رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
خاص بي ..! رفضت الأشياء التي تتقيدون انتم بها في حياتكم التي يبدو انك نسيت انها تختلف عن حياتي .. هل أنا مجبرة للتصرف مثلكم وتغيير نمط حياتي وجعله موازيا لنمط حياتكم ..! هل أنا مجبرة على حضور حفلات لم أحضرها مسبقا والأهم إنني لا أرغب بحضورها لإنني أعلم جيدا إن اجواءها لا تناسبني .. ..!
نظر اليها بصمت ثم قال بعد لحظات
زفر انفاسه ورد
حتى لو لم تكون معتادة بإمكانك الاعتياد .. لست اول واحدة تتزوج رجلا من مجتمع لا يشبه مجتمعها التي عاشت به .. لست الاولى ولن تكوني الاخيرة .. انت حتى لم تحاول .. ربما لن يكون الامر صعبا والأهم هذه الحفلات لا تحدث يوميا بل بين فترة وأخرى وانت من واجبك ان ترافقيني بها ..
ولكن اخبريني يا شمس .. هل أنت بالفعل ترفضين فقط الاشياء الغير مناسبة .. !
ردت بسرعة
نعم .. اسمعني يا قيصر وافهمني .. مجتمعكم عموما لا يناسبني ولا يعجبني .. انا امامي خيارين .. اما إن أواكبكم في نمط حياتكم وتصرفاتكم مجبرة فأمثل إنني أشبهكم وتأقلمت معكم او أتصرف بطبيعتي ولا أفعل شيئا لا أحبه ولا يشبهني ..
وهل جميع الأشياء التي ترفضين القيام بها تخص مجتمعنا فقط ..! ماذا عن رفضك أتمام زواجنا ..! أخبريني هيا .. هل هذه من ضمن الأشياء التي لا تناسب نمط حياتك المعتزة به ..!
ابتلعت ريقها وردت
ما شأن هذا بحديثنا ..! اخبرتك إن الأمر خارج عن يدي ..
لا تكذبي .. كلانا يعرف ان ما قلته تلك الليلة كان كڈبة لا أكثر .. أنت تمتنعين عني بإرادتك .. ورغم ادراكي لهذا من اول يوم لم أجبرك على إتمام زواجنا لإنني لا أمتلك إمرآة اجبارا ..
طغى الخجل عليها لتسمعه يهتف بصرامة
ستحضرين هذا الحفل ولا جدال في قراري ..
تنهد بضيق وهو يعود برأسه الى الخلف ويتذكر حديثا اخر جمعهما مساء البارحة حينما هتفت به فجأة وهو يتناول قهوته في الجناح
ليرد ببرود
مكانك محفوظ في الشركة .. متى ما أردت العودة ستجديه ينتظرك ..
ولكن في مكتب خاص بي ..أليس كذلك ..!
سألته بعصبية مكتومة ليرد ببساطة
بالطبع ..
نهضت من مكانها وعقدت ذراعيها امام صدرها تهتف به
وماذا اذا قررت العمل في شركة اخرى ..!
يعني أرفض عملك مع مجموعة موظفين في نفسك المكتب من جهة و أقبل عملك في شركة غير شركتي من جهة .. هل فكرت جيدا في كلامك قبل أن تقولينه أم خرج منك دون التفكير كالعادة ..!
صاح بعدها بحدة
عودي لمكانك فلا مزاج لي بسماع هذه التفاهات ..
احتقنت ملامحها كليا لتهتف بتوعد
حسنا .. ارفض كما تشاء .. لكن والله لن أمرر طريقة حديثك هذه مهما حدث ..
منحها نظرة متهكمة قبل ان يرتشف من فنجانه بلا مبالاة ..
ابتسم ساخرا وهو يفكر إنها بالفعل طفلة صغيرة تحتاج لمن يروضها كي تصبح إمرآة بحق ..
عاد وتذكر اعتراضها صباح اليوم على تعيين سائق خاص بها بعدما أخبرها بإنه سيشتري سيارة خاصة لها ويختار سائقا مناسبا ليجدها تعترض
لا اريد سائق .. استطيع قيادتها بنفسي ..
ليرد بهدوء
بإمكانك قيادتها في بعض الاحيان لكن عموما ستحتاجين سائقا معك ..
