رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تفكري ان زواجك من قيصر سببا في جعل الناس يفكرون بك هكذا .. الناس بطبيعتها لا يعجبها احد والكثير منهم يحاول الإستنقاص من الشخص الناجح بأي طريقة ممكنة .. حتى لو كنت متزوجة من رجل عادي سيجدون اي طريقة لإنكار اي نجاح تقومين به ..
نظرت شمس اليها وهي تفكر إن حديثها مقنع ومنطقي فهي تقول الواقع ..
شعرت بالمرارة من تصرفاتها التي تثبت عدم وعيها بل تهورها وغبائها ..
مالذي حدث ولم تغيرت هكذا والأهم ان غبائها وتهورها لا يظهران الا في الأشياء التي تخصه ..!
نظرت الى لميس مرة اخرى وهي تبتسم بخفة وتعد نفسها ان تراجع تصرفاتها وما يحدث معها من جديد..
بعد مرور ثلاثة ايام ..
كان فادي يجلس امام والدته التي تتحدث دون توقف عن وجوب عودته الى القصر فهذا مكانه الاصلي والذي لا يجب أن يتركه لأي سبب كان ..
كان فادي يستمع اليها بصمت دون اي رد منه ولا ظهور اي تعبير واضح على وجهه ..
هتف اخيرا بملل
حسنا ماما فهمت حديثك جيدا ..
ثم أكمل بعدها كاذبا
متى يعني ..!
سألته بفضول ليهتف بضيق
قريبا يا ماما .. قريبا ..
قم بزيارتي يوميا حتى تعود وتستقر هنا من جديد ..
قالتها بإصرار ليومأ برأسه دون لتسأله والدته بإهتمام
أخبرني عنك .. هل انت بخير ..! هل تشعر بالراحة لوحدك ..!
أجاب بفتور
انا بخير ماما .. لا تقلقي ..
نهض من مكانه وقال
قاطعته وهي تقف بدورها
لم تمر ربع ساعة على قدومك كما إنك لم تلتق بأختيك ولا أخيك او احدا من ابناء عمك ..
قال بسرعة
سآتي مرة اخرى قريبا .. لا تقلقي ..
قالها بسرعة ثم قبلها من وجنتيها قبل ان ينطلق هاربا منها ..
هبط درجات السلم بسرعة ليتوقف مكانه مقطوع الانفاس ما ان وجدها أمامه تدلف من باب القصر فهي كانت تتمشى في الحديقة منذ مدة ولم تكن تعلم بوجوده ..
توقفي ..
هتف بها فجأة بعدما وجدها استدارت تهم بالرحيل لتتجمد مكانها برفض حقيقي لكن صوته المتوسل وصلها
انتظري لحظة من فضلك .. أريد أن أتحدث معك .. هناك شيء ما يجب أن تسمعينه مني .. شيء لن يزعجك ابدا .. اقسم لك بذلك لكن اعطني الفرصة لأقول ما لدي ..
أريدك أن تكوني قوية وتواجهيه كما ينبغي .. أنت لم تفعل شيئا خاطئا ولست مذنبة في حقه كي تخشي المواجهة .. واجهي بثقة بينما هو من عليه أن يخفض بصره كلما رأك ..
ترددت الكلمات داخل عقلها كأنها تسمعها الآن .. لا تعرف كيف تذكرتها الآن وشعرت إنها تذكرها لكلماته في هذا الوقت إيعاز يخبرها بضرورة مواجهته وسماعه ..
التفتت نحوه محاولا الحفاظ على ثباتها لتلتقي عيناه بعينيها للحظات قبل ان يخفضها ارضا بسرعة..
انا ..
قالها بصوت مرتجف قليلا ليزفر أنفاسه ببطأ ثم يحاول السيطرة على رباطة جأشه ليكمل
أردت التحدث معك منذ مدة لكنني لم أستطع .. لم أكن أمتلك القوة الكافية لمواجهتك .. كنت خجلا للغاية ..
