رواية جديدة قوية الفصول من الثاني وثلاثون للخامس وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

طعامها بصمت ..
.....
مرت عدة ساعات جلس فيها قيصر يعمل على حاسوبه بينما هي كانت تعبث في هاتفها بعدما غيرت قميص نومها الي بيجامة حريرية ..
شعرت بالملل عدة مرات خلال هذه المدة لذا قررت أن تنام قليلا بدلا من هذا الملل لكنها وجدته يهتف بها  
غيري ملابسك فسنهبط الى الطابق السفلي ..
هتفت بضيق 
وما بها ملابسي ..!
حدق بها ورد 
نحن لا نرتدي البيجامة خارج الجناح يا شمس .. 
ردت بسخط 
هل تبقون طوال اليوم بملابس الخروج ..!
اومأ برأسه لتقول بملل 
لكنني لا أفعل هذا .. أنا أرتدي البيجامة في المنزل وهذا ما يفعله الجميع ..
أكملت بنبرة ذات مغزى 
ولا أحب أن أجبر على ارتداء ملابس الخروج في المكان الذي من المفترض إنه منزلي ..
زفر أنفاسه بضيق وقال 
سوف تعتادين على ذلك بل إنك ستجدين نفسك بعد مدة ترفضين الخروج من هذا الجناح وأنت ترتدين البيجامة ..
همست بتهكم 
اثنان وعشرون عاما معتادة على هذا وتتوقع مني أن أعتاد على شيئا يختلف عنه بعد مدة قصيرة ..
ما الحل اذا ..!
سألها پغضب مكتوم لترد ببرود 
لن أفعل إلا ما أريده وأرتاح به طالما إن ما أفعله ليس خطئا أو عيبا ..
ثم أكملت بسخرية 
ولكي لا تظن إني أعاندك فسألتزم البقاء في جناحي ولن أخرج منه كي لا أسبب لك أي أحراج مع عائلتك ..
تطلع إليها بنظرات عصبية أربكتها قليلا لكنها تجاهلتها لتسمعه يقول ببرود 
أنت حرة .. بالنسبة لي سأهبط الى الاسفل بدلا من جلوسي هنا بين اربعة جدران لا أجد شيئا واحدا ممتعا او أفعل أي شيء حتى..
ثم حمل هاتفه وخرج تحت انظارها الممتعضة ..
.....
بعد مدة سمعت طرقات على باب الجناح لتسمح للطارق بالدخول ..
دلفت الى الخادمة وهي تحمل صينية العشاء لتلقي التحية عليها ثم تضع الصينية على الطاولة ..
سألتها الخادمة اذا ما تريد او تحتاج شيئا آخر فهمت شمس أن تطلب منها أن تأخذ الصينية فلا رغبة لديها بتناول الطعام لكنها تراجعت عن ذلك ..
خرجت الخادمة بينما نهضت شمس من مكانها ونظرت الى الصينية التي تحوي العديد من الأطعمة ثم هتفت بحنق 
يرسل لي الطعام دون أن يكلف نفسه ويأتي لتناوله معي .. 
عادت نحو السرير تعقد ذراعيها أمام صدرها وتهز قدميها بحنق ..
مرت مدة قبل ان يعود قيصر الى الجناح ليجدها على وضعيتها تلك ..
لم يبال بها بل اتجه نحو الخزانة ليخرج بيجامته ليزداد حنقها اضعافا من تجاهله الذي بات يسيطر على تصرفاته معها في أغلب الاوقات بشكل لم تعتد عليه مسبقا ..
وجدته يتجه نحو السرير ويجلس على الطرف الآخر وهو يعبث بهاتفه قبل أن يتمدد وهو ما زال يعبث به ..
همت بقول اي شيء حتى لو شيء يثير حنقه لكنها تراجعت فجأة وقررت ان تنام ثم انتبهت الى صينية العشاء التي تركتها كما هي لترميه بنظرات عابئة وهي تفكر إنه لم يكلف نفسه عناء سؤالها عن سبب عدم تناولها عشائها ..
ضمت شفتيها بضيق وشعور عدم الرضا من كل ما يحدث يسيطر عليها لتنهض من مكانها اتجاه الحمام وهي تقرر اخذ حماما طويلا يخفف من ضيقها وتوترها ..
خرجت بعد مدة وهي ترتدي قميص نومها والذي مختلفا عما سبقه حيث كان متوسط الطول وذو حمالات رفيعة يبرز عنقها والجزء العلوي من المنطقة ما فوق نحرها ..
