رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ولكل حاډث حديث ..
دلف قيصر الى القصر بعدما فتحت الخادمة له الباب ليلقي التحية ثم يتحرك متجها الى الطابق العلوي حيث جناحه ..
ارتقى درجات السلم وصعد الى الطابق العلوي ليجد والدته خلفه تنادي عليه ولا يعرف متى ومن أين خرجت ..
إلتفت نحوها يرمقها بنظراته الباردة بينما تتقدم هي نحوه ترسم إبتسامة على شفتيها وتقول
أكملت مدعية القلق
هل هناك مشكلة يا قيصر ..! ماذا حدث لتخرج كل هذه المدة في ثاني يوم بعد زفافك ..!
رد بهدوء
لا توجد اي مشكلة.. فقط يبدو إنني سأقدم موعد سفري مع زوجتي إسبوع لذا إضطررت للذهاب مبكرا الى الشركة لإنهاء تلك الأمور المتعلقة في الصفقة ..
ليتك تمهلت قليلا في موعد زواجك .. كنت على الآقل سافرت فورا بعد الزفاف ..
لا تقلقي علي ... سأعوض هذه الفترة جيدا .. في الأساس كثفت مجهودي كي أسافر في أسرع وقت وأبقى مدة طويلة هناك..
سألته بحنق مخفي
كم يوما ستسافر وإلى أين ستذهب ..!
أجاب بجدية
لدي وجهتي الخاصة في السفر .. سأبقى شهرا كاملا على الأقل ..
ولماذا لا تخبرني عن وجهة سفرك ..! هل هو سر ..!
شيء من هذا القبيل ..
ثم ربت على ذراعها وقال بنبرة هادئة
يجب أن أذهب الآن فزوجتي تنتظرني منذ الصباح ..
ثم تحرك متجها نحو جناحه ليدلف إليه فتنتفض هي من مكانها بسرعة ..
أغلق باب الجناح وتقدم نحوها وقال
مساء الخير ..
ردت بفتور
مساء النور ..
اتجه نحو الخزانة وخلع سترته ثم علقھا في مكانها ليبدأ بفك أزرار قميصه فيجدها تقترب منه وتقف خلفه تهتف بتردد
توقف عما يفعله وإلتفت نحوها يسألها
نعم ماذا هناك ..!
ردت بخفوت
أعتذر عما بدر مني من تصرفات .. لكن والله لم أقصد ما فعلته .. انا فقط متوترة كثيرا .. التغيير الذي طرأ على حياتي ليس هينا ويجعلني أتصرف بلا وعي .. لا أرغب بإزعاجك كما تظن ولا أحب أن أكون طفولية وسخيفة هكذا في تصرفاتي لكنني بالفعل متوترة كونني في بداية الزواج ليس إلا ..
جيد .. هذه تعتبر بداية جيدة فطالما إنك أدركت خطأك ستكونين قادرة على تصحيحه ..
قاطعته بإصرار
ليس خطئا بالمعنى الحرفي .. الأمر فقط إن توتري وقلقي هما من كانا يتحكمان بتصرفاتي ..
وهل توقفا عن ذلك الآن ..!
أومأت برأسها ليبتسم ببرود ويقول
لا أعلم لماذا لا أستطيع تصديقك يا شمس ..!
سألته بضيق خفي
ماذا أفعل كي تصدق ..!
رد بهدوء
لا أعلم .. فكري انت ..
نظرت اليه بحيرة قبل أن تسمعه يهتف بها
اقتربي ..
نظرت إليه بتردد فهمس مكررا
اقتربي يا شمس ولا تخافي فأنا لن آكلك ..
نظرت اليه وقد دب الخۏف في أعماقها وفي داخلها طرأت فكرة غريبة ..
ماذا لو تحولت ادعائاتها عن مخاوفها من العلاقة الزوجية الى حقيقة..!
ما بالها تنظر إليه برهبة ونبضات قلبة مرتفعة ..!
ولماذا يريد هو منها الإقتراب منه ..! هل ينوي على شيء غير مستعدة له أبدا أم إنه طلبه هذا لا يحمل خلفه شيئا مرهبا كما تظن ..!
سارت نحوه بخطوات بطيئة ووقفت أمامه تنظر إليه بنظرات زائغة لترتفع نبضات قلبها أكثر ويتضاعف توترها حينما وجدتها ينحني قليلا ناحيتها فشعرت بشفتيها ترتجفان لا إراديا ..