صمت قليلا ثم اخذ نفسا عميقا وهو يرفع بصره نحوها ليعاود إخفاضه مرة اخرى ويكمل
لقد أذيتك كثيرا .. اعتذر عن هذا حقا ..
أغمضت شمس عينيها للحظة قبل ان تفتحها وهي تقول بصوت مرتجف
لا أريد إعتذارك .. ولا أريد اي شيء منك سوى ان تتركني وشأني ..
نظر اليها بحزن وقال
معك حق ولكن صدقيني انا نادم حقا .. لو عاد بي الزمن لما فعلت ما فعلته لكن كل شيء كان خارجا عن ارادتي ..
منحته نظرة كارهة ليكمل بصدق
اقسم لك لم أكن واعيا بأي شيء .. كنت أتصرف بلا وعي .. كالمچنون .. حتى إنني ..
صمت قليلا ثم قال بصوت مبحوح
لم أكن أراك شمس ..
لاحت الدهشة للحظات على ملامحها قبل ان يرتجف جسدها من تلك الذكرى ليكمل بهدوء
منذ أن رأيتك بالصدفة لأول مرة حدث ذلك .. رأيتها فيك .. كنت أراك هي .. كنت أنت شمس ولكنك في نظري هي .. وكل ما بدر مني كان معها وليس معك .. لا أعلم لم حدث هذا ولم انت بالذات لكنني لن أسامح نفسي ابدا .. وأعلم إنك لن تسامحني ومع هذا اعتذر منك كثيرا .. انا اسف حقا ولو بإمكاني بتقديم اي شيء غير الاعتذار سأفعل ..
هزت رأسها بإستنكار والضعف ظهر على ملامحها لتسمعه يقول
انا اسف للمرة الإخيرة ..
أكمل بعد ثواني
هناك شيء آخر أريد أن أقوله لك وسأرحل بعدها ..
أردف بعد صمت قصير
قيصر ..
نظرت إليه بإهتمام ظهر واضحا في عينيها
قيصر دخل في لعبتي مجبرا .. أعلم إنه هددك يوما لأجلي ولكن ..
صمت متأملا الألم الذي سيطر على ملامحها ليكمل بنبرة لينة
قيصر يحبك ..
تطلعت إليه بدهشة ليومأ برأسه وهو يعاود خفض بصره
ما فعله قبل عامين لأجلي .. كان مجبرا على هذا .. للآسف لعبت على حس المسؤولية لديه وحبه وأخوته لي ونجحت في ذلك عندما جعلته يظن ان حياتي متوقفة علي علاجي فمۏتي يقترب كل يوم اكثر بسبب رفضي للعلاج وهو قرر ان يلجأ الى اي شيء يحفزني للعلاج ويعطيني أملا في الحياة بناء على توصيات الطبيب .. أعلم إنه اخطأ وإن لا ذنب لك في ذلك لكنه كان مجبرا لا مخيرا .. لا أحاول التبرير له لكن ضعي نفسك مكانه وسوف تفهمين ما مر به ..
أكمل
لكن رغم كل هذا هو أحبك ..
نظرت اليه بعدم تصديق ليكمل دون ان ينتبه على نظراتها
لو لم يكن أحبك ما كان ليتزوجك ..
صمت وهو يفكر إنه لا يستطيع ان يخبرها إنه لم يكن ليتزوجها الا لكونه مغرم بها .
فأخيه دوما ما يبحث عن كل ما يناسب مكانته الاجتماعية واسمه ..
أخوه الذي لطالما قال إنه عندما يتزوج سيختار فتاة من النخبة .. فتاة مثالية في كل شيء تليق بمركزه ومكانته ..
فتاة مثل سوزان ابنة عمه الذي كان ينوي التفكير جديا في خطبتها او كغيرها من الفتيات اللواتي ينتمون لأكبر واهم العوائل في البلاد ..
قيصر اخيه الذي يعرفه جيدا لم يكن ليتزوج فتاة بسيطة من عائلة عادية متوسطة المستوى
متابعة القراءة