ..
صمت وهو يتذكر ذلك الحاډث الذي كان على وشك ان يفقد فيه فادي قدمه لكن استطاع الاطباء انقاذ قدمه من البتر بمعجزة ..
عندما التقى به أخبرها عن مرضه الذي لم يكن سوى خدعه من فادي وقرر ان يضيف كڈبة صغيره وهو إن احدى قدميه بترت بسبب هذا المړض بعدما تذكر ذلك الحاډث فجأة ..
هزت رأسها بيأس منه ثم همت بالإتجاه نحو السرير لتنام ..
توقفت بجانب السرير وقالت فجأة
صحيح نسيت أن أخبرك إن سبب ڠضبي وقولي لما قلته اليوم والدتك .. والدتك أخبرتني إنك كنت تقضي اليومين السابقين مع عشيقتك .. وأخبرتني ايضا إنها طبيعتك ولن تتغير وإنك مع مرور الوقت سوف تفعل كل هذا وبشكل علني وأنا سأشاهد هذا دون أن أقول شيئا ..
ربما اخطأت بحديثي لكن حديث والدتك وغيابك لساعات وقبلها غيابك طوال اليومين جعل الشك يتسلل لقلبي خاصة إني أعلم إن لديك العديد من العشيقات سابقا.. لذا لا تلومني على خطئا حدث رغما عني نتيجة لما شاهدته وسمعته ..
نظر اليها دون رد لترفع لحاف السرير وتندس فيه وتغمض عينيها بقوة ..
........
صباحا ..
فتحت عينيها واعتدلت في جلستها بسرعة لتجد الجناح خاليا منه ..
حملت هاتفها وقررت الاتصال به بسرعة ليأتيها صوته بعد ثواني فتهتف به بسرعة
متى خرجت ..! هل ذهبت الى الشركة ..!
جاءها صوته الخاڤت
اولا هناك شيء اسمه تحية الصباح .. ثانيا انا في الأسفل أتناول إفطاري وسأخرج بعد قليل ..
انتظرني .. سآتي عندك ..
ثم اغلقت الهاتف واتجهت مسرعة نحو الخزانة لتغير ملابسها لتتفاجئ به يدلف الى الجناح بعد دقيقتين فتحمد ربها انها كانت قد انتهت من ارتداء بنطالها والتيشرت خاصتها بحمالاته الرفيعة فسارعت لترتدي سترتها وهي تهتف به على عجلة
لقد انتهيت .. سآتي معك ..
سأل بوجوم
الى اين تأتين ..!
ردت بجدية وهي تغلق الازرار العلوية من سترتها
الى الشركة ..
ثم سألته بدهشة
لا تخبرني إنني لن أستمر في عملي عندك .. لقد اتفقنا إنني سأعمل عندك حتى يصدر قرار تعييني كمعيدة ..
رد بهدوء
لم أقل هذا لكن ما زال الوقت مبكرا للغاية على العودة الى العمل .. انتظري اسبوع على الاقل ..
هتفت به
لماذا ..! انت بنفسك عدت الى العمل منذ ثاني يوم .. ما المشكلة اذا عدت انا ايضا ..!
رد بجدية
انا اضطررت بسبب اعمالي ..
هتفت ببرود
طالما أحدنا عاد فلن تؤثر عودة الثاني .. بالعكس هذا سيكون افضل ..
أفضل من أي ناحية ..!
سألها بسخرية لترد بفتور
بالنسبة لي هو أفضل .. أنا أراه هكذا ..
زفر أنفاسه ثم قال بملل
كما تشائين ..
ثم اكمل
انا سأتحدث مع والدتي قليلا ثم انتظرك بالأسفل كي نرحل ..
هزت رأسها دون ان تنظر اليه فهي تقف امام المرآة ترفع شعرها بتسريحة بسيطة لتسمع صوت الباب يغلق فتكمل ما بدأته بسرعة ..
......
ماذا هناك يا قيصر ..!لقد أخبرتني الخادمة إنك تريدني ..
قالتها كوثر وهي تجلس أمامه واضعة قدما فوق الاخرى ليتأملها بصمت وهدوء قبل ان يسأل
الى متى أخبريني ..!
نظرت اليه بعدم استيعاب لتجده يكمل
الى متى ستفعلين ما تفعلينه ..! والى متى سأتغاضى عن تصرفاتك ..!
ماذا حدث ولم تتحدث معي هكذا ..!
سألته بضيق ليرد بجدية
ألن تنتهي تصرفاتك هذه ابدا ..! ألن تتوقفي عما تفعلينه ..! ألم تفهمي
متابعة القراءة