رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
نزوله لتغيير ملابسه ..
ثم حملت حقيبتها وسارعت للخروج اليه ..
حمدت ربها إنها لم تلتق بأحد اثناء خروجها ثم سارت نحو سيارته التي كان يقودها هو كعادته منذ مدة ..
فتحت الباب ودلفت الى الداخل تسأله بسرعة
لماذا لم تغير ملابسك في الجناح ..!
ثم تأملت بذلته التي لا تشبه تلك التي خرج بها صباحا لتكمل باستغراب
توقفت حينما استدار نحوها وقد تشنجت ملامحه كليا وهو يهتف
لماذا لم ترتدي الفستان الذي اخترته ..!
ردت ببساطة
لإنني اخترت هذا من الاول ..
رد بجدية
ولكن ذلك أعجبني اكثر ..
وانا اردت هذا ..
قالتها بعناد ثم اكملت
واذا لا ترغب بحضوري به فبإمكاني العودة من حيث اتيت واذهب لوحدك ...
قالها بحدة ليسمعها تجيب
لا الوي ذراعك ولا انوي ان افعل ولكنك بدورك عليك ان تعلم إنني لا احب ان ارتدي ما لا أريد ..
ضغط على اعصابه بقوة ثم التفتت يضغط على المقود بيديه يفكر بما وعد نفسه به وما قرره من طريقة تعامل جديدة معها لذا أجبر نفسه على تحريك السيارة مسيطرا على غضبه منها ..
دلفت شمس وهي تتأبط ذراعه الى الحفل ليتقدم صاحب الحفل مع زوجته منهما حيث رحبا بهما بشكل خاص ادركت من خلاله مكانة زوجها عندهما ومدى احترامهما له والذي ظهر جليا من الاهتمام الشديد والترحيب الحار والذي نالت هي منه بدورها الكثير ..
مع مرور الوقت بدأ الجميع يرحب به اوبزوجها بشكل خاص اضافة الى كلمات المديح عليها وعلى جمالها فقد تسلطت العيون عليها بشكل خاص كونها المرة الاولى التي تظهر بها علنيا في مجتمعهم بعد حفل الزفاف وبالرغم من كونها تعلم ان اغلب الموجودين كانوا موجودين في زفافها اذا لم يكن اكملهم لكنها لم تتعرف على ايا منهم ..
تقدم احد الموجودين منهم والذي كان شابا في بداية الثلاثينات حيث رحب بزوجها قائلا
قيصر باشا .. سعدت برؤيتك كثيرا ..
اكمل بعدها
مبارك الزفاف يا باشا ..
ابتسم قيصر مجاملة ابتسامة لم تصل الى عينه ورد بفتور
زوجتك أليس كذلك ..!
سأله اسعد متجها بعينيه نحو شمس يتأملها بنظرات شديدة الاعجاب قبل ان يمد كفه نحوه فتبادله تحيته وهو تضع كفها في كفه ليهمس
ذوقك رائع يا باشا .. حقا اختيار موفق .. تشرفت بمعرفتك يا هانم ..
احتقنت ملامح قيصر كليا من نظرات اسعد الصريحة فهو اكثر من يعرفه ويعرف وقاحته ..
اشكرك يا بك ..
العفو يا هانم ..
ابتسم وهو يعاود النظر الى قيصر الذي لم يبادله ابتسامته ليستأذن منهما الرحيل ..
نظر قيصر الى اثره قبل ان يتجه بأنظاره نحو ملامحها المتغضنة فيلتفت بتعجب حيث تنظر ليتفاجئ بوجود ريتا التي دخلت لتوها الحفل بملامح مشعة ثم سرعان ما انتبهت اليه لتتقدم نحوه بسرعة رغم انتباهها الى شمس حيث سارت نحوه وابتسامة واسعة تشق فمها حتى اذنيها لتمد كفها نحوه تهتف بترحيب
اهلا يا باشا .. لا أصدق عيني ... أنرت المكان بوجودك ..
رد وهو يبتسم برسمية ويلتقط كف يدها بخفة تحت انظار شمس التي تشنجت كليا
اهلا ريتا .. سعدت برؤيتك ..
احتقنت ملامح شمس وشعرت بتلك اللحظة ان الجميع ينظر اليها الآن متأملين ردة فعلها ورغما عنها شعرت بصدرها يغلي من شدة الڠضب ..