أخبرتك إنني لا أحب هذه الاشياء .. لا أحب هذه المظاهر التي لا فائدة منها ..
قاطعها بصرامة
بل ستحبين .. اسمعيني لقد مللت من دلالك هذا .. لا تظنين إنني من النوع الصبور ابدا .. صبري ينفذ يا شمس وعلى وشك الانتهاء وحينها لن اتغاضى عن ابسط تصرفاتك ..
اغمض عينيه بإرهاق حقيقي من كل ما حدث حتى الآن ليسمع طرقات على باب مكتبه يتبعه دخول حاتم اليه وهو يحييه قبل أن يتقدم نحوه ..
.....
كان حاتم جالسا امامه يتأمل شروده وهو يعبث بقلمه بملل قبل أن ينطق فجأة
ماذا الان ..! إنها المرة الاولى التي أراك بها شاردا هكذا ..
رد بجدية وقد أيقظه سؤاله من افكاره
لا شيء ..
نظر اليه حاتم ثم قال
قيصر .. انا أرى إنك لست سعيدا بزواجك .. الامر يبدو واضحا .. في وضع اخر لو رأيت صديقي تعيسا و غير مرتاحا خلال اول اسبوع من زواجه لكنت طلبت منه ان يطلق زوجته لكن في وضعك انت لن افعل هذا بل سأخبرك بوضوح ان تتحمل نتيجة اختيارك والأهم انك مسؤول بشكل اساسي عن تصرفات زوجتك مهما بلغ ازعاجها ..
نظر اليه قيصر بصمت ليردف حاتم
جميع تصرفات شمس ناتجة عن تراكمات داخلها منك ومن مواقفك القديمة معها .. عليك ان تفهن هذا اولا مثلما عليك ان تراعي فرق السن بينكما .. فرق السن الذي يجعلك المسؤول الاول عن انجاح هذه العلاقة ..
صمتت قليلا ثم قال
اترك كبريائك وغرورك على جنب .. انها زوجتك وتصغرك بأكثر من ثلاثة عشر عاما اضافة الى طبيعة علاقتكما وما حدث بينكما منذ عامين لذا عليك احتوائها اولا ومراعاة كل هذا .. ليس من الضروري ان تخضع لها لكن بإمكانك الاهتمام بها أكثر .. التمهل معها والترفق بإسلوبك .. حاول ان تكسبها من خلال اسلوب رقيق حاني .. انت لست غبيا كما إنك عاشرت العديد من النساء .. حاول ان تكسبها تدريجيا كي لا ټندم عندما تخرج الأمور تماما من تحت سيطرتك فيما بعد ..
حدق به قيصر بصمت للحظات قبل ان يتنهد وهو يقول
سأحاول ..
اتمنى ذلك حقا يا قيصر .. واذا حاولت اكثر من مرة دون نتيجة فحينها بإمكانك ان تطلقها دون أن يؤنبك ضميرك لأجلها مع إني أشك إنك تريد تطليقها يوما ..
قال حاتم جملته الأخيرة بنبرة ذات مغزى ليطالعه قيصر بصمت فيبدأ حاتم بالحديث عن بضعة مواضيع اخرى محاولا تغيير الموضوع ..
خرج حاتم بعد مدة ليحمل قيصر هاتفه ويقرر الاتصال بها ..
جاءه صوتها الناعم بعد مدة يحييه بهدوء غريب فيهتف بها بعدما رد التحية
هل انت في منزل عائلتك ..!
ليأتيه جوابها الهادئ
نعم انا هناك .. هل تريد شيئا ..!
رد بجدية
كلا فقط أخبرك ان تبحثي عن فستان مناسب لأجل حفلة الغد ..
فوجئ بها تهتف بصوت رقيق
سأفعل .. بعد قليل سأخرج من عند والدتي وأذهب لشراء فستان ..
قال بجدية
رائع .. أراك مساءا اذا ..
ان شاءالله ..
ودعها ثم اغلق الهاتف مستغربا من هدوئها والأهم تعاطيها بأمر فستان الحفلة بقبول ..
......
اغلقت شمس هاتفها ونظرت الى والدتها التي قالت بسرعة
احسنت
متابعة القراءة