رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
وسألها
هل تخافين منها ..!
هزت كتفيها وهي ترد بثقة
لا أخاف بالطبع ولكن لا أحب التشاجر معها ..
تبدين مشاغبة أكثر منها ..
قالها وهو يبتسم على ملامحها التي تنطق بالشغب في هذه اللحظة لتهتف به
هذا صحيح ..
ثم أردفت بعدها بجدية
صحيح شمس مشاغبة وشقية نوعا ما لكنها ليست ذات عقلية طفولية أبدا .. هي واعية للغاية وذكية فوق ما تتصور إلا إنها تحب المزاح والمرح كثيرا ..
قالها وهو يتذكر كافة المواقف التي جمعته بها والتي تؤكد جميعها ذلك ..
....
أخبريني يا شمس .. ما بالك ..! تبدين غير مرتاحة ..! هل حدث شيء ما ..! هل أزعجك زوجك أم أحدا من عائلته ..!
نظرت اليها شمس بتردد قبل أن تقرر البوح بما يحدث فلا أحد سيساعدها كوالدتها فبدأت تخبرها بكافة المواقف التي جمعتها بقيصر بعد الزفاف ..
أيتها البلهاء الغبية .. كيف تفعلين هذا ..! هل هذه تصرفات تليق بفتاة ناضجة .. ! أخبريني هيا ..
ماما انا ..
قاطعتها والدتها بعصبيه
هذه التصرفات الطفولية الرعناء تقوم بها فتاة في المرحلة الإبتدائية .. بالكثير في مرحلتها المتوسطة وليست خريجة جامعية تجاوزت الثانية والعشرين من عمرها ..
كيف تفعلين هذا ..! كيف تتصرفين بهذه الطريقة ..! لا يوجد مبرر واحد لهذه التصرفات الحمقاء .. الرجل لم يفعل شيئا واحدا مسيئا حتى كي أضع عذرا لتصرفاتك هذا .. وكيف سيفعل أصلا فأنت ماشاءالله بدأت بأفعالك المتخلفة منذ اول يوم بل منذ اول ليلة .. بعد الزفاف مباشرة .. هل هذه تصرفات مناسبة يا شمس ..! هل هذه نصائحي لك ..!
ماذا أخبرتك انا يا شمس ..! ألم أخبرك أن تكوني زوجة بحق وتراعي زوجك وتتقي الله بكافة تصرفتك ..! ألم أخبرك إن هذا واجبك ..! لقد حذرتك بالعديد من التصرفات .. نعم أخبرتك ألا تكوني خاضعة بشكل مبالغ فيه وألا تكوني مستسلمة له تماما لكن أن تراعي الله وتتصرفي معه كما يحكم عليه الواجب .. ما هذا الهراء ..! ولماذا تفعلين هذا ..! علام تنوين بالضبط وماذا تنتظرين من تصرفاتك هذه ..!
أريد ..
صمتت ثم اكملت بعد لحظات
أريد التأكد من كونه شخص موثوق به قبل أن أكون له زوجة حقيقية في كل شيء ..
رفعت مها خاجبها وسألت
ماذا يعني هذا الآن ..!
بدأت شمس تسرد على مسامع والدتها أسبابها بإختصار
أريد أن أتأكد من اخلاصه لي .. من كونه لن يكون مع اخرى غيري في اي وضع .. اذا تحمل عدم تقاربنا لمدة فهذا يعني إنه لم يتزوجني لأجل الرغبة فقط بل كونه يراني زوجة مكملة له ولحياته .. كما إنني أردت أن يدرك إنني لست هينة وإن لدي حياتي وأفكاري وتصرفاتي كي لا يفرض سيطرته علي او تظهر تحكماته ويظهر تسلطه مع مرور الوقت ..
هذا كله هراء .. لماذا تزوجته اذا طالما إنك لا تثقين به بعد ..! لماذا وافقت عليه ..! اسمعيني يا فتاة .. هذا كله ليس منطقيا ابدا وغير مقبولا بالنسبة لي .. اياك ثم إياك أن تستمري في طريقة تفكيرك هذه لإنك سوف تخسرين الكثير .. إخلاصه تستطيعين التأكد منه مع مرور الوقت .. عندما تدركين مدى إكتفائه بك فتتولد ثقة داخلك نحوه تكبر مع مرور السنوات والعشرة .. واذا لم يحدث وخانك لا سامح الله فلكل حاډث حديث حينها لكن ليس من المعقول ان نفكر من الآن بهذا .. اما عن موضوع التحكم والتسلط فهنا ايضا لا يجب أن تسبقي الأمور .. الأيام ستكشف لك كل شيء ..