لحظات قليلا وتجمدت مكانها وهي تشعر بذلك الشيء البارد يطوق عنقها بينما يهمس هو جانب اذنها بخفة
هذا العقد هديتي لك بمناسبة زواجنا .. كان من المفترض أن أهديه لك صباح البارحة لكن أجلته الى اليوم ..
الفصل الثالث والثلاثون
إلتفتت نحوه وهي تلمس العقد الماسي بأناملها لا إراديا ثم همست بخفوت
شكرا لك ..
ألن تريه ..!
كان يتحدث عن العقد حيث سارت نحو المرآة وتأملته بتصميمه الناعم الرقيق لتهتف بصدق
إنه رائع .. أعجبني للغاية ..
ابتسم وهو يتأمل عنقها الأبيض المزين به ورد
من الجيد إنه أعجبك ..
استدارت نحوه مره أخرى وهتفت بخجل فاجئه
لم يكن له داعي .. يعني لقد اشتريت لي طقما ماسيا ..
قاطعها بهدوء
ذلك الطاقم هو جزء من مهرك اما هذا فهو هديتي لك ..
وما مناسبة تلك الهدية ..!
رد وهو يعاود فك بقية ازرار قميصه
ليس من الضروري وجود مناسبة كي يهدي الزوج زوجته هدية ..
نظرت الى جذعه العاړي بخجل بينما لم ينتبه هو لها لتحمحم وهي تتجه نحو السرير وتحمل هاتفها تدعي إنها تعبث به
أريد الذهاب الى اهلي .. أريد رؤيتهم ..
لا مشكلة .. سنذهب غدا ..
رفعت أنظارها من فوق هاتفها لتجده ارتدى تيشرت خفيف فهتفت بسرعة
ولم غدا ..! أريد الذهاب اليوم ..
رد بجدية
لا يصح يا شمس .. اصبري يومين بعد الزفاف على الاقل ..
نظرت اليه بعدم رضا ليزفر أنفاسه ويقول بتروي بعدما جلس بجانبها
لا أفعل هذا عنادا بالطبع .. المنطق يقول هذا ..
هتفت بسرعة
بالطبع اعلم .. ما تقوله صحيح .. لكنني اشتقت لهم وأود رؤيتهم ..
غدا سآخذك لهم ..
ابتسمت برقة وقالت
شكرا ..
رفع حاجبه بذهول من تلك النبرة الناعمة وقال
عفوا ..
أردف متسائلا
هل تناولت طعامك ..!
ردت بضيق
كلا ..
لماذا ..!
أجابت بخفوت
خجلت أن أتناول الطعام لوحدي مع عائلتك لأول مرة ..
قال بجدية
ليس من الضروري ان تتناولي طعامك معهم .. كان من الممكن ان تتناوليه هنا .. بالتأكيد روز أوصت بذلك .. لن تنسى شيئا كهذا ابدا ..
ردت بعفوية
نعم أخبرتني الخادمة بذلك لكنني رفضت .. خجلت من ذلك ..
تنهد ورد
لا يجب أن تخجلي من أي شيء في هذا القصر ..
أردف بعدها
أنت هنا مثلك مثل أخواتي بل مثل جميع افراد العائلة ..تصرفي على هذا الاساس ..
نهض بعدها من مكانه وخرج دون ان ينتظر ردها ليعود بعد مدة وخلفه الخادمة التي وضعت صينية الطعام على الطاولة ثم سألتها هي وقيصر اذا ما يريدان شيئا آخر ..
خرجت الخادمة لتجده يتجه نحو الكنبة ويجلس عليها مقلبا في هاتفه لتظل في مكانها فيرفع بصره نحوها بعد فترة قصيرة ويسألها مستغربا
ألن تتناولي طعامك ..! سيبرد الطعام ..
سألت بجدية
ألن تتناول طعام غدائك معي أم إنك تناولته في الخارج ..!
رد وهو يعاود التقليب في هاتفه
تناولته في الخارج ..
نظرت إليه بشك دون أن تعقب ليهتف بها مرة اخرى دون أن ينظر إليها
ماذا تنتظرين ..! تناوليه هيا ..
نهضت من مكانها على مضض لتجلس وتبدأ في تناول
متابعة القراءة