تأملها لا أراديا وهي تفك المنشفة من فوق شعرها وتبدأ بتسريحه ..
ظلت تسرحه لمدة قبل ان تحمل أحد العطور وترش منه الكثير على رقبتها وجسدها عموما ..
انتشرت رائحة العطر النفاثة في الغرفة فشعر بتلك الرائحة تخترق أنفه بقوة ..
تأمل قوامها النحيف للغاية والذي تبرز نحافته الشديدة بفضل القميص الذي يلتصق عليه ..
في داخله يود أن يمتلكها بحق وينهي هذا الوضع الذي طال أكثر من اللازم من وجهة نظره لكنه لن يفعل ذلك إلا عندما يشعر برغبتها هي الآخرى بهذا ..
وجدها تجلس على السرير بجانبه قبل أن تجذب الغطاء فوق جسدها مقررة النوم لينهض من مكانه هو الآخر ويغلق الأنوار في المكان ثم يتجه نحو السرير مرة أخرى ويتمدد جانبها ..
سمعها تهتف بعد مدة بخفوت 
ماذا تفعل ..!
سألها بإستغراب 
ألم تنامي بعد ..!
أجابته بنفي 
كلا انا لا أستطيع النوم ..
ثم اعتدلت في جلستها لينظر إليها ويسأل 
ماذا حدث ..!
ردت بتردد 
لا أعرف كيف أنام .. الوضع جديد علي .. المكان جديد علي ... أريد النوم في غرفتي .. انا معتادة منذ سنوات على النوم هناك ..
اعتدل هو الآخر في جلسته وقال بجدية 
لا بأس .. هذا يحدث دائما في أي مكان جديد نسكن فيه .. ستعتادين مع مرور الوقت ثم تصبحين لا تستطيعين النوم سوى هنا ..
هزت رأسها نفيا وردت بصوت مبحوح 
لا أظن ذلك .. لن أعتاد على هذا الوضع بسهولة كما تقول ..
سألها بهدوء 
ما باله صوتك ..!
ثم لمس ذراعها وهتف بها 
هل تبكين يا شمس .. 
نظرت إليه لتفاجئه دموع خفيفة داخل عينيها ليزفر أنفاسه وهو يهتف 
لماذا تبكين ..! 
أردف بعدها 
ما تمرين به طبيعي وتمر به أي عروس يا شمس .. أنت تبدئين حياة جديدة ومن الطبيعي أن تشتاقي في بداية ذلك لحياتك القديمة ..
قالت بصوت حزين 
الموضوع لا يقتصر على شعوري بالغربة وعدم اعتيادي على وضعي الجديد .. هناك العديد من المشاعر المتناقضة داخلي .. والعديد من الأفكار التي تسيطر علي بل التخيلات ايضا ..
سألها بإهتمام 
وما هي تلك الأفكار او التخيلات يا شمس ..!
هتفت بسرعة 
لا يمكنني أن أخبرك عنها ..
هز رأسه متفهما دون أن يصر على معرفة ما تفكر به فيضغط عليها أكثر ..
لمش شعره بأناملها وقال 
لا أعرف كيف أساعدك فأنا لا ادرك ما تمرين به بالضبط ولكن كوني واثقة إن كل هذا سينتهي بعد مدة .. 
لم أنت واثق من هذا ..!
سألته بضعف ليرد بخفة 
ربما لإنني أدرك العديد من الأشياء التي لا تدركينها ..
همت بسؤاله عن مقصده من حديثه هذا لكنها سكتت وهي تجده يربت على شعرها بكفه ويقول برفق 
هيا حاولي ان تنامي الآن وأنا هناك بجانبك اذا ما احتجتي شيء او شعرت بأي ضيق ..
تطلعت اليها بدهشة أخفتها بسرعة وهي تفكر إنه في هذه اللحظة يتعامل معها برفق وعناية لم تتوقع أن تنال منه ربعه يوما ما ..
..
حل الصباح لتفتح شمس عينيها بعدما نامت لمدة لا بأس بها ..
عاد الى ذاكرتها حديث قيصر القصير ليلة البارحة وذلك الهدوء والعناية التي لم تعتد عليهما منه ..
اعتدلت في جلستها بسرعة وهي تتوقع أن تراه في الجناح لكنها لم تجده ..
شعرت بالقليل من الإحباط لكنها تجاهلت ذلك وهي تحمل هاتفها وتقرر الاتصال بأختها تطمئن عليها وعلى والدتها وأخيها لكنها
تم نسخ الرابط