أكملت بعدها
أنت رسميا زوجته .. لقد أصبح زوجك وانتهى الأمر .. استوعبي هذا يا شمس ..
نظرت الى والدتها التي استمرت في الحديث معها محاولة تقويم افكارها قدر المستطاع ..
...
اوقف قيصر سيارته امام بوابة القصر ليلتفت نحوها متأملا اياها حيث كانت شاردة طوال الطريق تفكر في حديث والدتها وتحذيراتها ثم توصياتها لها ..
هتف بها
هيا انزلي .. لدي مشوار هام .. سأعود بعد مدة قصيرة ..
نظرت اليه بشك سببها كلمات والدتها لكنها حاولت تجاهله وهي تبتسم وتهتف برقة
سأنتظرك ..
خرجت من السيارة ودخلت الى القصر ثم صعدت مسرعة الى الجناح وقد قررت ان تحاول تعديل اسلوبها وتصرفاتها معه بناء على نصائح والدتها ..
مرت اكثر من اربع ساعات وقيصر لم يعد فتولد الڠضب داخلها وكلمات كوثر تتردد داخل اذنها مغذية شكوكها ..
أين قضى كل هذه الساعات ..! مع من سيكون طوال هذه المدة ..!
احتقنت ملامحها كليا وبدأ غصبها يتضاعف كلما مر وقت أكثر ..
حل المساء وهي تنتظره ..
عاد اخيرا ودلف الى جناحه بملامح مرهقة فقد قضى اليوم بأكمله يعمل مع خالد على الصفقة القادمة ...
ألقى تحية المساء واتجه نحو الخزانة لتغيير ملابسه غير منتبها الى الڠضب الذي يسيطر على ملامحها ..
أين كنت طوال اليوم ..!
إلتفت على سؤالها الغاضب ليتأمل ملامحها المشدودة فيرد ببرود
ليس من شأنك ..
عاد يلتفت نحو الخزانة ليسمعها تصرخ به
بلى من شأني .. أنا لن أقبل بهذه التصرفات القڈرة أبدا ..
استدار نحوها مرة أخرى بوجه جامد لتردف دون أن تنتظر رده
حذرتك مسبقا .. إن كنت تظن إنني غبيه كي لا أنتبه لما يجري من حولي فأنت مخطأ ..
أردفت وهي تتأمله بنفور
لكن ماذا أتوقع من رجل مثلك ..! بالطبع ستجري الى اول عشيقة تجدها أمامك ما أن تمتنع عنك زوجتك كي تلبي رغباتك من خلالها .. الأمر ليس صعبا .. اذا زوجتك لم تمنحنك ما تريد فهناك الكثيرات غيرها وكلهن طوع بنانك..
أنهت حديثها لتتأمل عينيه المشتعلين پغضب مرعب جعلها تشعر إنه سيقتلها لا محالة ..
الفصل الرابع والثلاثون
نظراته القاتمة أرعبتها ..
همت بالحديث تدافع عن نفسها و ما قالته
أنت لا يحق ..
قاطعها قبل ان تنهي جملتها حتى بصوت قاسې مخيف
اخرسي ..
تجمدت الكلمات على شفتيها وشعرت بنفسها غير قادرة أن تدافع عن نفسها بينما هو مسلطا نظراته المرعبة عليها ليهتف بصوت بث الړعب داخلها
تصرفاتي قڈرة وأجري الى اول عشيقة ما إن تمتنعي من تلبية رغباتي .. !!
صاح بصوت عاصف
أنا هكذا اذا .. أليس كذلك ..!
ارتجف جسدها بقوة وطفرت الدموع داخل عينيها من شدة الهلع لكنه لم يهتم وهو يجذبها من ذراعها ويكمل بصوت كالفحيح
لم يكن عليك اشعال ڠضبي أبدا يا شمس لكن طالما فعلت هذه فتلقي نتيجة أفعالك وانظري كيف أكون أنا عندما أغضب بحق
متابعة القراءة