انا الاسعد يا باشا ..
ثم الټفت اخيرا نحوها تحييها بإقتضاب دون ان تمد يدها حتى
كيف حالك يا هانم ..! مبارك الزفاف ..
ردت شمس بوجه كاره صريح
بأفضل حال .. أشكرك وعقبالك ..
قالت جملتها الاخيرة بإبتسامة ذات مغزى انتبهت عليها ريتا وقيصر كذلك لتبتسم ريتا مجاملة ثم بدأت بتحية الموجودين واحدا تلو الآخر فتهمس شمس لزوجها
سأذهب لتعديل مكياجي واعود ..
هز رأسه متفهما ونظراته تلاحقها ..
خرجت شمس من القاعة تأخذ نفسا عميقا قبل ان تتجه الى الحمام وتبدأ بتأمل وجهها محاولة اعادة ملامحه الى طبيعتها ..
خرجت بعد مدة لتتفاجئ بأسعد يقترب منها ويسألها بإهتمام
هل انت بخير يا هانم .. تبدين مرهقة ..
ردت بضيق مخفي
انا بخير .. لا تقلق ..
سألها مرة اخرى
اذا تريدين بإمكانك ان انادي قيصر باشا ..
قاطعه صوت قيصر الرجولي القوي
لا داعي لذلك .. زوجها بنفسه أتى عندها ..
شعر اسعد الحرج وهو يخبره إنه رأها بالصدفة وشعر بإنها مرهقة ليومأ قيصر رأسه بإقتضاب دون رد ..
انسحب اسعد بسرعة بينما سألها قيصر بإهتمام
هل انت بخير ..!
اجابته بسرعة
نعم بخير .. فقط اردت التأكيد من مكياجي وتعديله قليلا ..
هتف بعدها للحظة
اسعد هذا لا تتحدثي معه ابدا ..
لماذا ..!
سألته مستغربة ليرد بجدية
سأخبرك فيما بعد .. المهم لا تسمحي له باالاقتراب منك مع إنني لا انوي تركك ابدا خلال الحفلة لكن اذا ما اضطررت لذلك صديه فورا ..
لم ينتظر ردها قبل ان يسحبها خلفه الى الحفلة لتقف من جديد بجانبه وسط الحضور ..
عادت ريتا تقترب من مكانهما حيث تقصدت ان تقف بجانب قيصر بعد مدة تطرح عليه بعض الاسئلة فأخذ يجاريها بأسئلتها التي ازدادت مع مرور الوقت ..
شعرت شمس بالإختناق من اندماج قيصر بحديه معها ومع غيرها لتنسحب فجأة دون ان تستأذن منه وتسير الى احد اركان الحفلة قبل ان تشعر بأسعد خلفها يبتسم لها ويبدأ بطرح الاحاديث معه ..
همت بصده لكنها تراجعت وهي تتذكر تفاعل زوجها مع عشيقته السابقة لتبتسم مجاملة وهي تحاول التجاذب مع احاديثه غير منتبهة لنظرات الذي كان يجاري ريتا في احاديثها اللا تنتهي بينما عقله وبصره معها هي وحدها ..
..
كان يراقبها من بعيد بعينين محتقنتين متجاهلا حديث ريتا التي كانت تحاول جذب انتباهه بعيدا عن تلك الصغيرة لكن دون فائدة ..
إلتفت أخيرا نحوها منهيا الحوار الذي لم يفهم منه شيئا
حسنا ريتا .. نتحدث فيما بعد .. لا المكان ولا الزمان مناسبان للحديث ..
ضغطت على شفتيها تكبح جماح ڠضبها الذي تضاعف بتجاهله الصريح لها ثم لمعت فجأة فكرة في رأسها فقالت بسرعة
كما تشاء يا قيصر .. ما رأيك أن تأتي الى منزلي غدا ونتحدث ..! كما إنني إشتقت إليك حقا وأرغب في إعادة ليالينا الماضية ..
لامست ذراعه بإغواء ليرد بسرعة
حسنا .. سآتي ..
ثم تحرك بخطوات جاهد لجعلها هادئة رزينة نحوها ليقف بجانبها محيطا خسرها بتملك إرتجف على آثره جسدها الناعم بشكل لا إرادي ..
همس لها بجانب إذنها من بين أسنانه
إسبقيني الى الخارج ..
ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه بتوجس قبل أن ترسم
متابعة القراءة